صباحات
لو جئتم بالانتحاريين من طرابلس وصيدا والمخيّمات الفلسطينية، لن تأخذونا إلى الفتنة. فالردّ في حلب. إن كنتم رجالاً اخرجوا واثبتوا في قتالنا هناك. وقريباً جدّاً تخرج حلب إلى الحرية وعيونها خضراء.
من يجمع أكوام النفايات في فناء داره لرميها أمام بيوت الآخرين، سيأكله البعوض.
سيد هولاند: من باريس عاجل. من يربط الحرب ضدّ الإرهاب بتنحّي الأسد سيسلّم رئاسة بلده إلى «الخليفة أبو بكر البغدادي» قبل أن تنتهي ولايته.
الحضارة مدرسة للشعوب. فقد حدث أن وقع تفجيران: واحد في ضاحية بيروت الجنوبية، وآخر في باريس. وفي الأول اتّهم بعض الإعلام فلسطينيّين بالتفجير. وفي الثاني اتّهم بعض الإعلام سوريّين بالتفجير. فاستفاقت الضاحية وقد جرف مخيّم برج البراجنة الفلسطينيّ المتداخل مع الضاحية. واستفاقت باريس على قائدها يقول: سنحمي مخيم النازحين السوريين بأشفار عيوننا، وستبقى سورية قضيتنا. قال الصباح: إن كان ذلك صحيحاً فيستحق الفرنسيون والباريسيون خصوصاً لقب مدرسة الحضارة. وإن كان العكس صحيحاً، فبئس العالم الذي لا يعرف للحضارة مقياساً، وتفتنه أفخاذ الغانيات وربطات العنق ليصدر أحكامه عن الحضارة. فالضاحية لا «ليدو» فيها ولا «مولان روج» ولا واجهات الشانزليزيه ولا برج إيفل… لكن لا هولاند فيها أيضاً… فيها السيّد!
عندما يتحدّث الرجل أمام حبيبته عن افتتانه بامراة أخرى، ويسخر من غضبها، كمن يمتدح مفاتن وطن آخر تمهيداً للرحيل، ويحاضر بالوطنية لأن الافتتان ليس ملاحظة عابرةً للنظر، ليصير موضوع حديث. كما الانتباه لإيجابيات بلاد الغير وحسناتها، بل هو فعل لا يستقيم باتجاهين معاً، والبوح به إعلان عن شعور بعدم الإشباع… وتكراره ضياع للمقاييس.
الورود وُجدت لتأسر الناس بعطرها وخليط ألوانها وإبهاره، لكن اقتنائها ليس إلا للتباهي وبداية نهاية روحها. والمرأة عندما تؤخذ بمن يمتدح جمال أنوثتها تبحث عن صكّ عبوديتها لتوضع في إناء حتى تذبل… الشرقيون يعيشون عقدة النقص تجاه الغرب، ولا يرون شهادة تحضرهم إلا ممهورة بتوقيعه… من النساء من تعيش عقدة النقص تجاه الرجل مهما تحدّثت عن التحرّر والمساواة وتباهت بمواهبها ونضجها، فتميل إلى الرجل الذي ترى فيه سطوة الذكورة على الأنوثة، ويجذبها الرجل الذي يفتتن بجمالها ويسعى إلى اقتنائه، فتطمئن لغدها.
عندما يموت الناس لأجل الوطن ويعزّون أنفسهم بوعد الجنّة، يختلفون عن الذين يموتون لأجل الجنّة لأنهم يخرّبون الأوطان.