منصور: نعيش مرحلة هي الأخطر منذ النكبة
اعتبر الوزير السابق عدنان منصور أنّ «ما يجري اليوم في المنطقة العربية لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نفصله عن مرحلة تاريخية تعود إلى مئة سنة تقريباً، وهي في بدايات القرن العشرين مع مرحلة سايكس بيكو عام 1916».
وخلال محاضرة ألقاها ضمن طاولة حوار بعنوان «العراق بين التفتيت والوحدة»، نظمتها «الهيئة الوطنية لدعم الوحدة ومقاومة الاحتلال»، لفت منصور إلى أنّ الاحتلال الذي استعمر هذه المنطقة هو أول من وضع إسفيناً في خاصرة هذه الأمة، الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين الذي تعاون مع الإنكليز من أجل دحر الأتراك، ومن ثم إعطائه المنطقة المستقلة أو الدولة العربية المستقلة، سايكس وبيكو وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا كانا يحيكان المؤامرة ضد المنطقة العربية الممتدة من جنوب الجزيرة العربية إلى الأناضول، وهي كانت أول مؤامرة بدأت عملياً ضد أي قيام أي وحدة عربية، فالجزيرة العربية حتى الأناضول مساحتها تقريباً حوالى ثلاثة ملايين ونصف مليون كيلومتر مربع ولم يكن يسكنها سوى 12 مليون نسمة».
وقال: «في العراق كان التوجه من الأساس تقسيمياً، ومسعود البرزاني له 3 كتب 1960 1990 وقد تكلم في شكل واضح وصريح جداً عن التعاون الإسرائيلي الكردي وكيف كان المسؤولون الإسرائيليون يزورون شمال العراق وينسقون مع الحركة الكردية ويتجسسون على إيران وكيف أنّ الأكراد جمدوا قطاعات من الجيش العراقي كانت ستشارك في حرب عام 1973».
وأشار منصور إلى أنّ «التركيز على سورية، سببه أنّ المنطقة ستتفكك كلها لأنّ سورية هي القلب في هذا المشرق، وكلنا نعلم المقولة الشهيرة أن لا سلام من دون سورية ولا حرب من دون مصر، ونحن نقول لا حرب من دون سورية ولا سلام من دون سورية، هي في قلب المعادلتين، فهي في المشاريع الاقتصادية التي يتم الحديث عنها للمنطقة، عندما تم الحديث عن خط النفط ما بين إيران العراق سورية لبنان، فهو سيمر في سورية، وعندما تم الحديث عن خط الغار من قطر – السعودية – الأردن – سورية – تركيا، فهو سيمر في سورية، وعندما تم الحديث عم خط أنابيب المياه من تركيا إلى الجزيرة العربية ولإسرائيل، فهو سيمر فيها أيضاً، إذا سورية هي المفصل الذي يحدد العمل الاقتصادي والسياسي والعسكري، وهم يريدون ترويضها حتى تمر كل هذه المشاريع، فهم بضرب سورية يوقفون الخط من إيران ويقوون إسرائيل ويمررون الخطوط الأخرى التي يجب أن تمر في سورية».
ورأى أننا «في أخطر مرحلة تمر فيها الأمة منذ عام 1948 وحتى اليوم. هناك كان التعبير عن نكبة أما اليوم فهناك كارثة كبيرة، لأنه في بلادنا العربية هناك من يحرك ومن يعمل على توتير الجو المذهبي، إن كان في لبنان أو في سورية أو في العراق أو في مصر أو في دول عربية أخرى، المسؤولية هنا هي مسؤولية كل شخص منا».