صحافة عبريّة
من خلال مواكبة الإعلام العبري، المتطوع لمصلحة الإجماع القومي الصهيوني، لا يمكن التغاضي عن الاستنتاج المؤكّد أنّ وجهة «إسرائيل» السنة المقبلة سيكون نحو الحرب. وبحسب جميع المؤشرات والدلائل، فإنّ أركان «إسرائيل»، سيشنون عدواناً جديداً على قطاع غزّة، لأنّ الجبهة الشمالية، سورية ولبنان، مكتظة جداً، خصوصاً بعدما بدأت روسيا بتقديم المساعدة العسكرية لحليفتها الاستراتيجية سورية، الأمر الذي خفّض نشوب المواجهة المقبلة مع حزب الله اللبناني.
وبحسب المصادر الأمنية في «تل أبيب» فإنّ الجيش «الإسرائيلي» يوظف جهوده في الاستعداد لخوض قتال طويل النفس، على حدّ تعبيرها.
وما يؤكّد أكثر هذا التوجّه، أنّ كاتب هذه الأمور هو المحلل الأمني العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، آلِكس فيشمان، الذي يعتبر من أقرب المقرّبين للمنظومة الأمنية «الإسرائيلية»، وهو بمثابة الابن المدلل لديها وصاحب الباع الطويل داخل أجهزتها على مختلف مشاربها.
وبحسب المصادر، التي اعتمد عليها المحلل فيشمان، فإنّه مع بدء السنة القادمة ستطرأ زيادة ملموسة في ما يتعلق بطول النفس لدى الجيش «الإسرائيلي»، في الذخيرة، الوقود، الغذاء، قطع الغيار وغيرها. وبناءً على ما تقدّم، شدّدّت المصادر عينها على أنّ النتيجة ستكون في غاية الأهمية، ذلك لأنّ هذه الزيادة ستسمح للجيش بالعمل من دون أن يكون متعلقاً بالإمدادات من مصادر خارجية، وبخوض قتال كثيف على عدة جبهات لوقت أطول من أيّ مرة في الماضي.
ولفت فيشمان إلى أنّ هذا هو أحد الدروس الأساسية المستخلصة من جولات القتال في قطاع غزة في السنوات الأخيرة، والتي استمرت ما بين 30 إلى 50 يوماً، وتركت الجيش مع مخازن خالية من الذخيرة في مجالات حساسة، وبشكل خاص الذخيرة الجوية، موضحاً أنّ هذه الزيادة تشكّل أيضاً جزءاً من خطط القتال التي يعدّها الجيش في حال نشوب مواجهة كثيفة مع حزب الله على الجبهة الشمالية. وكشف فيشمان النقاب عن أنّه قبل عدّة أيام، نظّمت ندوة شارك فيها كوادر من القيادة العليا، وضمّت بصورة استثنائية الطاقم التنفيذي، أي قادة الكتائب ونظراءهم في ذراعَي الجو والبحر.
وشدد رئيس الأركان غادي آيزنكوت في الندوة على أنّ نشاط الجيش في المواجهة الدائرة حالياً ضد الإرهاب الشعبي في الضفة الغربية، لا يمس بجهوزية الوحدات المقاتلة على الجبهة المعقدة في مواجهة لبنان. وتابع قائلاً إنّه اعتماداً على أقوال آيزنكوت، فإنّ الجيش لن يكرر الخطأ الذي ارتكبه في حرب لبنان الثانية بالعام 2006، عندما وصلت الوحدات للقتال إلى هذه الجبهة منهكة جرّاء عمليات الأمن الجاري في مواجهة الفلسطينيين في المناطق المحتلة حينها. وأوضح المحلل أيضاً أنّه خلال الندوة المذكورة عرضت على قيادة الجيش خطة العمل متعددة السنوات التي تحمل اسم خطة «جدعون» قبل أن يقرّها هذا الشهر المجلس السياسي الأمني المصغر. واللافت في أحد الأقوال التي نقلها فيشمان عن ضابطٍ «إسرائيلي» كبير، أنّ خطة «غدعون» ستقصّر بشكلٍ كبيرٍ مدّة الاستعداد للحرب، ما يعني إذا كان الجيش في السابق يحتاج إلى فترة تمتد من أيام إلى أسابيع للاستعداد فإنّه سيقلّص الفترة إلى ساعات معدودة تمتد على الأكثر ليوم واحد، حسبما أكّد.
وفي إطار هذه الخطة أصدر آيزنكوت أمراً إلى الجيش بتحويل الجزء الأكبر من موازنة المشتريات نحو الإعداد للحرب. أي بكلمات أخرى، استكمال المخزون الاحتياطي وزيادته في مجالات قطع الغيار والذخيرة والوقود، على حساب التوظيف في المشاريع الجديدة المتعلقة بوسائل القتال.
سنوياً، يشتري الجيش بوساطة وزارة الدفاع عتاداً عسكرياً، ويستثمر في مشاريع جديدة بمبلغ يراوح بين 8 و9 مليارات «شيكل». هذه السنة سيتركز الجزء الأساس من المشتريات في مجال المخزون الاحتياطي. وبحسب الخطط التي تمّ عرضها بالندوة، فإنّ الموازنات التي سيتّم توفيرها من جرّاء التقليصات في قيادات المؤخرة ستوجه نحو زيادة قدرات الوحدات بالمواد القتالية إلى أقصى حدّ، حسبما أكّدت المصادر ذاتها، لافتةً إلى أنّ شعبة التكنولوجيا والإمدادات العسكرية القيادة المسؤولة عن المستودعات الاستراتيجية، مراكز الذخيرة الكبرى، ومراكز الغذاء والوقود، وستكون مسؤولة أيضاً عن نقلها إلى الجبهات المختلفة في أوقات الطوارئ.
وكشفت المصادر العسكرية «الإسرائيلية» أيضاً النقاب، عن أنّه في السنة المقبلة سيستوعب الجيش سلسلة طويلة من الوسائل القتالية الجديدة، مثل الغواصة الخامسة التي ستصل إلى «إسرائيل» في وقتٍ قريبٍ من ألمانيا، وأولى الطائرات من طراز «F35» التي ستحط في «إسرائيل» في كانون الأول من السنة المقبلة. علاوة على أنّ إدارة أوباما عرضت على الجيش «الإسرائيلي» منظومات سلاح جديدة مثل طائرة في «22 V»، وهي طائرات وقود متطورة، وطائرات جديدة «شبح» ووسائل قتالية مثل صواريخ وقنابل ذكية، بما في ذلك قنابل خارقة للتحصينات.
جديرٌ بالذكر أنّ موازنة الجيش «الإسرائيلي» لعام 2016 بلغت 59 مليار «شيكل»، أي ما يعادل 15.5 مليار دولار، إذ إنّ الحكومة «الإسرائيلية» قرّرت الموافقة على زيادة موازنة الجيش 3 مليارات «شيكل» عن السنة الماضية، حيث كانت 56 ملياراً.
عميل يهودي لـ«شاباك» متورّط بجريمة إرهابية في الضفّة
يبدو أن حظر النشر حول القضية الأمنية في الأيام الأخيرة يهدف إلى التغطية على إخفاق كبير لجهاز الأمن العام «شاباك»، في مواجهته الجرائم الإرهابية اليهودية ضد الفلسطينيين، إذ تبيّن أن أحد عملائه في أوساط اليمين المتطرف متورط في أخطر هذه الجرائم ضد الفلسطينيين.
ويبدو أن عميل «شاباك» حرّض «فتية التلال» على ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وكان على علم بجريمة هزّت البلاد قبل شهور.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن «شاباك» اعتقل مؤخراً ناحوم غنيرم وناشطاً آخر يدعى إليشع أودس، ووضعهما رهن الاعتقال الإداري للاشتباه بهما بارتكاب الجريمة.
وبحسب موقع «تيكون عولام» العبري، فإن عدم تقديم لوائح الاتهام ضدّهما جاء خشية من كشف إخفاق «شاباك»، إذ كان عميله على علم بمخطط الجريمة، ولم يبلّغ «شاباك» بذلك، خوفاً من افتضاح أمره في أوساط اليمين.
وبحسب الموقع ذاته، فقد اعتقلت الأجهزة الأمنية شابين، على الخلفية ذاتها.