ما يحصل في العراق نتيجة أخطاء أميركا وبريطانيا والتقسيم ليس من مصلحة أحد موقف واشنطن بالتعاون مع إيران لمواجهة داعش غامض ويسعى للعودة إلى العراق والحصول على تنازلات منه

لبنان يعيش في منطقة مشتعلة وعليه أن يحمي نفسه من النيران وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن ما يحمي لبنان اليوم من خطر إرهاب داعش هو عدم وجود بيئة حاضنة، ولذلك اضطر الانتحاريون إلى النزول في الفنادق.

وإذا كان تقدم داعش في العراق قد أعاد إلى الواجهة مشروع التقسيم من بوابة الدولة الكردية، فإن التقسيم ليس من مصلحة أي من دول المنطقة لأنه ستكون له عواقب سلبية على الجميع.

غير أنه من الواضح أن ما يحصل في العراق هو نتيجة الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا، وإذا ما حصل وانهار العراق فإن ذلك سيؤدي إلى انفجار المنطقة كلها، ولهذا فإن الحل السياسي يبقى هو السبيل للخروج من الأزمة إلى جانب المواجهة العسكرية والأمنية مع داعش.

لكن الموقف الأميركي في مواجهة داعش غير واضح ولا يتصف بالجدية في مكافحة الإرهاب الذي تسبب به أصلاً. فأميركا تريد دوراً في العملية السياسية في المنطقة كلها وليس العراق فقط، ومن الواضح أن تواجد الإرهابيين في العراق جاء نتيجة لمخطط شامل من قبل القوى العالمية وأدواتها. فالإرهاب له علاقة مباشرة مع الإدارة الأميركية ويأتي في إطار السياسات والتطلعات الصهيونية، ويبدو أن هناك تقسيماً للأدوار في سورية والعراق بين أميركا وحلفائها، وموقف إيران من مكافحة الإرهاب واضح ولا لبس فيه، لكن الموقف الأميركي في اقتراح التعاون مع إيران يعتريه الغموض، لا سيما أن أميركا تريد استغلال الأحداث للعودة إلى العراق والحصول على تنازلات منه.

على أن سيطرة قوات البشمركة الكردية على كركوك بات يشكل احتلالاً لا يمكن القبول به وهو ما يستدعي مواجهته بحزم عبر تسوية سياسية تجمع كل القوى العراقية لرد رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني وإيقافه عند حده.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى