معرض بيروت العربي الدولي للكتاب 59… إقبال مقبول وخيارات واسعة
لمى نوّام
قلنا في تقارير سابقة، إنّ مجرّد تنظيم معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في ظلّ الأوضاع الأمنية المتأزمة في لبنان وحوله، يعتبر إنجازاً ينال عليه النادي الثقافي العربي الثناء والتصفيق. وعلى رغم أنّ معرض الكتاب ما زال في أيامه الأولى، وعلى رغم الطقس العاصف، إلّا أننا لاحظنا الإقبال عليه مقبولاً إلى حدّ ما، خصوصاً في مطلع هذا الأسبوع، إذ يزدحم المعرض في فترة قبل الظهر بمئات الطلاب الآتين من عشرات المدارس من المناطق اللبنانية كافة., لكن هذا لا يعني أنّ المعرض في هذه الفترة يخلو من زوّاره الراشدين الذين يتزايد عددهم كلما اقتربنا من ساعات المساء.
نبقى في فترة قبل الظهر، أرتال من التلامذة تجوب المعرض، لكننا نلاحظ أن جناح «دار أصالة» المتخصّصة في أدب الأطفال، تنشط باستمرار من خلال استضافة التلاميذ في حلقات قرائية مع مؤلّفي القصص ومع الحكواتيين. وهذه علامة إيجابية تُمنح لهذه الدار الآخذة في التطوّر.
في أجنحة لدور أخرى، شباب وشابات، مسنّون ومسنّات، يعاينون الرفوف التي ازدحمت عليها الكتب. يتناولون كتاباً من هنا، وآخر من هناك، يلكن حركة الشراء تبقى ضعيفة إلى حدّ ما، إذ إن نسبة الذين يأتون إلى المعرض لشراء كتاب معيّن بقرار مسبق، أكثر بكثير من «المستكشفين».
«البناء» التي تواكب يوميات المعرض، جالت على بعض دور النشر، مستطلعةً منها بعض ما تعرضه، وأهم الأنشطة المقامة فيها.
تقول رنا إدريس من «دار الآداب»: في دارنا إصدارات جديدة، من كتب في الفكر السياسي وغيرها، لكن الرواية أخذت الحصّة الأكبر من القراءات العربية على اعتبار أن الرواية تجمع عدّة مواضيع وهموماً وفروعاً من الفكر من سياسة ودين وتنبؤات.
وعن أبرز الروائيين الموجودة رواياتهم في جناح الدار تقول إدريس: هناك الروائي إلياس الخوري، وواسيني الأعرج الآتي من باريس ليُوقّع روايته في معرض الكتاب.
وعن الإقبال على المعرض تقول: ما زلنا في الأيام الأولى، ولا يمكننا الحكم على حجم الإقبال، إلا أنّه جيد بالنسبة إلى هذا الطقس العاصف.
أما مازن حمدان، من «دار أصالة» التي تعنى بأدب الأطفال، فيقول إنّ الدار متخصّصة في مجال كتب الأطفال، من قصص ووسائل تربوية وما إلى ذلك.
ويضيف: الإقبال عادة يكون في بداية الأسبوع نسبةً إلى المدارس التي تأتي لزيارة المعرض، والكتب الموجودة في دارنا موجّهة للأطفال من عمر ثلاث سنوات إلى 16 سنة، ومواضيع كتبنا تكون موازية للمناهج الدراسية، أي أنها ترفدها وتدعمها.
وعن أبرز المؤلفّين في الدار قال حمدان: ما يميز «دار أصالة» أنّها تتعاون مع عشرات الكتّاب والمؤلّفين من لبنان ودول العالم العربي كمصر وتونس والجزائر وفلسطين والأردن وسلطنة عمان وسورية والعراق. وهناك مؤلّفون مميزون بكتبهم التي تلقى رواجاً ملحوظاً، نذكر منهم: فاطمة شرف الدين، الدكتورة سناء الحركة، سمر محفوظ برّاج، والدكتور أنطوان الشرتوني غيرهم.
ويقول زياد الحايك من «دار النهضة العربية»: هذه السنة في معرض الكتاب، عدنا إلى إعطاء دفع للشعر المعاصر من خلال عدّة تواقيع ستشهدها دارنا لأكثر من ديوان لشعراء شباب، منهم الدكتور محمد ناصر الدين، الدكتور ربيع الأتات، مريم شمص، المحامي أحمد بركات، ليندا نصار، باسل زين، ياقوت الأحمد دندشي، أسامة محسن وهو شاعر سوري، فاروق شويخ، ربيع شلهوب، هاني سكرية، والعقيد محمد رمال.
وعن الكتب الأكاديمية التي تميز «دار النهضة العربية» قال: دارنا أيضاً متخصّصة في الكتب المنهجية الجامعية والآداب والعلوم الإنسانية. لدينا إصدار كتاب للدكتورة مي العبد الله بعنوان «علوم الإعلام لغة الصرف في الوطن»، وهو من تأليفها بالتعاون مع المنظّمة العربية لعلوم الإعلام. وهناك أيضاً توقيع كتاب لسمر قطّان وهي دكتورة في المسرح، تُوقّع كتابها للمرّة الأولى. وتوقيع للدكتورة هيفاء الإمام، وثمّة إصدارات أخرى أيضاً.
بدوره، قال جمال عدس من «دار الفرات» أن: «الفرات» مؤسسة لبنانية تُعنى بالكتاب العربي من ناحية النشر والبيع. لدينا دور نشر مصرية متعاونة معنا ومنها «الكرمة»، «الشروق»، «نهضة مصر»، «العين». فضلاً عن دور النشر الأردنية، ودار نشر في لندن وهي «دار الورّاق». كما لدينا قسم خاص بالسينما والكتب السينمائية.
وعن أبرز الكتب المعروضة في «دار الفرات» قال: لدينا تشكيلة منوّعة من الكتب ولأشهر الكتّاب منهم: رضوى عاشور، يوسف زيدان، خالد الحسيني، فضلاً عن مؤلفات لكتّاب عالميين. وتنوعّت الكتب بين كتب أطفال، سياسة، تربية، إعلام، علم النفس، وعلم اجتماع، وفنون.
وعن حفلات التواقيع قال: لدينا حفل توقيع للكاتب عاصم المصري، ومجموعة أخرى من الكتّاب.
وقال هشام كرم من «دار الساقي»: مؤخّراً، بدأت «دار الساقي» تهتم بكتب الأطفال. كما لدينا دواوين شعر وروايات، وكتب سياسية وفكرية وثقافية وتاريخية، ما يشكّل مروحة واسعة مما يطلبه القارئ.
وعن أبرز التواقيع التي ستشهدها الدار قال كرم: شهد جناح الدار توقيع كتاب «صلاة الفجر» للكاتبة زينب شرف الدين، وكتاب «سمسم في بطن ماما» لفاطمة شرف الدين ولوركا سبيتي. كما سيشهد جناح الدار مناقشة كتاب «الإسلام والجمهورية والعالم» لآلان غريش بحضور الإعلاميين سامي كليب وبيار أبي صعب والشاعر وليد شرارة. وثمّة توقيع كتاب «ألواح» لرشيد الضعيف، و«خمسون غراماً من الجنة» لإيمان حميدان، و«خريف البراءة» للصحافي عباس بيضون، و«عشيقات النذل» لكمال الرياحي، و«الطبقات الاجتماعية والسلطة السياسية في لبنان» لفوّاز طرابلسي.