«القومي» يحتفل بعيد تأسيسه الـ83 في الوطن وعبر الحدود
احتفاءً بعيد تأسيس الحزب، أقامت مفوضية عين زبدة التابعة لمنفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ندوة بعنوان: «المشهد القومي ومتغيّراته الإقليمية والدولية»، حاضر فيها العميد المتقاعد في الجيش اللبناني د. أمين حطيط.
حضر الندوة ناموس مجلس العمد عميد العمل والشؤون الاجتماعية نزيه روحانا، عميد الداخلية عبد الله وهاب، منفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم وأعضاء هيئة المنفذية، مدراء المديريات وأعضاء هيئاتها، والمفوضيات من منفذيتي البقاع الغربي وراشيا.
كما حضر الندوة محمد منعم ومصطفى بجيجي عن حزب الله، عباس موسى عن حركة أمل، الدكتور فواز فرحات عن حركة الشعب، رئيس اتحاد بلديات البحيرة طوني أبو عزة على رأس وفد من بلديات البقاع الغربي ومخاتيرها، وحشد من القوميين ومن أبناء المنطقة.
بداية، ألقى مفوض مفوضية عين زبدة مارون غنّام كلمة رحب فيها بالحضور واضاء على معاني التأسيس.
حطيط
ثم حاضر العميد حطيط واستهلّه محاضرته قائلاً: البقاع الغربي هو حركة الوصل اليوم بين ميدان القتال في وجه العدو الأصيل، العدو الصهيوني الذي نواجهه من جنوب لبنان، وبين ميدان القتال في سورية في مواجهة البديل والوكيل، وفي هذا التوقيت نصل إلى تاريخ تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي نشأ من فكرة تأتي الأحداث اليوم لتؤكد مدى موضوعيتها ومدى بعد النظر الاستشرافي عند باعث هذا الفكر أنطون سعاده.
وقال: إنّ منطقة متكاملة بطبيعتها أولاً وبإنسانها ثانياً هي منطقة يجب أن تشكل دولة واحدة تحتلّ مكانها الجيو ـ سياسي المبني على كلّ خصائص الجغرافيا والسياسة، والمؤكد بالبعد الاستراتيجي العام، فمنطقتنا هي منطقة مترابطة في إنسانها واقتصادها وسياستها، والأهمّ والأخطر أنها مترابطة في أمنها، لذا فإنّ ما سُمّي بسياسة «النأي بالنفس» أمر يدعو إلى السخرية، لأنه يعني الانفصال الأمني.
وسأل حطيط: كيف وأنت في طبيعة تفرض عليك أن تنطلق من منظومة أمنية مترابطة لتقيم «الأمن الاستراتيجي» الذي يتخذ أساساً لبناء السلام الدولي؟ لذلك، فإنّ الأحداث أتت لتؤكد أن النظرة التي تأسّس عليها الحزب السوري القومي الاجتماعي هي نظرة موضوعية وواقعية وتحاكي ما هو قائم وموجود.
ورأى: أننا اليوم في مرحلة «الانقلاب التغييري»، وهي مرحلة لا تقاس بفترة زمنية قصيرة بل بسنوات، ونحن نعيشها، وهي على مرحلتين: مرحلة ولّت وسقطت ويستميت صاحبها المستفيد منها أن يبقيها على قيد الحياة، ولو حتى في غُرف العناية، لكن يبدو أنّ أقدام المقاومين أقوى من قوة الأوكسجين أي المرحلة الأميركية القائمة على مفهوم الأحادية القطبية . ومنذ بدء العدوان على سورية في الـ2011، كنا نتوقع الصمود السوري ومحور المقاومة، وهذا المحور سيغيّر وجه العالم. واليوم بدأنا نشهد إرهاصات ولادة هذا العالم الجديد، وبالتالي نحن بين نظام الأحادية القطبية الذي حاولت أميركا إقامته، والذي سقط، وبين نظام عالمي جديد.
أضاف: عندما بدأ الربيع العربي، ونراه «الحريق العربي»، كانوا يتصوّرون أنّ هذا الحريق هو من القوة والقدرة التي تجعله يُسقط المقاومة ومحورها ليولد شرق أوسط أميركي بشرتنا به كونداليزا رايس عام 2006، في المقابل، كنا كمقاومين نواجه فيما العالم كله ينتظر «لحظة لفظ الأنفاس». فصمد محور المقاومة وانتصر، والعالم انقسم إلى قسمين: قسم شحذ سكينه وآخر انتظر إعلان الوفاة، وهذا لم يحصل لأسباب ثلاث: صمود سورية جيشاً ودولة وشعباً، من خلال احتضناهم جميعاً للمقاومة، ومحور المقاومة من مشهد شمالاً إلى المتوسط جنوباً مروراً بسورية، ونوعية السلاح الذي استخدمه العدو «الإسرائيلي» ضدّنا وهو سلاح الإرهاب، ظناً منهم أنهم سيسقطوننا، وغاب عنهم أنّ الإرهاب الخاوي المضمون الوحشي السلوك لا يمكن أن يكون أداة إنجاز وكسب. بخلاف المقاومة التي في قوتها وأفكارها وعقيدتها تكمن قوتها.
أضاف، لهذا كله، ما حصل عام 2011 بدءاً من خطة «الإخوان» المبنية على تقسيم سورية وسقوط مشروعها بصمود ووحدة سورية، وخطة بندر بن سلطان التي سقطت بهجومية المقاومة في القصيْر، لتأتي خطة «داعش» التي سقطت بتناغم بين سورية والعراق مع محور المقاومة، مع سقوط تلك الخطط الثلاث جاءت الخطة الرابعة «الاستنزاف». من هنا كان القرار الأميركي بأنّ القضاء على «داعش» يحتاج إلى عشر سنوات، أي عشر سنوات من استمرار الحروب كي لا يبقى شيء في المنطقة لا بشر ولا حجر، خطة درست ملياً وحضرت لها الأموال العربية.
وأكد حطيط أننا نعيش أعراس النصر من تزايد في الانتصارات والإنجازات الميدانية، إذ فوجئ الغرب بالصمود السوري ـ العراقي، الأمر الذي جعل الغرب يعيش «أكبر مرارة خداع استراتيجي»، وفوجئ لأمرين: أنّ سورية بصمودها لخمس سنوات من القتال، جعلت الأميركي يتخذ قرار الحلّ ولا يتعدّى ما كتب في «جنيف واحد»، والذي وفقاً لمنطقنا هو قرار «استسلام» ومضيعة للوقت، وأنّ جلّ ما قام به الروسي «عدم تضمين البيان خروج الأسد من الحكم» في خلال ما سُمّي بـ«المرحلة الانتقالية السياسية» والتي لا تتعدّى الأشهر الستة، وبالتالي فإنّ سورية ومحور المقاومة كان عليهم تغيير الميدان حتى تتغيّر الوثيقة، فصمدت سورية ومحورها ميدانياً، ونجحت إيران في مشروعها النووي، وروسيا فهمت الأمر وانتظرت التدخل، فتدخلت بعد 3 سنوات من المؤامرة على سورية. فالصمود السوري ومحور المقاومة والتخوف الروسي مما تخبئه أميركا من خلال فرضها قيادة التحالف وهيمنتها على كلّ القرارات، دفع الروسي إلى التدخل الجدي في سورية وضرب الإرهاب عميقاً. وكانت المفاجأة الكبرى للأميركي، أنّ سورية ومحور المقاومة تجهّز قوة برية كافية لاستثمار ومواكبة الضربات الجوية»، إضافة إلى «تشكيل قوة برية من 50 ألف جندي عراقي لمحاربة الإرهاب، وهذا أمر غيّر المشهد ميدانياً، فخشيت أميركا النتائج، فسارعت إلى المبادرة بحلّ سياسي، ولم يمانع الروسي طالما أنّ العمل العسكري يساعد على الحل السياسي. فحصل استقبال الرئيس الأسد في روسيا، وكانت الزيارة بمثابة رسالة إلى العالم كله، أنّ بشار الأسد هو الرئيس الشرعي والفعلي لسورية ولا منازع له في شرعيته عالمياً، وأنّ هناك فصلاً بين مواجهة الإرهاب وبين الحلّ السياسي، وصولاً إلى تشكيل قوة تحالف دولية جديدة بدأ تشكيلها فعلاً. فولد «فيينا واحد» الذي هو وجه آخر لـ«جنيف واحد» بصيغة جديدة، وتجرّعت أميركا الأمر، فالأمور ذاهبة في سورية لمصلحة الرئيس الأسد. عندئذ جاء الانقلاب الأميركي على «فيينا واحد» من أجل العودة إلى «جنيف واحد»، وكان الردّ في الميدان ـ تحرير مطار كويرس والحاضر والعيس والبقية تأتي ـ متزامناً مع إنجازات ميدانية في العراق. وكانت المفاجأة مما حصل في فرنسا، وانعكاسه السلبي على كامل أوروبا، وصدور قرار أوروبي بتوقيف فيزا شينغن وثبوت عدم مصداقية من زعم أنّ الإرهاب محصور في بلادنا.
وختم العميد حطيط بالقول: الصمود السوري والمقاومة ومحورها والمفاجآت التي حققوها فاجأت الجميع، وقد أبلغ الروسي من يهمّه الأمر بشكل مباشر ومداورةً «أن خط السير محكوم بمبادئنا».