تقرير إخباري خسائر سعودية متراكمة في اليمن…
ابراهيم شير
ربما لم يفهم أبناء وأحفاد الملك المؤسس للسعودية عبد العزيز آل سعود، وصيته عندما قال إنّ اليمن مقبرة للغزاة. فأكثر من ثمانية أشهر من العدوان على الشعب اليمني لم تجلب للرياض شيئاً، والإنجاز الوحيد الذي يمكن أن تتباهى به السعودية هو أخذ مدينة عدن، التي باتت في قبضة جماعتي «داعش» و»القاعدة» والحراك الجنوبي أيضاً. وفشلت السعودية والإمارات في السيطرة على مدينة مأرب بشكل كامل أيضاً، وذلك بعد الانتكاسة الكبيرة التي مُنيت بها القوات الإماراتية هناك، بعد أن تمّ استهدافها مرات عدة من قبل قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية.
ففشل الرياض في تحقيق أيّ إنجاز على الارض دفعها الى الزجّ بعدد كبير من جماعة «داعش» والذين استقدمتهم من سورية إلى الأراضي اليمنية، وتحديداً في قاعدة العند الجوية بمدينة لحج المجاورة لعدن، لتكون هذه القوات تحت اشراف القوات السودانية المرابطة هناك، لكن هذه القوات تقع تحت مرمى نيران القوات اليمنية التي تسيطر على جبل اليأس المطلّ على القاعدة.
والسعودية بعد فشلها في مأرب وعدن حوّلت أنظارها إلى مدينة تعز في الجنوب اليمني لتخوض هناك معركة تعتبر مصيرية، وهو ما جعلها تزجّ بالرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وترسله إلى عدن ليشرف على معركة تعز شخصياً، وتتمنى ضمنياً أن يلقى مصرعه هناك أيضاً في هذه المعركة لتتخلص منه وهو الذي خدعها وأوهم الرياض انه يمتلك قاعدة شعبية كبيرة، ولكن سرعان ما تبيّن العكس.
وجود هادي في السلطة لن يطول حتى وإنْ لم يُقتل، حيث أكدت مصادر يمنية وجود خلافات كبيرة بينه وبين رئيس حكومته خالد بحاح المدعوم إماراتياً، والذي بات ينال ثقة السعودية أيضاً.
معركة تعز التي طالت دفعت الرياض إلى عرقلة مفاوضات جنيف بغية السيطرة على المدينة من اجل الذهاب إلى العاصمة السويسرية وهي تمتلك أيّ انتصار شكلي لتحوّله الى ورقة ضغط بعد ان تأكدت انّ معركتها في اليمن باتت خسائر متراكمة ومستمرة.