بوتين يدعو إلى هدنة طويلة في أوكرانيا
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد في أوكرانيا بما يسمح بإجراء محادثات بين ممثلي السلطات في كييف والمناطق الشرقية حيث يقوم انفصاليون بتمرد مسلح.
كان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قد حذر من عدم تمديد الهدنة الحالية بعدما تنتهي مساء أمس إذا فشلت محادثات السلام مع الانفصاليين الموالين لروسيا في الوصول إلى نتيجة إيجابية.
وقال بوتين: «الأهم هو تأمين وقف إطلاق نار طويل الأمد كشرط ضروري لإجراء محادثات جدية بين السلطات في كييف وممثلي المناطق الجنوبية الشرقية.» وأضاف خلال مناسبة دبلوماسية بالكرملين «نسعى جاهدين إلى مساعدة عملية السلام.»
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أنه مستعد لاستخدام كل فرصة متاحة، بما فيها التعاون مع السلطات الروسية، من أجل إيجاد تسوية سلمية للنزاع في بلاده.
وفي مقابلة مع قناة «سي إن إن» الأميركية أول من أمس، قال: «أنا مستعد لعقد اتفاق سلام مع أي كان… أريد أن أحمل السلام لبلادي».
وأفاد بوروشينكو بأن المفاوضات مع ممثلي قوات الدفاع الشعبية العاملة في شرق أوكرانيا ستتواصل. وأضاف: «أنا متفائل وأعتقد أنه في غضون أسابيع عدة أو أشهر سنتوصل إلى اتفاقية تسمح بإحلال السلام».
خطوات أوروبية ملموسة
أمهل الاتحاد الأوروبي روسيا 3 أيام لاتخاذ خطوات ملموسة في 4 قضايا تخص أوكرانيا، وإلا ستقوم بفرض «عقوبات موجهة» ضدها.
وأصدر قادة دول الاتحاد الذين اجتمعو أمس في بروكسيل، قراراً يهدد بفرض العقوبات المذكورة، في 30 حزيران الحالي على روسيا، في حال لم تبرم اتفاقاً حول آليات فعالة لمراقبة الحدود ووقف إطلاق النار وإعادة ثلاث نقاط حدودية استولت عليها لأوكرانيا وإطلاح سراح جميع الرهائن والبدء بمفاوضات جدية ومفصلة حول خطة السلام، التي طرحها الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو.
ولفت القرار إلى أن قادة الاتحاد سيتابعون الوضع في أوكرانيا، ويتخذون القرارات بموجبه، كما تعهد بالاجتماع واتخاذات إجراءات احترازية في حال تطلب الأمر ذلك، مشيراً إلى أن الاتحاد يراقب رد الفعل الروسي، على خطة بوروشينكو عن كثب.
وعبر القرار عن أسف القادة الأوروبيين، لعدم توقف الاشتباكات بشكل كامل على رغم التزام السلطات الأوكرانية بها، مطالباً روسيا بممارسة نفوذها على المجموعات المسلحة غير القانونية، ووقف تدفق السلاح والميليشيات المسلحة عبر الحدود.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على روسيا، بسبب الأزمة الأوكرانية، تضمنت منع سفر وتجميد أموال مسؤولين وشخصيات مقربة من النظام، ولم يتم اللجوء حتى الآن، إلى عقوبات المرحلة الثالثة، التي تتضمن عناصر اقتصادية العقوبات الموجهة حتى الآن، بسبب خلافات بين قادة الاتحاد حولها.
إطلاق المراقبين الدوليين
ومن جانبهم أطلق الانفصاليون سراح 4 مراقبين دوليين اعتقلوهم قبل نحو شهر في إقليم دونتسك.
وقال الكسندر بوروداي الذي عينه المسلحون رئيساً لما يطلقون عليه «جمهورية دونتسك المستقلة» إن المراقبين الأربعة التابعين لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي أطلق سراحهم لتأكيد النيات الحسنة. وأضاف: «لا ننتظر شيئاً في المقابل، لقد اطلقنا سراحهم من دون أي شروط». أما منظمة الأمن والتعاون الأوروبي فأكدت أنها ما زالت قلقة على مصير 4 من مراقبيها اعتقلوا في الوقت نفسه.
وكانت ثورة شعبية قد أطاحت بالرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش على خلفية رفضه توقيع الاتفاقية التي تضم أوكرانيا للاتحاد الأوروبي تجارياً.
ويؤكد قطاع كبير من الساسة الأوكرانيين أن رفض يانوكوفيتش التصديق على الاتفاقية جاء بعد ضغط شديد من روسيا.
وكان يانوكوفيتش قد فر إلى روسيا بعد فشل محاولة قوات الشرطة الأوكرانية فض اعتصام معارضيه في كييف.