«داعش» يستطلع الناعمة وطريق الساحل الجنوبي
يوسف المصري
قبل أيام عُقد اجتماع بين مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم ومسؤولي الفصائل الفلسطينية في لبنان. تركز الاجتماع على تفعيل الجهد الأمني الفلسطيني لحماية المخيمات من اختراقات التكفيريين، وأيضاً لمنع استخدامها كملاذات آمنة تنطلق منها لتنفيذ هجمات انتحارية في لبنان. ويأتي هذا الاجتماع، بالإضافة لأنشطة أخرى على صلة بتفعيل أوسع جهد لمكافحة الإرهاب، في وقت لا تزال فيه المعلومات تؤشر لخطر أن يتمّ استتباع تفجيرَي برج البراجنة الانتحاريين الإرهابيين، بتفجيرات انتحارية أخرى تستهدف غير منطقة لبنانية.
وتركز أحدث المعلومات على أن داعش يتجه لاستهداف لبنان بتفجيرات انتحارية عنيفة تطال مناطق لبنانية عدة ومتنوعة دينياً.
ويدور الحديث عن خطة قديمة لداعش يبدو أنه تتمّ اليوم إعادة تفعيلها. وفي التفاصيل أنّ هذه الخطة كانت توفرت معلومات عنها، لأول مرة، قبل نحو ثلاث سنوات، وذلك تحت عنوان «خطة الموت والدمار»، وهدفها استهداف كل المناطق اللبنانية بغية خلق فوضى أمنية وسياسية عارمة في كل لبنان.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد إحباط الأجهزة الأمنية اللبنانية محاولة داعش باستهداف الكسليك في جونيه، تؤشر أحدث المعلومات إلى أنّ داعش يعتزم توجيه سلسلة ضربات إرهابية في بلدات وقرى الخط الساحلي الجنوبي، وتحديداً داخل المنطقة الممتدة من بلدة الناعمة إلى بلدة الرميلة.
وتكشف أوساط مطلعة أنه تمّ خلال الأيام الأخيرة رصد عمليات استطلاع أمنية قامت بها عناصر من داعش في منطقة الناعمة بخاصة، والعديد من قرى الخط الساحلي الجنوبي وبلداته، إضافة للاوتوستراد ذاته. وأمكن من خلال مراجعة شرائط كاميرات موضوعة لرصد الحركة في تلك المنطقة، التثبت من أشخاص غرباء عن المنطقة تدلل سِحَنُهم على أنهم سوريون ، قاموا باستخدام هواتفهم الخلوية لتصوير طرق معينة داخل بلدة الناعمة، إضافة لمراكز دينية فيها، وأيضاً لمقار تقدم خدمات اجتماعية تابعة لحزب الله.
وجرى آخر رصد لحركة عناصر استطلاعية من داعش في تلك المنطقة، قبل أربعة أيام الأربعاء الماضي ، حيث لاحظت عمليات الرصد الأمني بالإضافة إلى مراجعة شرائط الكاميرات المنصوبة في المنطقة، شاباً في العقد الثاني من عمره، وهو يقوم بالتنقل سيراً على الأقدام داخل أحياء الناعمة، وظهر بوضوح أنه يقوم بتصوير نقاط حساسة بواسطة جهازه الخلوي في البلدة، في حين أنه كان يستعمل جهازاً خلوياً آخر للاتصال مع مشغّله على ما يُعتَقد.
.. ثم لوحظ أن الشاب عينه قصد بعد ذلك طريقاً فرعية من داخل البلدة باتجاه الأوتوستراد الساحلي، ومن هناك استقل باصاً باتجاه بيروت.
وتخلص معلومات متقاطعة إلى توقُّع أن تكون داعش تخطط للقيام بعمل إرهابي في منطقة الساحل الجنوبي، نظراً لحساسية هذه المنطقة على غير صعيد فمن جهة تعتبر الطريق اللوجستي الاستراتيجي لـ«اليونيفيل» الرابط بين قواعدها في منطقة ما وراء جنوب خط الليطاني ومراكز إمداداتها في مرفأ بيروت ومن جهة ثانية تعتبر «خط إمداد المقاومة» الذي يعتبر إقفاله أو تشويش سلاسته خطاً أحمر. أضف إلى أن المنطقة تحفل في هذه الفترة بتعقيدات ديموغرافية فلسطينية وسورية ولبنانية.