الضبط يللي بيحرق المواطن!
خضر سلامة
والدي بيشتغل على سيارة عمومي متل معظم أبناء الطبقة الشعبية اللبنانية إلى جانب وظيفته… أما ليش فلسببين:
– أولاً لأن الوالد بيعتبر أنو النمرة الحمرا هي ضمانة لـ»آخر عمره» لما الدولة ح تطلعه عالتقاعد دون ضمان شيخوخة، وبتجريده من ضمانه الصحي وتالياً… الضمان الاجتماعي الي بتوفره النمرة الحمرا هي خلاص «الختيار» الوحيد بهالبلد.
– ثانياً لأن الحد الأدنى للأجور الي بحدّد هوامش أجر الوالد، مثل أجور الفئات الشعبية كلها، لا يكفي لتلبية فاتورتين كهرباء، فاتورتين ماي، كلفة نقل خاص بغياب تنظيم نقل عام، كلفة المواد الغذائية حدا لاحظ تضاعف الأسعار في الفترة الماضية؟ وكلفات يومية أخرى باهظة الثمن.
من فترة الوالد أخذ مخالفة سير لعدم وضعه حزام الأمان… طبعاً الدركي وقتها انتقاه من بين كل السيارات المارة بمنطقة شعبية كونه سائق تاكسي لا يملك عالغالب حدا واصل يدقله يلعن أبو الدركي ع أبو قانون السير، وغرّمه تالياً بمبلغ يوازي نصف الحد الأدنى للأجور… ما غيره.
وقتها أصيب الوالد باكتئاب فعلي، مش كرمال قيمة المبلغ نفسه… ولكن لأن هذه القيمة تعني أنه مدخول أسبوع عالأقل ح يكون من نصيب الدولة ما غيرها، الي بتاخد منك غرامة، بدون تقديم مقابل صيانة طرقات، إضاءة أعمدة الشارع، حل أزمات السير المستمرة… .
اليوم في رجل حرق نفسه، كرمال نفس الجريمة ارتكبتها مجدداً قوى أمن الرشاوي والطاووق والمشنوق.. عم بتخايل قديش وضع هالسائق ممكن يكون سيئ، حتى تكون ردة فعله إحراق نفسه… وعم بتخايل شكل الدركي الي نظمله هالمخالفة، عم بتخايل هالدركي قديش بنهاره بنخ قدام ضابط كبير، كم مرة هالدركي خزّق مخالفة لمواطن مدعوم كرمال عيون الي بيتصل فيه عالتلفون! كم مرة هالدركي استغل الزبط ليعاكس مرا أو ياخد رقم تلفونها! كم مرة هالدركي أخد رشوة كرمال يقطع آرمة مخالفة، أو سيارة بلا أوراق، أو بناء غير شرعي! كم مرة هالدركي صادر موتسيكل لأنه مش مسجل، وتاني نهار كان عم يسوقه هوي بشوارع بيروت… وكم مرة لقط واحد معو سيجارة حشيش، حطه بالحبس ودخن هو السيجارة!
هيدا هوي القانون بلبنان، ع ناس وناس… الغني الي بيقدر يدفع المخالفة، بيلغيله اياها ضابط رفيقه أو سياسي بيشتغل عنده، والفقير بتتحول غراماته ع المحكمة وبتظهر بنشرته العدلية بالمخافر وبتتراكم بالملايين.
شعبنا من زمان ما عاد طلب شي من الدولة، قديش صعب وزارة الداخلية ودركها، يحلوا عننا نحن المش مدعومين، ويتركونا نمشي أمورنا؟
تضليل العقول: ممثلة كومبارس لكل التفجيرات؟!
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لفتاة تظهر دائماً في الإعلام الغربي وقد ظهرت صورة هذه الفتاة في تفجيرات بوسطن التي استهدفت سباقاً للركض وفي مجزرة سيندي هوك إطلاق نار داخل مدرسة ، مذبحة أورو إطلاق النار في قاعة السينما والآن في هجمات باريس… قناة «روسيا اليوم» قالت إن هذه الفتاة هي ممثلة كومبارس تستخدمها وسائل الإعلام الأميركية لإظهارها على أنها فقدت أحد أفراد عائلتها في الهجمات مع تغيير بعض ملامحها ولون شعرها لنيل تعاطف الناس حول هذه الهجمات. هذا هو الأسلوب الذي يتعاطى به الغرب مع الهجمات التي تستهدفهم وهذه هي طريقتهم في تضليل العقول، ولا يزال الشعب العربي يظهر تعاطفه مع كلّ واقعة تهزّ الغرب.