المشنوق: تجمعنا المصائب و ضحايانا واحدة وعدونا واحد
ما زالت العمليات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس ليل الجمعة – السبت والتي تبنّاها تنظيم «داعش»، تثير ردود فعل مستنكرة على الساحة اللبنانية. وشدّد المستنكرون على ضرورة محاربة هذه الظاهرة الخطيرة.
وفي هذا الإطار، قدّم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تعازيه بضحايا الهجمات الإرهابية في فرنسا، إلى السفير الفرنسي إيمانويل بون، وذلك في دار السفارة الفرنسية ببيروت في قصر الصنوبر.
ودوّن المشنوق كلمة في سجلّ التعازي جاء فيها: «لا تجمعنا مع الفرنسيين الفرنكوفونية فقط، بل المصائب أيضاً. دماؤنا واحدة، ضحايانا واحدة، وعدونا واحد».
وكان بون زار وزير السياحة ميشال فرعون وبحث معه «الاعتداءات الإرهابية في باريس والعلاقات اللبنانية – الفرنسية».
وبعد الاجتماع قال فرعون: «إن زيارة سعادة السفير كانت مناسبة للتعبير عن أسفنا وتعازينا لكل العائلات التي أُصيبت وتضامناً مع الشعب الفرنسي الصديق ومع القيادة الفرنسية، فرنسا التي وقفت مع لبنان في كل المحن إن كانت سياسية او مالية أو إرهابية».
واستنكر وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، التفجير الإرهابي في باريس الذي سبقه تفجير الضاحية الجنوبية في بيروت، وأدّى هذا العمل الإرهابي إلى سقوط الضحايا الأبرياء من أطفال ونساء والشباب الأبرياء.
أضاف زعيتر خلال لقاء إعلامي في مكتبه في بعلبك خلال استقباله وفوداً شعبية وبلدية، ومخاتير في المنطقة: «أنّ هذه الدماء التي سقطت هي دعوة لكل اللبنانيين على مستوى الوطن أن نوحّد جميع القوى لنكون العين الساهرة في مواجهة هؤلاء التكفيريين الإرهابيين، ونكون اليد التي تساعد الجيش اللبناني والقوى الأمنية كافة لمكافحة الإرهاب».
وأبرق رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي بُعيد انتقاله من باريس إلى روما، إلى هولاند ورئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، ووزير الخارجية لوران فابيوس، ورئيس مجلس الشيوخ جيرارد لارشيه، ووزير الدولة لشؤون البرلمان جان ماري لوغين، ورئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون، مندّدا بـ«الاستهدافات الإرهابية الجبانة لمواقع عدّة في العاصمة الفرنسية».
وقال:»يؤلمنا أن نشهد مثل هذه الأعمال الإرهابية في بلد صديق للبنان، بعد أن اكتوى بلدنا وثلّة من الأبرياء بنار الحقد الأعمى في برج البراجنة».
وكان مخزومي أنهى زيارته إلى باريس بلقاء كل من رئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان، ووزير الخارجية السابق هوبرت فيدرين، ورئيس تحرير إذاعة كلاسيك فيليب غولت. كما التقى وفداً من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم إلى مأدبة غداء.
وكذلك التقى في العاصمة الفرنسية نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني علي بن خليفة آل خليفة الذي كان في العاصمة الفرنسية.
وأكّد مخزومي في كلّ لقاءاته أنّ «مواجهة الإرهاب تتطلّب تعاوناً دولياً بالتزامن مع البحث عن حلول سياسية للأزمات، ولا سيّما الأزمة السورية وتداعيات استمرارها من تأثير على استشراء العنف ليس في المنطقة فحسب، بل منطقة المتوسط بأكملها، وفي بعض العواصم الغربية أيضاً».
ولفَتَ إلى أنّ «أمن لبنان الذي تعرّض لاهتزاز جدّي ولئيم في منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، تواجهه قواته الأمنية وجيشه بثبات وقوة التحدّيات الإرهابية»، علماً أنّ «ظروف لبنان الاقتصادية أيضاً تحتاج إلى دعم فرنسا والاتحاد الأوروبي».
واستنكر رئيس «اللقاء الإسلامي الوحدوي» عمر عبد القادر غندور، العمليات الإرهابية في باريس وقال في بيان: «دواعش العصر، هم على غير الدين الحنيف، وهم أكثر من أساء إلى الإسلام، حتى أنّ كثيرين من الناس ومن بينهم «مسلمون»، أداروا ظهورهم إلى الإسلام إذا كان على منهج الدواعش قتلاً وحرقاً وسبياً وذبحاً واغتصاباً ونكاحاً، وإقصاءً لكافة الناس رجالاً ونساءً وأطفالاً عزّلاً».
أضاف: «لذلك يجوز القول إنّ الدواعش صناعة استخباراتية مموّلة بأموال خليجية لضرب الإسلام كدين، ومنهج حياة لجدوى صهيونية مؤكّدة. وبتنا نخشى أن يُفعل «الإسلام الداعشي» فعله ويُخرج الناس من رقبة الإسلام أفواجاً، وهو ما يستدعي تحرّكاً عاجلاً على مستوى الأمة، خصوصاً من السادة العلماء، لتصويب الحقائق وفضح الأباطيل والأكاذيب وتنقية المناهج من الشوائب والأدران، لتحصين عقيدة المسلمين غير الملزمين وغير المتعمّقين في شرع دينهم».
و اختتم غندور: «كما استنكرنا مجزرة برج البراجنة، وبقيّة المجازر في الضاحية الجنوبية وطرابلس وجبل محسن وبيروت والهرمل وعرسال، وقتل الأبرياء والعُزّل في أي مكان في العالم، نستنكر اليوم مجزرة باريس وندعو إلى ائتلاف أممي لمواجهة هذا الإرهاب التكفيري الخسيس».