نجاحات اللواء ابراهيم ضدّ الإرهاب سبب استهدافه

نور الدين الجمال

لِمَ اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام؟ هذا التساؤل بات مطروحاً على المستويين السياسي والشعبي، وإن تكن بعض المصادر السياسية تحصر الإجابة عن هذا التساؤل باحتمالين لا ثالث لهما، الأول هو أن اللواء ابراهيم ينتمي إلى طائفة معينة، والثاني أن اللواء إبراهيم أصبح رأس الحربة في محاربة الإرهاب التكفيري الذي يحاول أن يجعل من لبنان نقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية كبرى في لبنان وخارجه. والأرجحية في نظر المصادر السياسية هي للاحتمال الثاني.

وترى المصادر السياسية أن معركة الإرهابيين بجميع فصائلهم والدول التي تقف وراءهم مع المدير العام للأمن العام لم تكن وليدة الساعة، فهذه المعركة اتسمت بطابع السرية مذ بدأت المديرية العامة للأمن العام تلعب دوراً أمنيّاً بارزاً في كشف خلايا إرهابية وتفكيكها، منها ما هو منضوٍ تحت لواء تنظيم «القاعدة»، وخلايا اخرى على علاقة بالموساد «الإسرائيلي»، علماً أن الطرفين هما وجهان لعملة واحدة، بدليل أن كل ما يجري على الساحتين السورية والعراقية لناحية وجود التنظيمات الإرهابية والتكفيرية يصبّ في نهاية المطاف في خانة الكيان الصهيوني ومصلحته، لكن هذه المعركة أضحت مكشوفة من خلال تبني تلك المجموعات عملية محاولة اغتيال اللواء ابراهيم.

تضيف المصادر السياسية: الشق الاستخباري والأمني من عمل اللواء عباس ابراهيم في المديرية العامة للأمن العام، نجح في التصدي لأكثر من عملية إرهابية سابقاً وراهناً. وما شهدته الساحة اللبنانية خلال أسبوع من تفجير ضهر البيدر، مروراً بتفجير المدخل الشمالي للضاحية الجنوبية، وصولاً إلى تفجير فندق «دي روي» في الروشة، كانت المديرية العامة للأمن العام العنوان الكبير المستهدف من قبل الجماعات الإرهابية، مع التأكيد وبحسب مصادر وخبراء عسكريين وأمنيين، على أن هذه العمليات تعتبر من الزاوية الأمنية فاشلة إذ لم تحقق الأهداف التي كان الإرهابيون يريدون تحقيقها، وهذا الفشل يعود في المقام الأول لأمر جوهري وحقيقي هو أنه للمرة الأولى تحصل على المستوى الأمني عمليات وقائية واستباقية ضد الجماعات الإرهابية، وهذا الأمر يمثل باعتراف المصادر الأمنية خطوة مهمة في مواجهة الإرهاب، فالأمن الحقيقي لحماية لبنان وشعبه تبدأ من نقطة الأمن الاستباقي وهذا ما فعله المدير العام للأمن العام وما هو مصمم على الاستمرار فيه، وهو صاحب القول إنّ مواجهة الإرهاب والتصدي له باتت ثقافة معممة على جميع ضباط الأمن العام اللبناني وعناصره.

تعتبر المصادر السياسية أنه إلى جانب النجاحات الأمنية الكبرى التي تحققت على يد مديرية الأمن العام بشخص مديرها، ثمة نجاحات أخرى حققها وأنجزها في ظروف صعبة ومعقدة جداً، أبرزها إطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين في منطقة أعزاز القريبة من الحدود التركية بعد عودتهم من زيارة الأماكن المقدسة في إيران، ثم نجاحه في إطلاق الراهبات المختطفات في معلولا، والجهود المتواصلة التي يبذلها لإطلاق سراح المطرانين المختطفين في ريف حلب الشمالي.

هذه النجاحات التي حققها اللواء إبراهيم على الصعيدين الأمني والسياسي والإنساني، لاقت ارتياحاً كبيراً لدى اللبنانيين الذين يؤمنون بدولتهم ووطنهم وجيشهم والقوى الأمنية والعسكرية كافة، لكنها في المقابل لاقت استياءً لدى الجماعات الإرهابية بعدما تبين لها أن المدير العام للأمن العام يقف صخرة صلبة في محاربة هذه الجماعات لكي يحمي لبنان، بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى، من التكفيريين والإرهابيين الذين لا يقيمون وزناً للأعراف والتقاليد والأخلاق، ولا حتى للدين الإسلامي الحنيف الذين يقاتلون باسمه وهو منهم براء.

تختم المصادر السياسية: ما يشهده لبنان راهناً ليس سببه الفراغ في سدة الرئاسة، كما يحاول البعض تصويره، بل نتيجة تراكمات كبيرة على امتداد السنوات الفائتة، علماً أن من يقوم بهذه العمليات الإرهابية غير قادر على شيء يغير في المعادلة اللبنانية، خاصة بعد فشل تلك المجموعات في سورية، وهي ستفشل في العراق، وفي لبنان أيضاً لأنها عاجزة عن تغييرات ميدانية وسياسية وتلجأ إلى التخريب وخلق حالة من القلق لدى اللبنانيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى