خليل: الفنّ السوري يخاطب العالم بأننا سنبقى صنّاع الحياة
رانيا مشوّح
أقامت مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة السورية، بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين، معرض الخريف السنوي، في «خان أسعد باشا» في دمشق. وضمّت هذه التظاهرة الفنية أكثر من 300 عمل فنّي، تنوّعت بين تصوير ونحت وحفر وغرافيك، وحملت مختلف الأساليب والمدارس التشكيلية، من الواقعي إلى التجريبي والانطباعي والتعبيري والسريالي، وذلك بمشاركة 140 فناناً.
افتتح المعرض وزير الثقافة عصام خليل، الذي أدلى بتصريح إلى «البناء» جاء فيه: «يشكّل هذا المعرض فرصة طيّبة للاطّلاع على الفنّ التشكيلي السوري وغناه، وعلى تطوّره في المرحلة السابقة، وذلك عبر لوحات استمدت معظم أفكارها من الواقع السوري، لكنها عاشته بأمل الانطلاق من هذه اللحظة الشاحبة لكتابة رسالة إلى العالم كله، مفادها أننا ـ نحن السوريين ـ صنّاع الحياة وسنبقى مهما حصل».
كما عبّر الدكتور فواز بكدش، عميد كلّية الفنون الجميلة، عن رأيه في المعرض قائلاً: «يعدّ هذا المعرض تقليداً سنوياً قديماً، وفرصة لتقديم الفنّ السوري، من خلال أعمال فنانين تشكيليين من شرائح اجتماعية مختلفة. كما يعتبر هذا المعرض رسالة واضحة للعالم مفادها أن سورية بدأت تستردّ عافيتها من خلال مشاركة واسعة من فنانين ذوي أسماء هامة وأعمال عريقة في تاريخ الفن المعاصر».
واعتبر إحسان العرّ، رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين، أن إقامة هذا المعرض في ظلّ ما تمر به سورية من ظروف قاسية، تعدّ بحد ذاتها إنجازاً هاماً، وقال: «إن استمرارية إقامة المعرض إنجاز كبير في هذه الظروف، كما أن الأعمال المقدّمة تعتبر خلاصة إنتاج سنة كاملة من الجهود الفنية المبذولة من كبار الفنانين التشكيليين، ونعتبر المعرض مدرسة يستفيد من خبرتها الفنانون الشباب».
وعن أهمية هذا المعرض في إغناء التراث الحضاري السوري قالت غادة سليمان، مديرة «خان أسعد باشا»: «إن أهمية معرض الخريف السنوي، تكمن في احتضانه عدداً كبيراً من الفنانين في مجالَي النحت والرسم، واستقطاب عدد كبير من الجمهور في الخان، كتحفة معمارية تستقبل إبداعات الفنانين التشكيليين لإقامة المعارض والنشاطات الثقافية المختلفة».
وعن مشاركته في المعرض قال الفنان جمال العباس: «حاولت من خلال مشاركتي من خلال لوحة ترانيم في الحب، أن أشير إلى أن الحياة مستمرّة على رغم ما نعانيه من ظروف قاسية. كما أن المعرض فرصة وتظاهرة تعبّران عن منحى حضاريّ تقدّمي، وأننا ما زلنا متفائلين بالمكان الذي وصل إليه الفنان السوري وحضوره المميز في الساحتين العربية والعالمية».
كما تحدّث إلى «البناء»، الفنان سائد سلوم عن مشاركته في المعرض فقال: «حاولت من خلال لوحتي تصوير الإنسان الذي يخضع للفكر العدمي، عدمية المادة والوجود، إذ جسّدت اللوحة الكائنات الإنسانية بطريقة مغايرة لما هي في الواقع، إنما بشكل تعبيري جمالي». وأضاف: «إن معرض الخريف السنوي فرصة لتبادل تجارب فنية في مجال الفن التشكيلي الذي له لمسات فنية واضحة ترتبط بالواقع».
وفي مجال النحت، شارك النحات غازي كاسوح بمنحوتة اختار لها اسم «عبق الياسمين»، وقال عنها: «حاولت من خلال هذا العمل عكس حالة تعبيرية مميزة من خلال تجسيد الأنثى بحيويتها ومعاناتها وثورتها على الواقع وانطلاقها إلى الحياة، إذ عكست من خلالها صورة للوطن المتجدّد ذي الحضارة الممتدة منذ آلاف السنين».
وأضاف: «هذا ما جعلني أختار للمنحوتة خشب الزيتون الذي يعبّر عن الحضارة والتراث العريقين».
تجدر الإشارة إلى أنّ معرض الخريف السنوي بنسخته الجديدة سيستمرّ حتى السابع والعشرين من تشرين الثاني الجاري.