كيري يجري وراء السراب ويدعم معارضة سورية غير موجودة في الواقع خطر داعش يهدد الأردن ويصل إلى لبنان عبر الخلايا النائمة
حسن حردان
بات شن عدوان «إسرائيلي» واسع النطاق على قطاع غزة خلال شهر رمضان احتمال مرجح، وما يجري هذه الأيام من تصعيد في الاعتداءات «الإسرائيلية» على غزة والتي ترد عليها المقاومة بقوة ما هو إلاّ مؤشر على توجه الحكومة «الإسرائيلية» لشن عملية عسكرية تبدأ بالتصاعد حتى تبلغ الذروة وذلك بهدف التغطية على عجزها وفشلها في العثور على المجندين الصهاينة المخطوفين منذ أسبوعين على رغم الاستنفار العام وإعلان حالة الطوارئ العسكرية والأمنية. غير أن المعارضة «الإسرائيلية» تعتبر تصرف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يفتقد إلى الحنكة السياسية ويعرض أمن «إسرائيل» للخطر لأنه لا يقدم أي حل للوضع الكارثي الحالي.
وفي مقابل هذا المأزق «الإسرائيلي» النابع من العجز عن حماية الأمن «الإسرائيلي»، فإن السياسة الأميركية هي الأخرى باتت غارقة في التخبط نتيجة إخفاقاتها المتكررة، فمهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري تعتريها السطحية، وهو بات في العراق وسورية كمن يجري وراء سراب لا يتحقق، فدعمه لما يسمى بالمعارضة المعتدلة في سورية ليس له وجود بعد أن باتت الحركات المتطرفة هي المسيطرة عقب تلقيها السلاح والمال من أميركا والسعودية وقطر، ولهذا فإن خطط كيري تكشفت عن جهل كبير بواقع الأمور، ففد تبين أن تنامي قوة داعش لم يكن نتيجة ما وصف بأخطاء رئيس الوزراء نوري المالكي كما تزعم واشنطن، وإنما نتيجة الدعم الأميركي للجماعات الإرهابية في سورية وتحولها إلى مسرح لأكثر الجماعات تطرفاً.
في هذا الوقت فإن تقدم داعش عزز التعاون بين سورية والعراق لمواجهة العدو المشترك، فيما أميركا التي ما فتئت تنتقد دعم إيران لسورية في تصديها للإرهاب تطلب اليوم دعمها في العراق بعد أن وجدت ألا غنى عن التعاون معها.
غير أن اللافت هو إبداء تركيا استعدادها لقبول دولة كردية مستقلة في شمال العراق فيما يندرج في سياق تحقيق مصالح أنقرة وتل أبيب التي تسعى إلى تبرير قيام الدولة الكردية بذريعة أنها تشكل حاجزاً في مواجهة مسلحي داعش الذين يمثلون خطراً على تركيا، لكن كما يظهر فإن خطر داعش لا حدود له فقد بات اليوم يهدد كل الدول المجاورة للعراق وفي المقدمة الأردن، فما إن حقق تقدماً في العراق حتى رفعت أعلامه في الأردن وخرج أنصاره في بلدة معان في تظاهرة تحت راية كبيرة لداعش، ما دفع النظام الأردني إلى استنفار قواته على الحدود مع العراق.
وكما يطاول التهديد الأردن فإنه بلغ أيضاً الأراضي اللبنانية حيث كان انتحاريو داعش يخططون لسلسلة من التفجيرات عبر تحريك خلاياه النائمة لاستهداف جمهور المقاومة.
«يديعوت أحرونوت»: خطة للجيش «الإسرائيلي» لشن حرب واسعة على غزة في رمضان
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيلية» أن «سلاح الجو «الإسرائيلي» شن سلسلة من الغارات على قطاع غزة مساء السبت رداً على إطلاق حركة حماس مجموعة من الصواريخ على جنوب فلسطين المحتلة .
وأوضحت الصحيفة: «أن صواريخ حماس أصابت مصنعاً بمدينة «سديروت» في صحراء النقب واشتعلت النيران به لأكثر من نصف ساعة كاملة حتى هرعت سيارات الإطفاء إلى المصنع، ما أدى إلى إصابة 4 «إسرائيليين» بجروح خطيرة من بينهم مسن يبلغ من العمر 53 عاماً». وأضافت «أن سلاح الجو رد باستهداف 30 مقراً تابعاً لحركة حماس تستخدم لإطلاق الصواريخ على «إسرائيل»، معظمها بمخيم «البريج» بالقطاع».
وأكدت الصحيفة: «أن القيادات العليا في «إسرائيل» بدأت بطرح خطة عسكرية لشن حرب جديدة على قطاع غزة رداً على حركة حماس التي أطلقت أكثر من 35 قذيفة منذ اختطاف «الإسرائيليين» بمدينة الخليل قبل أسبوعين». وشددت على أن «سلاح المدرعات بدأ بمحاصرة القطاع، وقام بتوجيه ضربات عدة نحو القطاع منذ ليلة الجمعة».
وقال وزير الدفاع «الإسرائيلي» موشيه يعالون: «إن الجيش «الإسرائيلي» لن يتوقف عن ضرب مواقع حركة حماس في القطاع حتى تتوقف هي عن إطلاق الصواريخ على «المدن الإسرائيلية»، واستعادة الأمن والاستقرار لمدن سديروت وبئر السبع». وهدد يعالون بتوجيه «عقاب قاس للحركة في أي وقت حتى ولو كان ذلك في شهر رمضان، قائلاً سنضرب بيد من حديد حماس حتى تتوقف هي عن «إرهابها» تجاه «الإسرائيليين» على حد زعمه.
«هآرتس»: مسؤول المعارضة: نتنياهو ذو أيادٍ مرتعشة ويفتقد الحنكة السياسية
ذكرت صحيفة «هآرتس الإسرائيلية» أن مسؤول المعارضة في «إسرائيل» يتسحاق هرتسوغ شن هجوماً شديداً على رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بالفاقد للحنكة السياسية». وأضافت: «قال هرتسوغ إن الشكل السياسي الذي يتعامل به نتنياهو مع أزمة اختطاف «الإسرائيليين» الثلاثة يؤكد من دون أدنى شك أنه يعرض أمن دولة «إسرائيل» للخطر»، مضيفاً: «أن نتنياهو صاحب أيادٍ مرتعشة، إذ إنه لا يقدم أي حل للوضع الكارثي الحالى».
وتابع هرتسوغ: «أن المواطنين «الإسرائيليين» في ظل فترة ولاية نتنياهو أصبحوا لا يأمنون في منازلهم وباتوا فاقدي الثقة في شريك التفاوض، أي الجانب الفلسطيني». وقال: «إن نتنياهو وعد بين الحين والآخر بإقامة دولة يهودية ديمقراطية، فلم يقم هذا الأنموذج من الدولة»، موضحاً: «أن الحكومة لا تستطيع اتخاذ خطوة كهذه إلاّ بعد أن تقوم بضم أراضي حتى الأردن».
«إندبندنت»: كيري يسير وراء سراب في مهمته بالشرق الأوسط
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية تقريراً يعيد النظر في مهمة وزير الخارجية الأميركية جون كيري والنيات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط بعد ظهور الحركات المتطرفة في كل من سورية والعراق، وسيطرة تلك الحركات على العديد من المواقع الحيوية والمؤثرة ما يجعل تهديدها في تنام مستمر.
ورأى التقرير: «أن مهمة وزير الخارجية الأميركي، في الشرق الأوسط تنطلق من نظرة غير دقيقة لحقيقة الأمور، وتناول أميركي سطحي لما يجري في كل من العراق وسورية والعلاقات بين الدول العربية، لهذا فالمهمة تبدو كمن يركض وراء سراب لا يتحقق». وأضاف: «أن لقاء وزير الخارجية الأميركي مع «المعارض» السوري المدعوم من السعودية أحمد الجربا في مدينة جدة بالسعودية يوضح الكثير من نقص عمق الرؤية الأميركية للأمور في الشرق الأوسط، فـ»كيري» في حديثه مع الجربا أبدى استعداد بلاده لدعم «المعارضة المعتدلة» في سورية، وهو الأمر الذي لم يعد موجوداً إذا ألقينا نظرة على الواقع».
وقال التقرير: «إن سورية تحولت إلى مأوى لأكثر الحركات تطرفاً، ولم يعد هناك ما يسمى بجماعات مسلحة معتدلة، فهؤلاء تركوا الساحة لمتطرفين بعد تكاثرهم ودعمهم بالسلاح من قبل بلاد مثل أميركا نفسها والسعودية وقطر»، موضحاً: «أن مهمة «كيري» وخططه لسورية والعراق تكشف عن جهل كبير بواقع الأمور».
وأضاف التقرير: «أن تقدم قوات داعش في مدن العراق ليس بسبب أخطاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحده كما تزعم أميركا، فتنامي تهديد داعش جاء من تدهور الأمن في سورية وتحولها إلى مسرح لأكثر الجماعات تطرفاً، وهو الأمر الذي حذرت منه الإدارة العراقية خلال 3 سنوات ماضية، ولكن أميركا لم تسمع لانشغالها بالعمل على إزاحة الرئيس بشار الأسد عن الحكم».
وانتهى التقرير إلى القول: «إن المطالب الأميركية بتشكيل حكومة جديدة في العراق جاءت متأخرة خمس سنوات، فالسنة والأكراد حصلوا بقوة السلاح الآن ما لم يستطيعوا الحصول عليه عن طريق الدستور، لهذا فالمطلب الأميركي لحل أزمة العراق يبدو متأخر وغير دقيق كبقية قراراته في المنطقة».
«فايننشال تايمز»: تركيا «مستعدة» لقبول دولة كردية
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز»: «البريطانية تقريراً تصدرته تصريحات لمسؤول بارز بحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم أوحت باستعداد الحزب لقبول دولة كردية مستقلة في شمال العراق.
وجاء في تصريحات خاصة نقلتها الصحيفة عن المتحدث باسم الحزب، حسين سيليك قوله: «في الماضي كانت فكرة إقامة دولة كردية مستقلة سبباً للحرب بالنسبة إلى تركيا ، لكن لا أحد له هذا الحق حالياً».
وأضاف سيليك: «في تركيا حتى كلمة كردستان تثير توتراً لدى المواطنين، لكن في الواقع اسمها كردستان،» وتابع في تصريحاته للصحيفة: «إذا انقسم العراق، وهذا أمر حتمي، فهم أشقاؤنا…لسوء الحظ الوضع في العراق ليس جيداً، ويبدو أنه يتجه للانقسام».
وأشار التقرير إلى أن «وزير الخارجية «الإسرائيلي» أفيغدور ليبرمان أخبر نظيره الأميركي جون كيري حديثاً أن قيام دولة كردية أمر محسوم».
ولفت إلى أن «قيام دولة كردية في شمال العراق قد يمثل حاجزاً ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – المعروف باسم «داعش» – الذين يعتبرهم مسؤولون أتراك تهديداً لبلادهم».
«غارديان»: تقدم داعش يجبر بغداد ودمشق على ترك خلافاتهما
تحدثت صحيفة «غارديانط البريطانية في تقرير عن «تغيّر الحسابات السياسية في منطقة الشام بعد توغل حركة داعش في مدن الشمال العراقي صوب الجنوب، الأمر الذي بات يهدد العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط». وأشارت إلى «قيام طائرات سورية بقصف مواقع لحركة داعش في المدن العراقية المتاخمة للحدود مع سورية في الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي لاقى استحسان رئيس الوزراء العراقي، على رغم ادعائه عدم المعرفة المسبقة لتلك الضربات المفاجئة».
ورأى التقرير: «أن توتر العلاقات بين كل من سورية والعراق خلال الفترة الماضية وقبل الاضطرابات السورية لم يمنع سورية من مناصرة نظام الـ»مالكي» في حربه ضد داعش على رغم عدم اتفاق الأخير مع الرئيس السوري بشار الأسد»، كما قال. وأضاف: «إن الخطر المشترك الذي يمثله داعش لكل من سورية والعراق جعلهما يتركان اختلافهما ويتعاونان على أرض الواقع لصد هجوم داعش وتقدمه، بعد ظهوره بقوة خلال الـ3 سنوات الماضية داخل سورية».
ورصد التقرير أيضاً: «التقارب الإيراني ـ الأميركي من أجل وضع حل للأزمة الدائرة في العراق، فإيران التي تدعم القوى التي ناهضت الوجود الأميركي داخل العراق، تمثل اليوم أهم حليف يمكن أن تعتمد عليه أميركا من أجل صد هجوم داعش، على رغم أن أميركا كانت تنتقد المساعدات الإيرانية المقدمة للنظام السوري من خلال أراضي وأجواء العراق في حربه ضد الحركات المتطرفة». وتابع: «اليوم تتواصل أميركا مع إيران وقواتها من الحرس الثوري الإيراني المرابطة في مدينة بغداد لمواجهة داعش، فأميركا تعلم ألا غنى عن إيران في تلك المواجهة الحاسمة».
«ديلي تليغراف»: أعلام «داعش» في الأردن بعد انتصاراته في العراق
عبر دبلوماسيون غربيون ومسؤولون أردنيون عن مخاوفهم بشأن استقرار الأردن بسبب الأزمتين في العراق وسورية.
وتحدثت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية عن ظهور أعلام «داعش» في الأردن. وتناولت في تقرير لمراسلتها في مدينة معان الأردنية روث شيرلوك «احتشاد مصلين أمام مسجد في معان عقب صلاة الجمعة تحت راية كبيرة لـ»داعش». وأشارت المراسلة إلى أن بعض الرجال المحتشدين ارتدوا سترات عسكرية مموهة.
وأوضح التقرير «أن أنصار «داعش» في الأردن بدأوا يشعرون بأن لديهم شوكة قوية بعد الانتصارات التي حققها مسلحو التنظيم في العراق وسورية». وأشار إلى أن «دبلوماسيين غربيين ومسؤولين حكوميين أردنيين عبروا أخيراً عن مخاوفهم بشأن استقرار الأوضاع في الأردن على ضوء حراك المتشددين على طول حدودها مع الدولتين، وفقاً لما ذكرته «ديلي تليغراف».
وقالت الصحيفة: «إن القوات الأردنية هرعت نحو حدودها مع العراق خلال الأسبوع المنصرم لتعزيز دفاعاتها بالدبابات ومنصات صواريخ مع استحواذ مسلحين داعش على النقطة الحدودية الحكومية الموجودة على الجانب العراقي». وأضافت: «إن الكثير من «الجهاديين» الأردنيين المنضوين تحت لواء تنظيم «داعش» أو جبهة النصرة جاؤوا من مدينة معان الفقيرة التي تقع في جنوب الصحراء». وتابعت: أنه «على مدار الأعوام الثلاثة الماضية عبر الكثير من سكان المدينة عن دعمهم لجبهة النصرة، لكن خلال الأسابيع الأخيرة تحول ولاء البعض إلى «داعش» الذي يعتبره قادة تنظيم القاعدة «مفرط في تشدده».
ونقل التقرير عن المسؤول الحكومي الأبرز بالمدينة ماجد الشرع قوله: إن شعبية داعش في المدينة مرتبطة بالوضع الاقتصادي المحلي، حيث «لا توجد فرص عمل».
«تايمز»: انتحاريو داعش خططوا لتفجير مطعم جنوب بيروت
وفي سياق تمدد حراك «داعش»، قالت صحيفة «تايمز» البريطانية: «إن تنظيم داعش دشن حملة تفجيرات انتحارية تستهدف بعض المناطق في لبنان».
وأشار تقرير للصحافي نيكولاس بلانفورد إلى أن «مصادر أمنية لبنانية أعربت عن شكوكها في أن التنظيم مسؤول عن ثلاث هجمات انتحارية وقعت الأسبوع الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة 70 آخرين».
ونقل عن المصادر اعتقادها بأن: «داعش يستغل خلايا نائمة أو يبعث بمتطوعين أجانب لشن هجمات تستهدف المناطق التي يحوز فيها حزب الله على شعبية كبيرة».
وقالت الصحيفة: «إن سعودياً ألقى الأمن اللبناني القبض عليه، تزامنا مع تفجير انتحاري الأربعاء، أقر بأنه وشريكه الانتحاري كانا أعضاء في «داعش»، وأنهما كان يخططان لتفجير مطعم في جنوب بيروت».