في مدرسة الحبّ

تجلس قربه غير مهتمة بمركز لم يتبوأه ولا بشهادة لم ينلها. همّها الوحيد ضحكة يعبّر بها عن رضاه عنها.

تلك الفتاة التي تقطن في شارع برجوازي، ولديها من المال ما خوّلها اقتناء سيارة، فضّلت أن تركنها وتتمتّع بصحبة حبيبها سائق «الفان».

جالسة أنا أراقب في المقعد الخلفي، أراقب كيف يهديها بدل الذهب أغنية، وتارة يهديها كلمةً تفرحها. لمعة عينيها كانت دليلاً كافياً للتعبير عن حبّ صادق لا تظلّله مصالح خدّاعة.

تلك الجميلة لم تكن قادرة أن تعبّر عن حبّها لسائقها، فكانت كلّما تاهت بين أحرفه الجميلة، تخفض رأسها ممرّرة يدها في خصلات شعرها، علّه يعلم كم أربكتها حروفه.

لم آبه ذلك اليوم لزحمة سير تؤخّرني عن جامعتي. كلّ همي كان أن أستفيد من درس حبّ جمع صاحبة المال والعلم… بسائق. درس لن أتعلمه في أيّ جامعة ولن يفهمه مجتمع علبة الكبريت.

لعل الناظر إلى هاذين الحبيبين يقول: كيف أحبّته والفرق كبير بين الثرّيا والثرى. يا أيها الساءل اِعلم أنك إن لم تحبّ بتجرّد من قلب صادق، فإنك جاهل ولو نلتَ شهادات العلم، وفقير وإن ملكت كنوز الكون.

زلفا أبو قيس

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى