أوباما يرى هستيريا ومبالغة في دعوة وقف تدفق اللاجئين
وصلت أول طائرة تحمل حوالى 100 لاجئ سوري إلى بريطانيا، لإعادة توطينهم في اسكتلندا.
وغادرت الطائرة العاصمة الأردنية عمان ثم توقفت لتحمل المزيد من العائلات من العاصمة اللبنانية بيروت، قبل أن تهبط في مطار غلاسكو باسكتلندا.
وكانت الشرطة البريطانية قد ذكرت في وقت سابق بأنها سوف تستضيف 20 ألف لاجئ سوري على أراضيها خلال السنوات الخمس المقبلة، من الأردن وتركيا ولبنان، وستعطي الأولوية للأطفال الأيتام والذين لا معيل لهم.
ووفقا لإحصاءات المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل 700 ألف لاجئ أوروبا عبر البحر المتوسط خلال العام الحالي، معظمهم من السوريين والأفغان.
وأعلنت المفوضية الأوروبية، في بيان، أن عدد اللاجئين المحتمل وصولهم أوروبا حتى نهاية عام 2017، يقدر بـ 3 ملايين شخص.
إلى ذلك، انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما خصومه الجمهوريين لإصرارهم على منع اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة. واعتبر تصريحاتهم في هذا الشأن عدائية وعليهم أن يكفوا عن إطلاقها مضيفاً أنهم مرعوبون من الأرامل واليتامى.
وأضاف ساخراً أن» خطب الجمهوريين الرنانة قد تشكل أداة تجنيد قوية لتنظيم داعش»، مؤكداً أن «الإجراءات الأميركية للتحقق من هويات اللاجئين الراغبين في دخول الولايات المتحدة تتسم بالصرامة، وأن إدارته لا تتخذ قراراتها الجيدة بدافع من هستيريا أو ظن بخطر مبالغ فيه».
وأضاف أوباما على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادي أبيك في العاصمة الفيليبينية مانيلا إنه يرى هستيريا ومبالغة في معارضة الساسة بالداخل لقبول الولايات المتحدة لمزيد من اللاجئين السوريين.
وقال إن الدعوات إلى وقف تدفق اللاجئين على الولايات المتحدة تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية، وأضاف: «هناك حاجة لأن يتوقف ذلك لأن العالم يشاهدنا».
من ناحية أخرى، قال البيت الأبيض إن مسؤولين بإدارة الرئيس أوباما عقدوا مؤتمراً عبر الهاتف مع 34 حاكماً أميركياً لمناقشة برنامج اللاجئين في البلاد، بعدما قال أكثر من 12 حاكما إنهم سيرفضون قبول اللاجئين السوريين.
في غضون ذلك لم يتوانَ الجمهويون في الكونغرس وحملات المترشحين لنيل بطاقة الحزب للمنافسة في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، عن الحض على الإغلاق الفوري لحدود بلادهم في وجه اللاجئين السوريين.
وفي هذا الصدد، أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين أن النواب الجمهوريين يعدون مشروع قرار ضد خطة أوباما لتوطين عشرة آلاف لاجئ سوري في الولايات المتحدة، وقال إنه في ضوء هجمات باريس ينبغي إجراء مراجعة شاملة لضمان عدم اختراق عناصر تنظيم «داعش» صفوف اللاجئين السوريين.
يذكر أن 14 ولاية أميركية أعلنت رفضها استقبال المهاجرين لفترة معينة بسبب دواعٍ أمنية، أملاً في تجنّب هجمات مماثلة لتلك التي جرت بباريس.
من جهة أخرى، أكد ممثل الخارجية الأميركية مارك تونر أن بلاده لن تغير من خطتها باستقبال المهاجرين السوريين، وقال: «كما أعلنا سابقاً نحن ننفذ خطة الرئيس باستقبال 10 آلاف مهاجر سوري خلال العام الحالي»، وأضاف: «نحن نأمل أن نحقق هذا الأمر وفي نفس الوقت نحافظ على الأمن».
وأشار المسؤول الأميركي إلى أنه يجرى التحقق من المهاجرين بصورة دقيقة جداً، وأن هناك جهات أمنية عدة تشترك في هذه المسألة.