جنرال أميركي: لو لم نغزُ العراق لما ظهر «داعش»
أقر قائد العمليات الأميركية الاستخباراتية خلال حرب العراق الجنرال مايكل فلين، بأن احتلال العراق «كان خطأ فادحاً، تترتب عليه عواقب وخيمة»، وأشار إلى أنه «لو لم تقم الولايات المتحدة بغزو العراق لما ظهر تنظيم «داعش» الإرهابي».
وقال فلين في مقابلة مع صحيفة «ديرشبيغل» Der Spiegel الألمانية إن «ذلك كان خطأ فادحاً، فمهما كان نظام صدام حسين قاسياً فإن القضاء عليه لم يكن صحيحاً، وهذا الأمر نفسه ينطبق على ليبيا التي باتت بعد القذافي دولة فاشلة»، مشيراً إلى أن «غزو العراق استراتيجياً، كان قراراً سيئاً بشكل لا يصدق، ولن يكون التاريخ متساهلاً إزاءنا».
وأضاف فلين أن «الولايات المتحدة كانت دائماً تسعى إلى القضاء على الرأس، معولة على أن من سيخلفه سيكون أضعف، إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً، إذ حلّ بدلاً من أسامة بن لادن والزرقاوي، أبو بكر البغدادي «الأكثر دهاءً وخطراً»، والذي رفع مستوى الأزمة الإقليمية إلى مستوى حرب طائفية عالمية»، على حدّ تعبيره.
كما اعترف فلين أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ عندما أوقفت، ثم أخلت سبيل البغدادي عام 2004، قائلاً: «كنا أغبياء جداً، إذ لم نفهم حينها مع من نتعامل»، مشيراً إلى أن «في كل دولة أوروبية خلية تابعة لـ«داعش» خاصة، ومن المحتمل أن يكون الوضع نفسه في الولايات المتحدة، بحيث ما زلنا عاجزين على العثور عليها».
ولفت إلى أنه من غير الممكن القضاء على «داعش» من خلال الضربات الجوية فحسب، بل يتطلب الأمر شن عملية برية، فضلاً عن ضرورة التعاون البنَّاء مع روسيا، موضحاً أن التدخل الروسي العسكري في سورية «غيَّر الوضع جذرياً».
وانتقد الجنرال الأميركي عدم رغبة إدراة بلاده بالتعاون في الأزمة السورية، قائلاً: «الرئيس الفرنسي هولاند يأتي إلى واشنطن ويطلب مساعدة عسكرية! أعتبر ذلك أمراً غريباً»، معتبراً أن الموقف الأميركي أجبر هولاند على الاتفاق مع موسكو.
وفي السياق، قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أمس إن البنتاغون سينشر قوة استطلاعية خاصة لدعم العراق في حربه ضد «داعش». وأضاف كارتر في جلسة استماع في مجلس النواب أن هذه القوة الخاصة سيتم نشرها لشن غارات في العراق بإذن من الحكومة العراقية ولتنفيذ عمليات في سورية من جانب واحد من دون العودة للسلطات السورية .
وأوضح أن هذه القوة ستقوم بعمليات لتحرير رهائن، وجمع معلومات استخبارية، والقبض على قادة تنظيم «داعش».
ميدانياً، أحبطت القوات العراقية هجوماً إرهابياً على حاجز أمني في منطقة البوحياة في قضاء حديثة غربي محافظة الأنبار وقضت على ثلاثين إرهابياً.
وقال المقدم سعود العبيدي من فوج الطوارئ الرابع عشر التابع لقيادة شرطة محافظة الأنبار إن «المعارك مستمرة لتطهير مدينة الرمادي في المحاور الشرقية والغربية والشمالية وتوقفت في المحور الجنوبي لإفساح المجال لعوائل المدينة بالخروج منها».
من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن أن «القوات الأمنية قضت على انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً حاول تفجير نفسه بين الزائرين المتوجهين إلى كربلاء في منطقة الشعب شمال بغداد».
وفي محافظة كركوك، أعلن مصدر أمني اعتقال أكثر من 50 إرهابياً تابعين لتنظيم داعش الإرهابي في ناحيتي الرشاد والرياض جنوب كركوك ومناطق أخرى غرب المحافظة.
من جهة أخرى، وجهت قيادة العمليات المشتركة، في بيان مقتضب، نداءً إلى أهالي مدينة الرمادي دعتهم فيه إلى إخلاء المدينة، والتوجه جنوباً عبر منطقة الحميرة، حيث أعلن مصدر أن «سلاح الجو العراقي استهدف مضافات عدة لمسلحي تنظيم داعش في منطقة الكرابلة وقضاء القائم غرب الأنبار.»
كما أعلنت قيادة عمليات بغداد «مقتل 16 مسلحاً من داعش وتدمير آلية ودراجتين لهم في منطقة الكرمة شمال شرقي الفلوجة، كما قُتل ثلاثة مسلحين من التنظيم بعمليات القوات العراقية في منطقتي الذيبان والحراريات التابعتين للكرمة.»
أما في صلاح الدين، فقد قصفت المدفعية العراقية تجمعات تنظيم «داعش» في مرتفعات حمرين شمال شرقي تكريت، لتأمين دخول أكثر من 100 عائلة هاربة من الحويجة جنوب غربي كركوك إلى منطقة العلم شرق تكريت.