روسيا قد تدعو إلى تحقيق في استخدام الكيماوي شرق أوكرانيا

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مقتل الصحافي الروسي في مقاطعة دونيتسك يدل على أن كييف لا تريد تخفيف حدة التوتر وتسوية النزاع في شرق أوكرانيا، وتخرق الهدنة الهشة. جاء ذلك تعليقاً على مقتل مصور القناة الأولى الروسية أناتولي كلان.

وطالبت الخارجية الروسية في بيان صادر عنها أمس، السلطات الأوكرانية بإجراء تحقيق موضوعي في هذا الحادث المأساوي ومعاقبة المسؤولين عنه، وأعربت عن تعازيها لذوي الصحافي الفقيد. وأكدت أن ملاحقة الصحافيين الروس في أوكرانيا تتواصل بشكل قاس وغير شرعي، وأضافت: «حتى الآن لم تستجب السلطات الأوكرانية لمطالب الجانب الروسي وغيره من ممثلي المجتمع الدولي بإجراء تحقيقات موضوعية في الهجمات كافة على صحافيينا والمدنيين في منطقة النزاع».

وأشار البيان إلى أن الهجمات على الصحافيين تجرى على خلفية تصريحات الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو، الذي أكد مراراً استعداده لتسوية الوضع في شرق البلاد، إلا أن السلطات الأوكرانية تعوق أي محاولات لنقل حقيقة ما يحدث للعالم، وذلك باستخدام كل الوسائل بما في ذلك الاستفزازات المباشرة، واتهمت كييف بتصفية الصحافيين وتعذيبهم وقصفهم عن عمد.

من جهة أخرى، طالب رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين السلطات الأوكرانية بإجراء تحقيق فوري في مقتل الصحافي الروسي ووقف العنف واحترام الهدنة. وأضاف أن هناك ما يدل على أنه قتل لأنه يؤدي واجبه.

ودعت المفوضة الخاصة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لحرية الإعلام دنيا مياتوفيتش طرفي النزاع في أوكرانيا إلى الابتعاد من العنف ضد ممثلي وسائل الإعلام. وقالت في بيان أمس إن «الصحافيين يدفعون الثمن غالياً. أتفهم جيداً صعوبة الوضع في أوكرانيا وحقيقة أن السلطات لا تسيطر على جزء من الأراضي شرق البلاد. لكني أدعو مجدداً جميع الأطراف إلى احترام حقوق وسائل الإعلام والامتناع عن العنف ضد الصحافيين».

فيما أعربت منظمة «مراسلون بلا حدود» الدولية عن صدمتها لمقتل مصور القناة الأولى الروسية أناتولي كليان، وقال رئيس الفرع الألماني للمنظمة كريستيان مير أمس: «صدمنا بمقتل صحافي آخر في أوكرانيا»، مشيراً إلى أن قرار مجلس الأمن 1738 يلزم حماية الصحافيين خلال العمليات القتالية، داعياً إلى ضمان أمنهم، مؤكدا أنه «يجب أن يكون هناك إمكانية أمام الصحافيين للقيام بمهمتهم بشكل مستقل ويتوجب التحقيق بحيثيات الحادث».

وقال ألكسندر بوروداي رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك الشعبية»، إن القوات الأوكرانية تمارس سياسة تصفية وتخويف الصحافيين في دونباس، وأعرب عن احتجاجه على أعمال كييف غير الشرعية، داعيا المنظمات الدولية كافة إلى التأثير في السلطات الأوكرانية من أجل وقف حربها ضد الصحافيين الذين يقومون بتنفيذ مهماتهم وفقاً للقانون الدولي.

وأعلن السفير الروسي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية رومان كولودكين أنه لا يستبعد المطالبة عبر المنظمة بفتح تحقيق في احتمال استعمال السلاح الكيماوي شرق أوكرانيا، لكنه أكد «عدم وجود أسس متينة» لمثل هذه الخطوة حتى الآن. وقال كولودكين أمس: «لتقديم طلب يجب أن تتوافر أسس متينة وليس فقط معلومات من وسائل الإعلام. ولكن في حال تضاعف المعلومات ربما نقوم بطرح هذه المسألة».

وكان رئيس «جمهورية دونيتسك الشعبية» اتهم الجيش الأوكراني باستخدام السلاح الكيماوي ضد قوات الدفاع الشعبي في سيميونوفكا. وكتب غوباريف على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مستشهداً بقائد الدفاع الشعبي في دونيتسك إيغور ستريلكوف: «الجيش الأوكراني ضرب مواقعنا في سيميونوفكا بالكيماوي. مقاتلان في حالة خطرة تسمم ببخار الفوسفور نقلا إلى دونيتسك. أحدهما في حالة حرجة». كذلك أكد نائب رئيس بعثة المراقبين في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ألكسندر هاغ أن الوضع شرق أوكرانيا يتطلب وقف توسيع البعثة، مشيراً إلى أن 220 مراقباً من 40 دولة يعملون في البلاد حالياً في حين يسمح تفويض البعثة بتوسيع كادرها إلى 500 مراقب. وأضاف هاغ أمس: «الوضع على الأرض منعنا من نشر مزيد من المراقبين. لا نريد المخاطرة بحياتهم»، مؤكداً في الوقت ذاته أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مهتمة في الحفاظ على وجود مراقبها شرق أوكرانيا. وأعرب عن قلقه من أن انتهاء الهدنة من شأنه أن يزيد الوضع تعقيداً.

وأوضح هاغ أن إعادة عمل البعثة بقوامها الكامل ممكن في حال تأمين الحماية لموظفي المنظمة، معتبراً أن الخطر سيبقى موجوداً «لكن يمكن تقليصه»، مشيراً إلى أنه سيقوم بإعادة تجميع البعثة شرق أوكرانيا في حال تدهور الوضع عقب انتهاء الهدنة.

جاء ذلك في وقت أشار مصدر في إدارة مقاطعة روستوف الروسية إلى إن قرابة 20 ألف لاجئ من أوكرانيا أُسكنوا في المقاطعة، وقال: «بحسب المعطيات جرى إسكان 19777 مواطناً أوكرانياً بينهم 15683 لدى أقاربهم أما من تبقى ففي أماكن السكن الموقتة».

و أشار المصدر إلى أنه أعلنت حالة الطوارئ على أراضي مقاطعة روستوف، مضيفاً أن موظفي وزارة الطوارئ الروسية يقومون بنقل المواطنين الأوكرانيين من روستوف على الدون إلى غيرها من المقاطعات والأقاليم الروسية.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق أن عدد اللاجئين الأوكرانيين في روسيا بلغ 110 آلاف، بينما وصل عدد النازحين داخل أوكرانيا إلى 54,4 ألفاً.

وأشارت المتحدثة باسم المفوضة العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مليسا فلمينغ إلى أن «110 آلاف أوكراني وصلوا إلى روسيا منذ بداية العام، وطلب 9,5 آلاف منهم اللجوء في روسيا»، فيما طلب 700 أوكراني اللجوء في بولندا وبيلاروس والتشيك ورومانيا.

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن معظم اللاجئين يختارون أشكالاً أخرى للحصول على وضع شرعي لهم في روسيا، من خلال طلب الجنسية الروسية أو رخصة العمل وغيرهما، وذلك خوفاً من مصاعب يمكن أن يواجهوها في حال العودة إلى أوكرانيا بعد الحصول على اللجوء في روسيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى