توصيات وحلول من أجل صياغة قانون جديد
لمى نوّام
جهد كبير بذلته لجنة الإعلام والاتصالات النيابيّة حول لصياغة مشروع قانون جديد للإعلام بمشاركة وزارة الإعلام وعدد من الجمعيات والنقابات وقد شارفت على الانتهاء من الموضوع الذي كان النقطة الأبرز التي جرت مناقشتها وطرحها في مؤتمر «الإعلام الجديد: استراتيجيّات وتحديّات» الذي نظمته مديرية الدّراسات والمنشورات في وزارة الإعلام على مدى يومين، في المعهد العالي للدكتوراه، بالإضافة إلى بحث عدد من النقاط التي تُعزّز قطاع الإعلام والعاملين فيه وجذب الاستثمارات إليه، إضافة إلى صيانة وصناعة إعلام يخدم الهوية الوطنية ونشر الوعي.
وخرج المؤتمر بعددٍ من التوصيات التي ستُرفع إلى اللجنة النيابية المعنيّة لدراستها والأخذ بها، ومنها: شرعنة وقوننة وتنظيم مراكز الدّراسات والأبحاث، إضافة إلى لحظ حماية الطفل في الإعلام، وحماية الإعلام الإلكتروني من القيود والتدخلات، وتفعيل الشراكة بين وسائل الإعلام، إضافة إلى مشروعية الرّقابة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ومكافحة الفكر الإرهابي عبر الإعلام الجديد.
في اليوم الأول من المؤتمر، سلط المشاركون الضوء على دور الإعلام الجديد وآثاره الإيجابية والسلبية، وتمت مناقشة دوره في ترسيخ مفهوم الهويّة الوطنيّة ونشر الوعي في مختلف المجالات، وإعطاء قراءة موضوعيّة لدور الإعلام الجديد، وكشف السلبيات التي يُنتجها الضخ الإعلامي، وخصوصاً ما يُشكل خطراً على السلم الأهلي وعلى الأمن الاجتماعي ومفهوم الانتماء والمواطنة، عبر جلسات متتالية شاركت فيها نخبة من الأساتذة الأكاديميين وممثلي مختلف الوسائل الإعلاميّة، وعدد من الطلاب. وركزت الجلسات على صناعة المحتوى الرقمي في الإعلام الجديد وإشكاليات المفهوم والتطبيق التي ناقشها الدكتور عماد بشير، وعلى تطوير برنامج محو الأمية الرقمية في الإعلام في العالم العربي وهو ما طرحه الدكتور جاد ملكي، كما تطرّق الإعلامي يزبك وهبة إلى موضوع أهمية تكامل الإعلام الجديد والتلفزيون، بناءً على تجربته الميدانية في المراسلة والتقديم الإذاعي.
وفي اليوم الثاني، تمّ التركيز على الإعلام الجديد والحراك السياسي، والإعلام الجديد واستراتيجياته، والتحديات الأمنية لوسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الجديدة، والملكيّة الفكرية والتحديات الاجتماعية لوسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الجديدة، ودور الإعلام الإلكتروني في قضايا ذوي الاحتياجات الخاصّة ، كما ناقش مدير كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية ـ الفرع الأوّل الدكتور رامي نجم موضوع الهويّة الثقافية والمرجعية الفكرية للمحتوى الرقمي. وتحدّث مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب الدكتور عبدو أبو كسم عن موضوع مكافحة التطرّف الديني ونشر قيم التسامح والاعتدال والوسطية عبر وسائل الإعلام، وتحدثت الدكتورة مي مارون من الجامعة اللبنانية عن إيجابيات وسلبيات وسائل التواصل الجديدة.
السيد حسين: لقانون يحفظ السيادة
وعلى هامش المؤتمر، تحدثت «البناء» إلى عدد من المشاركين، وعلى رأسهم رئيس الجامعة اللبنانية الدكتورعدنان السيّد حسين الذي أكد أنّ «دور الجامعة اللبنانيّة مع الجامعات الأخرى المشاركة في مؤتمر الإعلام الجديد هو التعاون مع وزارة الإعلام لوضع قوانين وأنظمة وتوجّهات جديدة في الإعلام الجديد أو ما يُسمّى الإعلام الإلكتروني، في إطار وحدة لبنان وسيادته وكرامة المواطن مع تطور وانفتاح هذا المواطن على الحداثة».
وقال: «نحن مع الإعلام الجديد، لكن لا بدّ من ضوابط حتى لا يتحول هذا الإعلام الجديد إلى خبر للانقسامات في لبنان والحروب والمشاكل الداخليّة».
وأعلن أنّ نتائج وخلاصات وتوصيات المؤتمر، سوف تُجمَع في كتاب، لتُصبِح في متناول الحكومة اللبنانية وكل وسائل الإعلام».
عتريسي
ولفت عميد المعهد العالي للدكتوراه الدكتور طلال عتريسي إلى أنّ «الفكرة التي تتمحور حول الإعلام الجديد هي في التحديات التي يطرحها، وجلستنا الافتتاحيّة كانت لوضع عناوين من وجهات نظر مختلفة، من وزارة الإعلام ورؤساء جامعات». وقال: «نحن كمعهد عالي للدكتوراه، ركزنا على ضرورة طرح أسئلة جديدة تتناسب مع الإعلام الجديد الذي يعمل على إقامة تغيير في كلّ جوانب الحياة، ولهذا يجب أن تكون الأسئلة من جانب اجتماعي وسياسي وتربوي وغير ذلك».
وأضاف: «الفكرة الثانية التي تمّ التركيز عليها في المؤتمر هي أنه يجب أن تتعاون الجامعة اللبنانية، وخصوصاً المعهد العالي للدكتوراه، مع الوزارات كافة، بدءاً من وزارة الإعلام مروراً بوزارة الشؤون الاجتماعيّة، وانتهاء بالوزارات الأخرى، لدراسة قضايا ومشكلات اجتماعية، باعتبار أنّ الجامعة اللبنانيّة تمتلك من القدرات ما يسمح لها بأن تقيم مثل هذا النوع من الحوار لمناقشة مشكلات موجودة أو طرح تصوّرات للمستقبل».
وهبة
وأوضح الإعلامي يزبك وهبة، من جهته، «أنّ وزارة الإعلام التي يعتبرونها قطاعاً رسمياً، هي وزارة تفكُّر وتفكير مستقبلي، وعلينا اليوم أن نخرج في لبنان من مفهوم الإعلام التقليدي نحو الإعلام الجديد وإعلام الحداثة».
وعن كيفيّة التعاطي مع الإعلام الجديد، قال وهبة: «التركيز يجب أن يكون على كيفيّة التعاطي مع وسائل الإعلام الحديثة، وخصوصاً أنه أصبحت لدينا وسائل تواصل اجتماعي ومواقع إلكترونيّة دورها أساسي جدّاً. علينا تسليط الضوء على هذا الدور، وكيف كان الإعلام قديماً وكيف يتطوّر الآن ، شرط أن لا يكون التطورعلى حساب صدقية ومصداقية الإعلام، وإذا كان إعلام التواصل يوصل الخبر بسرعة أكبر، فإنّ ذلك غالباً ما يكون على حساب دقة الخبر وصحته».
الهبر
ورأى ممثل المواقع الإلكترونية الإعلامية ربيع الهبر «أنّ المواقع الإلكترونيّة هي جزء أساسي من المعادلة الإعلامية في لبنان، وأصبحت لها حقوق وعليها واجبات، ونتوقع أن تقلّ الفوضى، وأن نلتزم أكثر بمواثيق شرف وحماية البلد، ولكلّ المنظومة الوطنية، وأن لا ننشر أخباراً تسيء إلى بلدنا، وأن لا نتحدّث، على سبيل المثال عن صفقة التبادل، وهي لم تُحسم بعد وأن لا نختلق أخباراً غير صحيحة أو غير دقيقة».
وختم الهبر: «نعوّل على دور أكبر للمجتمع المدني في صناعة الإعلام والتأثير».