الدعم الإيراني للعراق غير المنسّق مع واشنطن يصلّب موقف بغداد في مواجهة الابتزاز الأميركي… ووقوف الرياض وراء العنف يعيق التقارب مع طهران

حسن حردان

توحد فرعا القاعدة في سورية والعراق، جبهة النصرة وداعش، مكّنهما من السيطرة على الحدود بين سورية والعراق في منطقة البوكمال، غير أن ذلك عكس عودة الوئام بين التنظيمين المتنافسين على النفوذ في المناطق التي يسيطران عليها في سورية لا سيما تلك التي تحوي على ثروة نفطية أو الواقعة على النقاط الحدودية مع تركيا. لكن الملاحظ أن هذا الاندماج الذي كان لوقت قريب مستحيلاً قد جاء بعد أن أقسمت «النصرة» بالولاء لأمير داعش ما يعني أن الأخير حسم الصراع لمصلحته وكرس مرجعيته في كل من العراق وسورية، مكّنه من ذلك التقدم الذي أحرزه داعش حديثاً في العراق واتساع نفوذه وزيادة قدراته وإمكاناته. لكن ذلك أثار التساؤل عما إذا كان هناك قرار سعودي أميركي ساعد في هذا الاندماج خصوصاً أن جبهة النصرة لا تزال تحظى بالدعم الأميركي السعودي، وغير موضوعة من قبل الرياض وواشنطن على لائحة الإرهاب، كما هي حال داعش، على رغم أن التنظيمين ينتميان إلى تنظيم القاعدة.

في هذا الوقت وفيما كانت واشنطن تحاول مساومة العراق لقاء تقديم المساعدة العسكرية له لمواجهة داعش، سارعت إيران إلى تزويد العراق بإمدادات عسكرية واستخبارية وسط قناعة لدى المحللين الغربيين بأن طهران هي القادرة على التصدي لهجوم داعش وتمكين الجيش العراقي من استعادة زمام المبادرة، عبر المساعدة في إعداده وتدريبه وتزويده بالأسلحة المتطورة التي تحجبها عنه أميركا. والدعم الإيراني يحوز تأييد معظم القوى السياسية العراقية، أما الدعم الأميركي فإنه مرفوض من قبل العديد من القوى وفي مقدمهم التيار الصدري. ولا شك في أن دعم إيران للعراق يؤدي إلى تصليب موقفه في مواجهة الضغط الأميركي لابتزاز تنازلات من رئيس الوزراء نوري المالكي لقاء تقديم الدعم له، تتمثل في محاولة تشكيل حكومة إنقاذ عراقية تشترك فيها كل الأطراف وتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم تحت عنوان «فيديرالي».

على أن ما يحصل في العراق بات يشكل عقبة أمام التقارب بين طهران والرياض، فإيران لديها معلومات عن وقوف السعودية وراء التقدم الذي أحرزه داعش ودعم أعمال العنف في العراق. في حين أن حكام السعودية يسعون إلى محاولة خلط الأوراق وإحداث تغيير في السلطة العراقية يمكنهم من التأثير في المفاوضات الأميركية الغربية ـ الإيرانية وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وهو ما يمثل أيضاً مصلحة لـ»إسرائيل» التي تنظر بقلق شديد للتقدم الحاصل في هذه المفاوضات واقترابها من إنجاز اتفاق نهائي يكرس إيران دولة نووية وقوة إقليمية كبرى ما يخل بتوازن القوى في المنطقة في غير مصلحة «إسرائيل» والدول الموالية لواشنطن. فالخشية باتت تخيم على الكيان «الإسرائيلي» من توصل المفاوضات إلى اتفاق يبقي إيران على العتبة النووية. على أن هذه الخشية باتت تعكس العجز «الإسرائيلي» في القدرة على الحيلولة دون ذلك.

«لوموند»: اندماج «النصرة» و»داعش» في البوكمال الحدودية

قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية في تقرير تحت عنوان «جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام يندمجان على الحدود العراقية السورية»: «إن الشقيقين المتحاربين بإشارة إلى تنظيمي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش اندمجا في منطقة البوكمال وهي بلدة حدودية رئيسية بين سورية والعراق».

ولفتت الصحيفة إلى «أن جبهة النصرة أقسمت بالولاء لداعش ما سمح للجانبين بالسيطرة على الحدود»، مضيفة: «أن جهادياً من الدولة الإسلامية في العراق والشام أكد الخبر على «تويتر» ونشر صورة تجمع قائد مصري من جبهة النصرة ورئيس شيشاني من تنظيم داعش».

«ليبراسيون»: إيران هي القادرة على مواجهة هجوم داعش والعرب أبدوا عجزهم

ونشرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية مقالاً لمارك سيمو تحت عنوان «جميع دول منطقة الشرق الأوسط مهددة بدوامة الجهادية»، وأوضح الكاتب: «أن إيران هي القادرة على إغراق هجوم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مضيفاً: «أن العرب أبدوا عجزهم».

ورأى سيمو: «أن ظهور الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تعتبر التنظيم الأكثر راديكالية وعنفاً للتحالف المسلح ضد الحكومة في بغداد، يمثل نقطة تحول بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط». وأشار إلى أن «هذه الجماعات التي تعمل في كل من سورية والعراق أعلنت رغبتها في اكتساح الحدود المرسومة عام 1916 من قبل البريطاني مارك سايكس وفرنسوا جورج بيكو الفرنسي اللذين رسما معالم الدول العربية القائمة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية». وأوضح: «إن الدولة الإسلامية في العراق والشام لا تحارب ضد سلطات غير شرعية إنما تحارب من منظور ديني أولويته إخراج الشيعة من العراق وسورية والشرق الأوسط بحسب ما قالت ميريام برنارد باحثة المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية».

كذلك لفت سيمو إلى «أن الأردن ولبنان مهددان»، مضيفاً: «في هذه الفوضى قد تبقى فقط إيران والسعودية وتركيا قوى مستقرة».

«واشنطن بوست»: الدعم الإيراني للعراق غير منسّق مع واشنطن

استعرضت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تصريحات مسؤولين أميركيين بشأن إمداد إيران للحكومة العراقية سراً بأطنان من المعدات العسكرية والإمدادات وغيرها من المساعدات الاستخبارية.

وأشارت إلى «أن التحركات الإيرانية غير مرتبة مع الولايات المتحدة تماماً، على رغم معاداة كلا البلدين للجماعة المتطرفة في كل من العراق والشام «داعش»، وتأتي في وقت ترسل واشنطن الدفعة الأولى من الـ300 عسكري وعدت بهم، من أجل السيطرة على الوضع الأمني المتدهور في العراق، بينما تعمل على دعم الفصائل المضادة لها في البلد المجاور سورية».

«نيويورك تايمز»: إيران تملك مراكز قوى مختلفة وتقوم بجهد مواز في العراق

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية قوله: «إن إيران لديها مراكز قوى مختلفة، وأن عناصر مختلفة من إيران ترسل رسائل مختلفة وتعمل أشياء مختلفة، بالتأكيد هم مهتمون بما يجري هناك في العراق ، وبأن إيران تقوم بجهد مواز، إذ أنها أقامت مركز مراقبة خاص بها في مطار الرشيد في بغداد، وتقوم بنشر أسطول صغير من الطائرات من دون طيار من طراز «أبابيل» في جميع أنحاء العراق».

«فايننشال تايمز»: حرب بالوكالة انتقلت من سورية إلى العراق

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تقريراً عن الحراك المسلح في العراق المناهض لرئيس الوزراء نوري المالكي، فقالت: إن «حرباً بالوكالة» بين السعودية وإيران قد انتقلت من سورية إلى العراق، وهو ما يقضي على الآمال في الوصول إلى حالة من التقارب بين الدولتين، فإيران ترى أن السعودية تقف وراء التقدم الذي أحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ«داعش» في العراق، متهمة الرياض بتمويل جهاديين»، بحسب قول الصحيفة. ونقل التقرير عن حسين شيخ الإسلام، مستشار رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، قوله: «طالما أصرت السعودية على دعمها لأعمال عنف مثلما يحدث في العراق، من خلال داعش، فلا يمكن أن ننتظر أي تحسن في العلاقات، وقال محللون إيرانيون إن الجنرال قاسم سليماني، رئيس قوات فيلق القدس الإيرانية، مسؤول عن تنسيق الرد الإيراني على انتصارات تنظيم داعش»، وفقاً لما جاء في تقرير «فايننشال تايمز». وأوضح المحللون «أن جزءاً من دور سليماني يتمثل في الحفاظ على إبقاء المالكي في سدة الحكم، على رغم خيبة الأمل لدى طهران»، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

«دايلى بيست»: «داعش» يهدد بالسيطرة على أكبر قاعدة جوية عراقية وفتح جبهة ثالثة في لبنان

قال موقع «دايلى بسيت» الأميركي: «إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يهدد بالسيطرة على قاعدة «بلد» الجوية الأكبر في العراق، وهي أكثر المواقع العسكرية أهمية لأميركا خلال احتلالها للبلاد».

وأشار الموقع إلى «أن قاعدة بلد فيها الآن كثير من المركبات والطائرات من شأن أي جماعة إرهابية أن تطمع فيها، ومن تلك الأسلحة طائرات هليكوبتر روسية الصنع، وطائرات مراقبة وأسطول من الشاحنات الصغيرة المزودة بمدافع رشاشة ثقيلة».

وأضافت: «والآن تصبح القاعدة الجوية تحت إطلاق النار وفي خطر السقوط في يد تنظيم داعش، بحسب ما أفاد ضباط بالاستخبارات الأميركية وتقارير داخلية من بغداد ووفقاً لما قاله محللون بالخارج». مشيرة إلى ما ذكرته وكالة «رويترز» من «أن القاعدة محاطة الآن من ثلاثة جوانب من قبل المسلحين وتتعرض لقذائف الهاون الثقيلة».

ونقلت عن مسؤول استخباراتي أميركي رفيع المستوى قوله: «إن الجماعة لا تزال تهدد القاعدة الجوية وسيطرة قوات الأمن العراقية عليها، مع تحرك داعش نحو بغداد».

وتابعت «دايلي بيست»: «إنه حتى لو استطاع داعش السيطرة على القاعدة، فلا يوجد ما يضمن أن مقاتليه سيعرفون كيفية تشغيل وصيانة الطائرات المخزنة فيها، إلا أن سيطرة التنظيم على قاعدة بلد سيكون ذي أهمية، فقد قال مسؤولون عراقيون إنه من دون دعم جوي، فإنهم يقفون على قدم المساواة مع مقاتلي داعش».

من ناحية أخرى، أشار الموقع إلى أن «هناك مؤشرات الآن على أن داعش يسعى إلى فتح جبهة ثالثة في لبنان بعد الهجمات التي شنها في كل من سورية والعراق».

وقال: «إن المؤشرات توحي بأن داعش سيركز في لبنان في الأسابيع المقبلة في محاولة للضغط على حزب الله اللبناني لكي يقوم بسحب بعض قواته من سورية، إذ كانت تلك القوات عاملاً أساسياً في مساعدة الرئيس بشار الأسد على تحويل دفة الأمور ضد المعارضة التي تسعى إلى الإطاحة به».

«هآرتس»: «إسرائيل» تخشى من اتفاق يبقي إيران على العتبة النووية

أعد باراك رابيد تقريراً في صحيفة «هآرتس» بعنوان «إسرائيل تخشى من القوى العالمية بشأن البرنامج النووي الإيراني» قال فيه إن «إسرائيل» تخشى من أن الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى قد تلين موقفها من عدد من أجهزة الطرد المركزي، التي قد تسمح لإيران بالاحتفاظ بموجبها باتفاق دائم بشأن برنامجها النووي».

ونقل عن مسؤولين «إسرائيليين» قولهم: «إن الجولة السادسة من المحادثات النووية في فيينا تفتح بين إيران ومحاوريها – الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا- باب الحوار المفتوح، فمن المتوقع أن تكون الجلسة مطولة وقد تستمر لأكثر من أسبوعين في محاولة لإنتاج اتفاق نهائي بحلول 20 تموز أي عندما ينتهي الاتفاق الموقت الموقع في شهر كانون الثاني».

وقال مسؤول كبير قبل شهر: «إن السلطات «الإسرائيلية» قدمت موقفاً متشدداً للغاية بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم «فبعد الجولة الأخيرة، أصبحنا نقلق من أن القوى الغربية قد تكون على استعداد للحديث عن وجود عدد أكبر من أجهزة الطرد المركزي في أيدي إيران».

وأضاف المسؤول إنه «وفقاً لمعلومات «إسرائيل»، موقف القوى الست «الجديد هو أن إيران يمكنها الاحتفاظ بـ2000 إلى 4000 جهاز طرد مركزي»، وفي هذه الحالة، فإن إيران تظل دولة على العتبة النووية».

«يديعوت أحرونوت»: وزير الأسرى الفلسطيني يشكر مصر لتدخلها فى إنهاء إضراب الأسرى

ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيلية»: «أن وزير الأسرى الفلسطيني شوقي عيسى قال خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم أمس أن الفضل يرجع لمصر ولإدارتها في فض إضراب الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال».

وأضاف عيسى: «إن تدخل مصر دفع السلطات «الإسرائيلية» لتلبية بعض طلبات الأسرى المضربين عن الطعام»، موضحاً: «أن تفاصيل الاتفاق الذي رعته مصر ستنشر قريباً بعد عودة الأسرى من المستشفيات إلى السجون». وأكد «أن المعتقلين الفلسطينيين الذين أعلنوا إضرابهم داخل السجون «الإسرائيلية» هم الذين قرروا إنهاءه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى