بقعة ضوء «فايسبوكية»
السخرية، يا صديقي، هي محاولتنا الهروب من واقع مرير نصطدم به يومياً. من أحلام تقزمّت أو ضاعت، من شغفٍ ننشده في كل لحظة نشعر أن ذواتنا باتت أقرب إلى تحقيقه. وفيما نظلّ نحلم بمستقبلٍ أفضل، نبقى أسيري دوامة القلق المزمن. هو ذاك القلق الذي يجعلك تعبث بالمنطق لتجسيل ضربة ركنية في عالم المستحيل. نجلس في القهوة لساعات، نراقب المارّة، «منلطّش الصبايا»، ونحكي كثيراً في السياسة، كثيراً في الحب، قليلاً في الواقع، لأننا نصبو إلى تغييره. السخرية هي مقاومة الوجع، هي محاكاة لتأجيل البحث في المنطق لأنّ منطق الأمور يقول إنّ الحلم أحلى والوهم دائماً أجمل. عبثية كهذه تحتاج إلى من ينظمهّا، ونحن العبث المتجلّي بعشق كل ما نقدر على حبّه وكل ما هو متوفّر لنا بعد أن خُصخِص الاقتصاد ومعه الأماكن العامة والجمال.