موسكو تتخذ الإجراءات ردّاً على تعزيز قدرات الحلف
قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه في الوقت الحالي يجب عقد الآمال على استجابة الأطراف المتنازعة في أوكرانيا لدعوات تمديد الهدنة، مشيراً إلى أن بلاده في الوقت الراهن تعوّل على استجابة الأطراف المتنازعة في أوكرانيا لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين إلى تمديد الهدنة.
من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أنه سيتخذ قراراً مهماً جداً بشأن الوضع في جنوب شرقي البلاد في 27 حزيران حين تنتهي مهلة وقف إطلاق النار من طرف واحد.
ولم يفصح بوروشينكو خلال كلمة أمام اجتماع الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا عن نوعية هذا القرار، إلا أنه أشار إلى أن ممثلي منطقتي دونيتسك ولوغانسك أظهروا اهتماماً بإجراء مفاوضات سلمية لتسوية الوضع شرق أوكرانيا.
يُذكر أن مهلة وقف إطلاق النار شرق البلاد التي أعلنها الجانب الأوكراني من طرف واحد تنتهي صباح الجمعة 27 حزيران، وكان قد صدر مرسوم رئاسي بهذا الشأن بدأ سريان مفعوله مساء يوم 20 حزيران.
رحبت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بتخلي روسيا عن حق استخدام قواتها في أوكرانيا، وقالت رئيسة الجمعية آن براسر إن هذه الخطوة من قبل الرئيس فلاديمير بوتين ومجلس الاتحاد الروسي «خطوة إيجابية ونحن نرحب بها»، مضيفة: «أعتقد أن علينا تطوير هذا النجاح وكذلك العمل على وضع خطة للتسوية السلمية للنزاع في أوكرانيا».
وأكدت براسر أن الوضع الإنساني في منطقة النزاع يثير القلق الأكبر لدى مجلس أوروبا، وقالت: «لأن كلا البلدين، أوكرانيا وروسيا تعتبران من ضمن أفراد عائلتنا، أي مجلس أوروبا، ولهذا يتعين علينا أن نحاول لا إنقاذ حياتهما فحسب، بل أن نساعدهما في إعادة السلام، كي تستطيع أوكرانيا أن تبدأ إعادة إعمارها».
وعلى رغم رفض الطرف الروسي المشاركة في الدورة الجارية للجمعية البرلمانية، أكدت براسر أنها ما زالت تواصل الاتصالات مع زملائها الروس، كما أنها التقت شخصياً مع أعضاء الوفد الروسي ورئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين.
وكان رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما أليكسي بوشكوف أعلن يوم 3 حزيران عدم مشاركة وفد بلاده في أعمال الجمعية البرلمانية قبل رفع العقوبات المفروضة على موسكو من قبلها على خلفية الأحداث في أوكرانيا، والمتمثلة في حرمان الوفد من حق التصويت والمشاركة في نشاطات الهيئات الرئاسية للجمعية حتى نهاية العام الجاري.
وفي السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي أليكسي ميشكوف أن بعض القوى، بما فيها الولايات المتحدة تسعى إلى فرض عقوبات على روسيا تحت أي ذريعة مفتعلة، مشيراً إلى أنه «من الواضح تماماً أن هناك بعض القوى، وقبل كل شيء الولايات المتحدة، تهتم بفرض العقوبات على روسيا تحت أي ذريعة مفتعلة».
وبشأن علاقات روسيا مع حلف الناتو، قال نائب الوزير إن روسيا لا تهدد الناتو بأي شكل من الأشكال، لكنها تتماشى في الوقت ذاته مع زيادة القدرات العسكرية للحلف على حدودها الغربية، مؤكداً ضرورة زيادة عدد أفراد بعثة المراقبين لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى أوكرانيا إلى 500 فرد. وأعاد إلى الأذهان أن 12 خبيراً روسياً يعملون ضمن البعثة، مضيفاً أن المنظمة توجهت نحو موسكو بطلب زيادة عدد المراقبين الروس إلى 40 شخصاً.
وتطرق ميشكوف كذلك إلى موضوع المشاورات الثلاثية بين روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي حول توقيع كييف على اتفاقية الشراكة مع بروكسيل، ولفت إلى أن المشاورات ستبدأ على مستوى الخبراء يوم 26 أو 27 حزيران، وقال: «في نهاية المطاف تسنّى لنا الاتفاق بشأن الإطار الثلاثي، وقد تعقد جلسة على مستوى الخبراء الفنيين اليوم أو غداً، كما من المقرر أن يعقد بطلب من الاتحاد الأوروبي لقاء وزاري في منتصف تموز المقبل».
وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الناتو ألكسندر غروشكو أن بلاده تتخذ كل الخطوات الضرورية لضمان أمنها رداً على تعزيز الحلف قدراته العسكرية، مشيراً إلى أن «حبك عبارات الناتو بشأن تعزيز قدراته العسكرية في الظروف الأمنية الجديدة لا يخدع أحداً، فالهدف الحقيقي من هذه المخططات واضح تماماً». وأضاف أن «على الحلف أن يدرك أن أي محاولات لإظهار القوة تجاه روسيا لن تقود إلا إلى إضعاف أمن الحلف نفسه».