جريمة سان برناردينو تمَّت باستعمال أسلحة مرخَّصة
قالت السلطات الأميركية إن المشتبه بهما اللذين قتلا 14 شخصاً في حفل بكاليفورنيا كانا يخزنان في منزلهما آلافاً من طلقات الرصاص وأكثر من عشر قنابل أنبوبية وتسعى السلطات الى تحديد دافعهما من وراء الهجوم وما اذا كان لهما صلات بإرهابيين محتملين.
وقال غارود بورجوان قائد شرطة سان برناردينو في مؤتمر صحافي إن عمليات التفتيش في المنزل الذي يستأجره المجرم من أصول باكستانية سيد فاروق وزوجته تشفين مالك في بلدة ريدلاندز القريبة تمخضت عن العثور على وحدات تخزين الكترونية وأجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة.
وقال مسؤولون في واشنطن على دراية بالتحقيق إنه لا توجد أدلة دامغة أو صلة مباشرة بين المهاجمين وأي جماعة ارهابية في الخارج لكن سيتم فحص الأجهزة الالكترونية لمعرفة ما إذا كان الاثنان يتابعان مواقع جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت شبكة «cnn» عن مصادر في وكالات إنفاذ القانون أن فاروق اعتنق الفكر المتطرف فيما يبدو لكن عوامل أخرى ربما لعبت دوراً في دافعه، ونسبت إلى مسؤولين آخرين في جهات إنفاذ القانون القول إن فاروق تواصل عبر الهاتف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مع أكثر من شخص أجنبي كان مكتب التحقيقات الاتحادي يحقق في أمرهم للاشتباه في ضلوعهم بالإرهاب.
من جهة أخرى، قالت صحيفة «usa today» نقلاً عن مصدر في جهات إنفاذ القانون إن المحققين يفحصون علاقات فاروق مع عدد من الأشخاص الذين رصد مكتب التحقيقات الاتحادي صلاتهم المشبوهة بالتطرف.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في وقت سابق، أن التحقيقات لم تتوصل حتى الآن إلى تحديد الدوافع الكامنة وراء إقدام الرجل وزوجته على قتل 14 شخصاً وإصابة 17 آخرين رمياً بالرصاص في ولاية كاليفورنيا، لكنه تعهد بأن يصل مكتب التحقيقات الاتحادي وجهات تنفيذ القانون إلى حقيقة الأمر.
وقال أوباما للصحافيين بعد اجتماع مع مستشاريه للأمن القومي في المكتب البيضاوي «من الممكن أن تكون لهذا الأمر علاقة بالإرهاب. لكننا لا نعرف. من الممكن أيضاً أن يكون الأمر حادثاً يتعلق بمكان العمل».
وفي السياق، أفاد المتحدث باسم مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في أميركا بأن حادثة إطلاق النار في»سان برناردينو» تمت باستعمال أسلحة مرخص بحملها.
وقال المتحدث بأن الأسلحة التي استخدمت خلال اطلاق النار بسان برناردينو تم شراؤها بصورة قانونية في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن السلطات تواصل تجميع الأدلة المرتبطة بالمجزرة.
وأشار مكتب التحقيقات إلى أن البندقيتين والمسدسين التي تم استخدامها في الهجوم جرى اقتناؤها بشكل قانوني، مؤكداً أن قطعتي سلاح تم شراؤهما من قبل شخص يجرى حالياً التحقيق معه.
وكانت البندقيتان من عيار 223 مم قويتين بما يكفي لاختراق سترة مضادة للرصاص، حيث أشارت الشرطة ومكتب التحقيقات الفدرالية FBI إلى أن استعمال أسلحة كهذه يستوجب مستوى أكبر من التأهب وتخطيطاً محكماً لمنع مثل هذه الهجمات المسلحة.
ويحاول المحققون بناء مسار للمشتري القانوني للأسلحة، ووفقاً لميريديث ديفيس من مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات ATF فإن جميع الأسلحة النارية وعددها 4 قد تم شراؤها قبل أربع سنوات. مضيفاً أنه لم يتم الكشف عن معلومات بخصوص مكان اقتنائها وكيفية وصولها إلى منفذي الهجوم المسلح.
الى ذلك، أفرحت هجمات كاليفورنيا أنصار تنظيم «داعش» وعبروا عن سعادتهم بالهجوم عبر هاشتاغ انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أميركا تشتعل.
ورغم عدم تبني أي جهة المسؤولية عن الهجوم، إلا أن ذلك لم يمنع أنصار «داعش» من الإشادة بما حدث في الولايات المتحدة، حيث انتشر وسم أميركا تشتعل بحسابات أنصار «داعش» للاحتفاء بعملية القتل الجماعي، ورصد موقع «فوكاتيف» الأميركي حسابات البعض منهم. وعلق حساب حمل اسم أبو مصعب المصري قائلاً: لتعلم أميركا أننا في زمان جديد.
بيد أن مجزرة كاليفورنيا «ألهبت» بدورها مواقف متطرفة ومعادية للمسلمين بعد كشف هوية منفذ الهجوم الأمريكي الباكستاني الأصل سيد فاروق 28 سنة.
وأورد موقع «فوكاتيف» مواقف بعض الأميركيين بينهم سكان كاليفورنيا الذين كشفوا عن معاداتهم للمسلمين، ومنهم من طالب بترحيل المسلمين من الولايات المتحدة وخاصة ولاية كاليفورنيا التي يشكل المسلمون فيها حوالى 1 في المئة من سكانها.
وأعرب البعض الآخرعن قولهم إن المسلمين يحملون عقيدة مناوئة للغرب، مؤكدين أن واقعة سان برناردينو هي عمل إرهابي بالأساس، ولا تتعلق بقضية جنائية.
ومنذ إعلان الحادثة، نظم مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية مؤتمراً صحافياً لزعماء المسلمين في لوس أنجليس بحضور شقيق زوجة فاروق السيد لإدانة الاعتداء، خشية من تصاعد موجة العنف والتمييز ضد الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأميركية.
ونقل عن حسام عيلوش وهو مدير تنفيذي بمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية قوله إن المسلمين يقفون جنباً إلى جنب مع مواطنينا الأميركيين في نبذ أي فهم مغلوط يراد به تبرير أي تصرفات مريضة للعنف.