باسيل: للتوافق على اقتلاع «داعش» وأمثاله واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها

التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في اليوم الثاني من زيارته الرسمية إلى موسكو، رئيس دائرة العلاقات الخارجية الكنسية المطران فولوكولاسكي إيراليون، في حضور المعتمد البطريركي للكنيسة الأرثوذكسية في روسيا المطران نيفون صيقلي.

وحمّل إيراليون باسيل رسالة تعزية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بشهداء الاعتداء المزدوج الذي وقع في برج البراجنة. وشدّد خلال اللقاء على أنه «وسط كلّ الاتهامات لموسكو عن قيامها بحرب صليبية جديدة أو مقدسة، يبرز موقف الكنيسة الأرثوذكسية الروسية من الحملة ضدّ الإرهاب، أنهم لم يقولوا أنهم يريدون حرباً مقدسة إنما لها طابع مقدس أي عمل مقدس بالمعنى المشروع بوجه كلّ عمل شرير الذي يواجه الإرهاب والحقد».

وأضاف: «إننا اليوم بحاجة ماسة إلى تشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب الدولي، وليس كافياً القيام بضربات جوية رمزية، كما فعلت بعض الدول في الماضي من أجل تسجيل مشاركتهم فقط في النزاع، ولكن من دون تحقيق أي نتائج، نحن نريد نتائج حقيقية ونريد تدمير الإرهابيين لأنهم يشكلون خطراً على الإنسانية، والهجمات الإرهابية الأخيرة إن كان على الطائرة الروسية أو في فرنسا، تؤكد أنّ هؤلاء الأشخاص الذين لا يُظهرون أي رحمة، يجب أن يتم تدميرهم ومحوهم».

وتابع: «نحن بحاجة إلى تحالف آخر يتكون من قادة سياسيين وروحيين، لأنه ليس علينا فقط محاربة الإرهاب على الأرض، إنما أيضاً محاربة الفكر الأيديولوجي الذي يقود إلى الإرهاب، والذي للأسف، أصبح مؤثراً في بعض الأوساط لا سيما الشباب، وهنا الدور الأساسي الذي يجب أن يلعبه القادة الروحيون، طبعاً بدعم من القادة السياسيين، لأننا بحاجة إلى محاربة الفكر الأيديولوجي الإرهابي ويجب أن نظهر للناس وخاصة للشباب الذي هم أكثر عرضة لهذا الفكر، أنه غير مرتبط ولا علاقة له بأي دين وهو مناهض للأديان وهو من طبيعة شيطانية وضدّ الإنسانية».

وأكد باسيل، من جهته، «أهمية تفعيل دور حوار الحضارات والأديان، ولا سيما أنّ لبنان هو مركز للحوار وثقافة التعايش والسلام في الشرق الأوسط».

بعدها توجه وزير الخارجية والوفد المرافق إلى مقرّ السفارة اللبنانية، حيث أقام السفير اللبناني شوقي بو نصار حفل استقبال لمناسبة عيد الاستقلال، شارك فيه عدد من السفراء العرب والأجانب.

وكان باسيل حضر مساء أول من أمس، حفل عشاء أقامه على شرفه السفير بو نصار، وشارك فيه المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية مخائيل بوغدانوف، والمعتمد البطريركي للكنيسة الأرثوذكسية في روسيا المطران نيفون صيقلي، وسفراء الدول العربية المعتمدون في موسكو.

وكانت للوزير باسيل كلمة رأى فيها: «إنّ مشكلتنا اليوم هي مع الإرهاب الذي ينطلق من آحادية التفكير ويسعى إلى ضم الجميع تحت رايته ومن يرفض يحكم عليه بالموت».

ولفت إلى أنّ الأولوية في هذه المرحلة تكمن في الجدية التي حاربت بها موسكو الإرهاب، ونأمل أن ينتهي هذا الأمر بمسار سياسي سلمي». وقال: «لا أحد يريد الحرب، إنما الجميع يريد السلم والحلول السياسية. وباستطاعتنا أن نعالج الكثير من المشاكل والتي تبدو اليوم مستعصية، من خلال المفاهيم الأساسية للشرعة الدولية وحقوق الإنسان والقانون الدولي والاتفاقات العربية العربية».

وأضاف: «نأمل ألا نضطر إلى انتظار المزيد من الوقت وإراقة المزيد من الدماء كي نصل إلى خلاصة واحدة وحلّ واحد، ألا وهو الديمقراطية أي حق تقرير الشعوب لمصيرها. ونحن في لبنان ليس لدينا سوى هذا الحل لمعالجة أزماتنا الداخلية التي لن تنتهي إلا بالعودة الى الشعب اللبناني، وفي سورية الحل أيضاً بالعودة إلى الشعب السوري كما حصل في مصر التي أعطتنا النموذج الذي يجب أن يُحتذى في العالم العربي».

وشدد على أنه «لا يمكن القبول بداعش وأمثاله أو التعايش معه، بالرغم من كلّ ما يمكن أن يتأتّى عنه من ربح سياسي، تحت أي ظرف من الظروف، إنما علينا التوافق على ضرورة اقتلاعه فكرياً وإلغائه فكرياً ومالياً وعسكرياً. وبالتالي لا يمكننا الاختلاف حول هذا الموضوع مهما أختلفت آراؤنا السياسية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى