تلفزيون لبنان
فيما عادت الروح إلى البرلمان في جلسة تشريعية هي الأولى منذ عام، نشط أعداء الوفاق اللبناني أمنياً فقاموا بتفجيرين انتحاريين في الضاحية الجنوبية عقب تفكيك الجيش عبوة ناسفة في جبل محسن، وتوقيف شعبة المعلومات شقيقين في طرابلس وضبط حزام ناسف.
الاعتداء الانتحاري المزدوج في الضاحية تمّ في عين السكّة في برج البراجنة وأوقع شهداء وجرحى. الاعتداء تمّ بتفجيرين انتحاريين بفارق خمس دقائق على مقربة من مستشفى الرسول الأعظم ومركز للأمن العام.
وسبق التفجيرين توزيع «داعش» شريط فيديو يتوعّد الرئيس ميشال سليمان ودار الفتوى، وركّز الشريط على معركة نهر البارد وعلى مواقف للرئيس سليمان ومُفتي الجمهورية ومفتي الشمال. وترافق التفجيران في الضاحية مع انعقاد الجلسة التشريعية على قاعدة توافقية.
وعلى خلفية التفجيرين رفع الرئيس نبيه بري الجلسة إلى الساعة الواحدة بعد ظهر غد اليوم لدرس وإقرار قانوني مكافحة تمويل الإرهاب وتبيض الأموال. وقد أقرّت الجلسة التشريعية قانون استعادة الجنسية مع توصية بالإسراع في موضوع منح الأم الجنسية لأبنائها. كذلك أقرّت قوانين مالية من بينها عقد نفقات لتجهيز الجيش.
«المستقبل»
يد الجريمة والإرهاب تضرب مجدّداً في عمق الضاحية الجنوبية، ممّا أدّى إلى سبعة وعشرين شهيداً، وأكثر من مئة وواحد وثمانين جريحاً.
ووفق المعلومات، فإنّ انتحاريَّين اثنين فجّرا نفسهيما في منطقة عين السكة في برج البراجنة في منطقة مأهولة حيث تقع حسينية الإمام الحسين ومركز للأمن العام وسوق شعبي، والفارق بين التفجيرين دقائق معدودة. وفي المعلومات أيضاً، أنّ هناك انتحارياً ثالثاً لم يتمكّن من تفجير نفسه.
الجريمة التي لاقت أصداء شجب واستنكار في الأوساط السياسية والشعبية، دفعت رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تعليق جلسة التشريع النيابية، وإلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.
أمّا الرئيس سعد الحريري فقد أدان باسمه وباسم تيار المستقبل الاعتداء الآثم على أهلنا في برج البراجنة. وقال: «إنّ استهداف المدنيين عمل دنيء وغير مبرّر، لا تخفّف من وطأته أي ادّعاءات، لافتاً إلى أن قتل الأبرياء جريمة موصوفة بكل المعايير من برج البراجنة إلى كل مكان».
وفيما عملت فرق الدفاع المدني والصليب الاحمر والهيئة الصحية الإسلامية على انتشال الشهداء وإسعاف الجرحى، كلّف القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية واستخبارات الجيش إجراء التحقيقات اللازمة.
«الجديد»
فتح الإرهاب ثغرة في خاصرة الضاحية الجنوبية، وفي لحظة مسروقة من العين الأمنية كانت ضربة انتحارية مزدوجة في عين السكة فصلت بينهما سبع دقائق أوقعت عشرات الشهداء والجرحى.
اختار الإرهاب مكاناً مكتظّاً بالمدنيين فأوجع في مكمن الرّضبة، حتى اللحظة تقول الرواية غير الرسمية أنّ انتحاريَّين وصلا سيراً على الأقدام إلى برج البراجنة، ففجّر الأول نفسه في شارع ضيّق ما بين سنتر منصور والحسينية، وبفرق دقائق سبع كانت كافية لتجمهر الناس ونزولهم لتفقّد بعضهم بعضاً، فجّر انتحاري ثانٍ نفسه حاصداً العدد الأكبر من الأرواح، وفي الرواية غير الرسمية نفسها كلام عن انتحاري ثالث قُتل قبل تفجير نفسه، وانتحاري رابع لاذَ بالفرار.
القاضي صقر صقر كلّف الشرطة العسكرية واستخبارات الجيش التحقيق، وإلى أن تظهر الخيوط البيض للتفجير الأسود، فإنّ خلية الإرهابيين الأربعة هزّت أمناً يقف على شوار أمن سياسي مهتز.
اليوم تضعضع الأمن من ساحة برج البراجنة، وفي ساحة البرج تموضع السياسيون تحت مظلّة الميثاق لا الدستور، وعادوا كأنّ شيئاً لم يكن وبراءة التشريع في أعينهم، ولأن للضرورة أحكامها فتحت بوابة ساحة النجمة ليومين فقط وبعدها الوداع، وابتداءً من الغد اليوم ، فإن سلطات الفراغ والتعطيل والتمديد ستنأى بنفسها عن ولاد البلد، وتحيّي ترويكا الزمن الغابر وهي رميم تحت قبّة البرلمان إذ تمّ شمل التشريع على الضرورة، ولأنّ الطبخة استوت في الرياض فتحت شهيّة في بيروت وسجّل إقرار مشاريع القوانين المطروحة سرعة قياسية، إذ لم تتجاوز مدّة التصديق الدقيقة ونصف الدقيقة على مقياس مطرقة الرئيس نبيه بري، الجلسة سارت كساعة «بيغ بن» وإن كانت معطّلة، ولم يُعِد عقاربها إلى العمل بالنظام سوى مداخلة الشيخ سامي الجميّل الذي اخترق ميثاقيّتها بالدستورية واضعاً النصاب المكتمل أمام استحقاق انتخاب الرئيس أولاً فتصدى له بري قائلاً: «فَتَلت وبَرَمت ورجعت عليّي هيدي جلسة تشريعية مش انتخابية».
النائب الممدّد سيرج طورسركيسيان، ضرب الحديد وهو حامٍ وانتهز فرصة اجتماع الكل فاستجوب الحكومة بأزمة النفايات بعدما وصلت القصة إلى رقابهم، ولأنّ قصة النفايات مش حرزانة لاذت الحكومة بصمت ثقيل وأدارت الأذن الصمّاء للمداخلة والمساءلة.
خارج الجلسة اختلط المشهد فاعتصمت حملة «بدنا نحاسب» إلى جانب «جنسيّتي حق لي ولأسرتي» ومعهما المستأجرون القدامى ليتصدّر المشهد تشييع الكتائب للدستور بنعش رمزي سار جنباً إلى جنب مع مجسّم لكرسي الرئاسة الفارغ وتولّى عِظة الجنازة من سار على درب الجلجلة وحيداً.
«او تي في»
لم تتأخّر الداعشية الإرهابية في الردّ على الميثاقية اللبنانية… ولم يتأخّر وحوش الدم في الجواب على مبادرة السيد حسن نصر الله أمس أول من أمس ، لحل لبناني شامل وحواري. ففيما كان النواب، الممدّد لهم، يترجمون الاتفاق حول الجلسة التشريعية، وفي وقت متزامن مع إقرار قانونٍ يُعيد اللبنانيين إلى وطنهم وهويتهم، كانت الضاحية الجنوبية مسرحاً لانفجارين إرهابيّين يستهدفان طرد اللبنانيين من أرضهم وبلدهم. تفجيران أوقعا عشرات الإصابات بين المواطنين الأبرياء. المعلومات الأولية تحدّثت عن انتحاريَّين اثنين، وقيل أكثر، في عودة إلى سلسلة التفجيرات الانتحارية التي كان آخرها في بيروت في 20 حزيران 2014 مع انتحاري فندق الروشة. كل التحليلات عاجزة الآن عن وصف هول الجريمة، وكل الكلام أصغر من دم شهيد سقط اليوم أمس بريئاً مغدوراً. تبقى ملاحظتان يجب التأكيد عليهما في هذا الوقت بالذات الأولى أنّ بعض وسائل الإعلام الخليجية، كان قد كتب قبل أسبوع بالتمام، في 5 تشرين الثاني الجاري، أنّ 35 انتحارياً داعشياً قد تسلّلوا إلى الضاحية الجنوبية من بيروت، وإلى جوارها من تجمّعات غير لبنانية، تمهيداً لتنفيذ عمليات انتحارية. وهو ما يثير أكثر من علامة استفهام جنائية وأمنية وسياسية، الملاحظة الثانية أنه مهما كبر ثمن الدم، سننتصر عليهم، وسنهزمهم، وسيبقى لبنان.