العالم بانتظار حرب النجوم في إسبانيا… مَنْ يكسب الرهان في كلاسيكو الأرض؟
ينتظر العالم على أحرّ من الجمر لقاء «كلاسيكو الأرض» بين ريال مدريد وغريمه برشلونة اليوم، على ملعب «سانتياغو بيرنابيو» الشهير في العاصمة الإسبانية مدريد.
ويعد كلاسيكو الليغا الإسبانية من أقوى وأكثر المباريات شعبية في العالم بين فريقين سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، فتضمّ صفوف الفريقين كوكبة من نجوم العالم يقدر ثمنهم بمئات الملايين من الدولارات ، من بينهم نجوم من قطبي «الكلاسيكو» الأقوى في العالم على صعيد المنتخبات بين راقصي السامبا والتانغو، حيث يلعب في صفوف برشلونة الثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي وخافيير ماسكيرانو، والثنائي البرازيلي نيمار دا سيلفا وداني ألفيس، بينما في المقابل يلعب في صفوف ريال مدريد الثنائي البرازيلي الظهيران مارسيلو ودانيلو.
كما تضم صفوف الفريقين نجوماً آخرين، فيلعب في صفوف الفريق المدريدي على سبيل المثال قائد النادي وقلبه النابض الإسباني سيرخيو راموس صخرة قلب الدفاع ، وهدافه التاريخي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات، والكولومبي خاميس رودريغيز، وصانع الألعاب الكرواتي لوكا مودريتش، وبطل العالم الألماني توني كروس، والوايلزي غاريث بايل الذي قاد منتخب بلاده للمرة الأولى إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية، والمهاجم الفرنسي كريم بنزيما والحارس الكوستاريكي العملاق كيلور نافاس وآخرون.
وفي المقابل، تلعب في صفوف الفريق الكاتالوني نخبة من لاعبي المنتخب الإسباني أبطال أوروبا، مثل صانع ألعاب الفريق أندرياس إنييستا، سيرخيو بوسكيتس، وجوردي ألبا وجيرارد بيكيه، والأوروغواياني لويس سواريز، إضافةً إلى الحارس التشيلي القدير كلاوديو برافو وغيرهم.
هل يعود الـ BBC من بعيد؟
لم يبق من الثلاثي المدريدي «الأوروبي» الـ BBC المرعب، كريم بنزيما، وغاريث بايل، وكريستيانو رونالدو، إلا فضائح الأول وظلّ الثاني، وهيبة الأخير أي هيبة الدون رونالدو الذي لا يمرّ في أحسن حالاته، لكنه يبقى «صاروخ ماديرا» وباستطاعته حسم نتيجة أي مباراة بمفرده.
ويعوّل الفريق المدريدي وجماهيره على أن يتألق النجم رونالدو «رجل الأوقات الصعبة» وأن يقطع صيامه عن التهديف في المباريات الأخيرة ويحسم نتيجة الكلاسيكو لصالح الملكي.
وأحرز كريستيانو رونالدو 15 هدفاً في مباريات «الكلاسيكو»، منذ انضمامه إلى صفوف القلعة البيضاء في عام 2009 قادماً من مانشستر يونايتد. ويحتل الدون المركز الثاني في قائمة المسجلين في الفريق الملكي، بعد الأسطورة دي ستيفانو الذي أحرز 18 هدفاً في لقاءات الكلاسيكو. ويتصدر الأرجنتيني ليونيل ميسي قائمة الهدافين برصيد 21 هدفاً.
أما بالنسبة لكريم بنزيما، الذي سجل أسرع هدف في تاريخ مواجهات الكلاسيكو بين الفريقين في مرمى فيكتور فالديز حارس البرسا سابقاً بعد مرور 21 ثانية فقط من بداية المباراة التي جمعتهما في 10 كانون الأول 2011، في ملعب «سانتياغو بيرنابيو»، فهو يعاني من قضية تورّطه في فضيحة ابتزاز زميله في المنتخب الفرنسي ماثيو قالبوينا.
كما أن بنزيما كان يعاني من إصابة تعرّض لها مع منتخب الديوك الفرنسية، لكن تقارير إسبانية أكدت أنه تعافى منها ويستعد الآن للمشاركة مع الفريق الملكي لخوض «الكلاسيكو» المرتقب ضد برشلونة يوم السبت.
وذكرت صحيفة «إيكودرياتو» الإسبانية، أن بنزيما غادر تدريبات ريال مدريد يوم الأربعاء لاستكمال جزء من التدريب في صالة «الجيم» وليس للإصابة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المهاجم الفرنسي سيشارك من بداية لقاء الكلاسيكو لزيادة الضغط على دفاع الفريق الكتالوني.
أما النفاثة الوايلزية غاريث بايل فيقدم أداءً باهتاً مع ريال مدريد في الموسم الجاري حتى الآن مقارنة بالموسم الماضي، خلافاً لما قدمه مع منتخب بلاده الذي قاده إلى تحقيق إنجاز تاريخي لم يسبقه إليه أحد حتى مواطنه الأسطورة راين غيغز، بوصوله إلى نهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية 2016 في فرنسا. ويبدو أن بايل يفكر في أنه حقق حلمه مع منتخب بلاده ويمكنه الآن أن يخلد إلى الراحة، أو بالعكس قد أنجز مهمته مع بلاده وعليه الآن التفرغ لخدمة فريقه ريال مدريد من الآن فصاعداً.
ويعاني فريق ريال مدريد من مسألة أخرى وهي كما ذكرت وسائل إعلامية اختلافات في وجهة النظر بشأن طريقة وأداء الفريق، وبحسب تقارير إعلامية فقد حمل قائد الملكي سيرخيو راموس وكريستيانو رونالدو رسالة باسم جميع لاعبي الفريق إلى مدربهم رافائل بينيتز للاعتماد على خطة هجومية في مواجهة برشلونة، وعدم تكرار الطريقة التي أدّت إلى الخسارة أمام إشبيلية 2-3 في الجولة الماضية من الدوري.
ميسي يكمل أضلاع المثلث «اللاتيني» المرعب
وفي المقابل، من المتوقع أن يعود النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى صفوف برشلونة ليكمل أضلاع المثلث المرعب الـ MNS مع زميليه البرازيلي نيماردا سيلفا والأوروغواياني لويس سواريز، وذلك بعد 7 أسابيع تقريباً بسبب الإصابة التي تلقاها إثر اصطدامه بمدافع لاس بالماس بدرو بيغاس، في الدقائق الأولى من مباراة الفريقين ضمن المرحلة السادسة لليغا الإسبانية التي انتهت بفوز الفريق الكاتالوني 2-1 يوم السبت 26 أيلول الماضي.
ولكن كما يقال «رب ضارة نافعة» فقد تألق ثنائي الهجوم المرعب لويس سواريز ونيمار بشكلٍ لافت في غياب النجم ميسي، فبعد أن كان عيناهما على الساحر ميسي ويلتفتان إلى الخلف بحثاً عن «البرغوث» لتلقي تمريرة سحرية منه أو تمرير كرة على طبق من ذهب له، أصبحا يعتمدان على بعضهما البعض وينظران واحد إلى الآخر وإلى الأمام إلى مرمى الخصم، فقد وصل الثنائي نيمار وسواريز إلى مستوى كبير من التفاهم والتجانس فيما بينهما لدرجة أنهما يصلان بسهولة إلى مرمى الخصم ويصنعان الأهداف لبعضهما ويسجلان بسهولة، وهما الآن يتصدران قائمة هدافي الليغا، حيث يتصدر نيمار القائمة برصيد 11 هدفاً بفارق هدف واحد أمام سواريز الثاني، ومن ثم يليهما، أفضل هداف في أوروبا والليغا في الموسم الماضي 48 هدفاً ، رونالدو في المركز الثالث برصيد 8 أهداف، بينما سجل ميسي ثلاثة أهداف قبل أن يتعرض للإصابة.
واعتمد لويس إنريكي، مدرب البرسا، في أغلب الأحيان على المهاجم الشاب منير الحدادي ليكون الثالث إلى جانب نيمار وسواريز في غياب ميسي، ولكن المهاجم الشاب لم يتمكن سد الفراغ الذي تركه النجم الأرجنتيني بالشكل المطلوب، فقد كان أداؤه متفاوتاً ولكنه حاول ولم تذهب محاولاته سدى فقد صنع بعض الفرص وحصل على ضربتي جزاء.
والسؤال هنا هل سيشكل ميسي في حال مشاركته في الكلاسيكو إضافة لهجوم البلوغرانا بعد عودته من الإصابة وانقطاعة عن اللعب نحو 7 أشهر، أم أنه سيشكل خللاً وضغطاً في أداء الثنائي نيمار وسواريز؟
ويتصدر برشلونة قائمة الدوري برصيد 27 نقطة، بفارق ثلاث نقاط أمام ريال مدريد صاحب مركز الوصافة، ويليهما في المركز الثالث الفريق المدريدي الآخر أتلتيكو برصيد 23 نقطة.
وتشير الإحصاءات إلى أن ريال مدريد واجه غريمه التقليدي برشلونة في 229 مباراة رسمية، في جميع المسابقات، حقق خلالها الفريق الملكي 92 انتصاراً، مقابل 89 لبرشلونة، وانتهت 48 مباراة بالتعادل. وسجل الفريق المدريدي خلال هذه المباريات 361 هدفاً في شباك الفريق الكاتالوني، مقابل 347 هدفاً دخلت مرماه.
أما في إطار الدوري الإسباني فقد التقى الغريمان التقليديان في 170 مباراة، ويتفوق الريال فيها أيضاً على البرسا بفارق أربعة انتصارات، حيث فاز اللوس بلانكوس في 71 مباراة، مقابل 67 انتصاراً للبلوغرانا.