جلسة طارئة للجنة الإعلام لبحث موضوع إيقاف بث «المنار» وفضل الله يعتبر قرار «عربسات» سياسياً وانتهاكاً للسيادة اللبنانية

عقدت لجنة الإعلام والاتصالات النيابية جلسة طارئة ظهر أمس في المجلس النيابي خُصِّصت لبحث موضوع إيقاف بث قناة المنار عبر «عربسات»، برئاسة رئيس اللجنة النائب حسن فضل الله، وحضور وزير الإعلام رمزي جريج، ووزير الاتصالات بطرس حرب، والنواب الأعضاء: مروان فارس، زياد القادري، هاني قبيسي، كامل الرفاعي، علي عمار، نبيل نقولا، عباس هاشم، قاسم هاشم وحكمت ديب. كما حضر رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ ونائبه ابراهيم عوض، مدير عام «أوجيرو» عبد المنعم يوسف، وممثلون عن المؤسسات الإعلامية المرئية.

وقال فضل الله بعد انتهاء الجلسة: «استمعنا إلى طبيعة هذه القضية والأسباب التي تذرعت بها الجهات التي اتخذت القرارات بإيقاف بثّ «المنار» عبر «عربسات» فتبين أنّ السبب حلقة تلفزيونية بُثت في شهر نيسان الماضي ينتقد فيها أحد الضيوف على الهواء مباشرة الملك السعودي، وردّ مقدم البرنامج لتصويب النقاش». وأكد «أنّ المنار قامت بواجبها المهني في هذا السياق، وباعتراف كلّ أعضاء اللجنة بعد أن تحققنا من الأمر، علماً بأنّ البرامج المباشرة لا يمكن في الكثير من الأحيان ضبطها على الهواء، لكن من المفروض وفي مثل هذه الحالة أن تقوم القناة بدورها المهني في هذا المجال وهذا ما فعلته قناة المنار في حينه».

وأضاف: «اطلعنا على تصريحات وزير الإعلام السعودي الذي تبنى باسم دولته قرار إيقاف قناتي الميادين والمنار، وناقشنا كلّ الجوانب المتعلقة بهذه القضية من النواحي التقنية والمهنية والسياسية والتجارية وخلصنا إلى مجموعة من القرارات والمبادىء وبإجماع الحاضرين من وزراء ونواب وممثلين لوسائل الإعلام».

ورأى فضل الله «أنّ إيقاف بث المنار على عربسات هو قرار سياسي يستهدف حرية الإعلام في لبنان، وهو يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية واعتداء على ميزته وفرادته كبلد للتنوع، والحريات».

كما اعتبر أنّ قرار إيقاف البث «هو خرق للعقود الموقعة مع الدولة اللبنانية ومع القناة المستهدفة من قبل من اتخذ القرار في عربسات بناء على الضغط السياسي المسبق». وقال: «هذا القرار لم يخضع للآليات المعتمدة في عربسات والذي هو مؤسسة استثمارية بين الحكومات العربية، ولبنان مستثمر في هذه المؤسسة كشريك رغم ذلك لم يتم إبلاغ الجهات المعنية في هذا القرار، وبالتالي هو تعدٍّ على القوانين الضابطة لعمل عربسات من خلال صرف نفوذ سياسي لاتخاذ هذا الإجراء».

ولفت إلى «أنّ الانسحاب من بثّ تردُّدات جورة البلوط هو خارج سياق العلاقة بين الدولة اللبنانية وبين عربسات وهو أيضاً انتهاك لصلاحيات الجهات الأساسية في عربسات من جمعية عمومية ومجلس إدارة وبالتالي يضرّ مصالح الدولة اللبنانية، وكان إيقاف البث من جورة البلوط مقدمة لمثل هذه الخطوات، وقد لحقت بالدولة اللبنانية أضرار مادية ومعنوية من جراء هذا القرار».

وأعلن أنه تم الاتفاق خلال الجلسة على «أنّ المنار أو أي قناة تبث من لبنان هي قناة مرخصة في لبنان وأنّ المنار والقنوات اللبنانية هي محطات لبنانية مرخصة تخضع للقوانين اللبنانية وبالتالي لا يمكن إخضاع ما يبث على هذه القنوات لإجراءات دول أخرى أو قوانين دول أخرى، فإذا كان هناك أي التباس أو أي إشكال فيمكن اللجوء إلى القوانين اللبنانية المرعية الإجراء في هذا المجال».

وشدّد على «أنّ الدولة اللبنانية رغم ما تعانيه هذه الأيام من صعوبات، معنية بشكل مباشر بالقيام بخطوات عملية وليس الاكتفاء فقط بالموقف التضامني، وهذه الخطوات يمكن لوزارتي الإعلام والاتصالات أن تقوما بها من أجل حماية الإعلام اللبناني».

وطالب «بالعمل من أجل إخراج الإعلام اللبناني من تحت سلطة الابتزاز التي تمارسها هذه الدول النافذة على الأقمار الاصطناعية وخصوصاً عربسات».

كما اتفق المجتمعون على «أن يتقدم لبنان بطلب عاجل لعقد جمعية عمومية استثنائية لعربسات من أجل درس هذه المخالفات التي ارتكبت بفعل القرار السياسي الذي اتخذ بوقف بث قناة المنار، والطلب من ممثل لبنان لدى جامعة الدول العربية القيام بالاتصالات اللازمة كون عربسات مملوك من قبل جامعة الدول العربية وبالتالي تكون هذه الجامعة هي سلطة الوصاية على إدارة هذا القمر العربي».

وأعلن فضل الله أنّ وزارة الإعلام «ستتولى الدعوة إلى عقد اجتماع عاجل بين ممثلي وسائل الإعلام المرئي مع وزارة الاتصالات مع رئيس الحكومة لمناقشة هذا الأمر ولقيام رئيس الحكومة تمام سلام بالخطوات المفترض أن يقوم بها على ضوء النقاش الذي سيجري معه في اليومين المقبلين على أبعد تقدير، وهذا الأمر بات بعهدة وزير الإعلام رمزي جريج».

كما أعلن أنّ «وزارة الاتصالات ستتولى، من جهتها، وبما هو مطلوب منها، الاتصال مع مجلس إدارة عربسات ومع الجمعية العمومية».

أما في شأن الإجراءات القضائية التي ستلجأ لها قناة المنار، فأوضح فضل الله أنّ هذا الأمر يتعلق بالقناة.

فارس: لبنان نطاق ضمان للفكر الحرّ

ورأى النائب مروان فارس، بدوره، بعد الجلسة «أنّ الحملة التي تتعرّض لها محطة المنار من قبل شركة عربسات لها معطى سياسي يحاول إدانة المواقف الصريحة للمحطة بدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة من قبل العدو الصهيوني»، معتبراً أنّ في ذلك «مخالفة للعقد الموقع بين الشركة والمحطة». وقال: «هناك هجوم سياسي واضح من قبل المملكة العربية السعودية وأداؤها في كلّ مكان هي صاحبة نفوذ فيه».

وأضاف: «إنّ لبنان نطاق ضمان للفكر الحر، وكلّ ما يطال هذا المبدأ يطال طبيعة الإنسان وإمكاناته الإعلامية التي هي في خدمة القضايا العادلة للشعوب. لذلك يقتضي من قبل الحكومة اللبنانية أن تساند قناة المنار مساندة فعالة في مهمّاتها الأساسية في الدفاع عن قضايا الشعوب».

وختم فارس: «إنّ المجلس النيابي معني مباشرة بالحفاظ على هوية لبنان الحضارية والإعلامية التي تتعرض لهجوم من شركة تجارية لا تقيم وزناً للفكر والإعلام وحريته التي يتميز بها لبنان عن غيره من الدول المحيطة به».

قاسم: ألهذه الدرجة تخشى السعودية صوت المقاومة؟

من جهة أخرى، لا تزال المواقف والبيانات المتضامنة مع قناة المنار تتوالى، وحصل موقع المنار على صورة أرسلت بشكل خاص من إحدى الجبهات المشتعلة في درعا في سورية، تظهر جندياً سورياً يحمل لافتة كتب عليها «أنا متضامن مع قناة المنارـ الجيش العربي السوري ـ درعا»، لتكون رسالة تضامنية وتأكيداً جديداً على فعالية صوت قناة المنار. وفي هذا السياق، سأل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر صفحة مكتبه الرسمية على «فايسبوك»: «هل السعودية ضعيفة إلى الحدّ الذي تخاف فيه من صوت قناة المنار والمقاومة؟ هل حقيقة السعودية مخزية إلى درجة عدم احتمال الصورة التي تعكسها قناة المنار والمقاومة»؟

وأضاف: «كنا نتمنى أن نرى للسعودية موقفاً مناصراً للشعب الفلسطيني ضدّ إسرائيل، وألا تقتل الشعبين اليمني والسوري، وألا تعتدي على شعب البحرين، وألا تكون أموالها وسياساتها في خدمة قطاع الرؤوس وقتلة البشر من القاعدة وداعش والنصرة وغيرها».

وختم: «تحية إلى قناة المنار التي ربحت معركة الحرية والكلمة والحقيقة، فلم تخضع للابتزاز والتزوير، وعلا صوتها وشعَّت صورتها نصرة لمقاومة الشعوب للعدوان والاحتلال، وستبقى المنار شعلة المقاومة والحق. ولا ننسى التحية إلى قناة الميادين التي عوقبت لأنها تنقل الواقع كما هو».

رعد: قرار تافه

واعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «أنّ القرار الذي اتخذته شركة عربسات في منع قناة المنار عن أن تبث عبر قمرها الاصطناعي هو قرار تافه، والسبب في ذلك سياسي وليس تقنياً، وأنه يهدف إلى عدم كشف الحقيقة والتصويب نحو الخاطىء والجاني والمرتكب والمتورط في كلّ ما تعيشه أمتنا ومنطقتنا من جرائم وآثام ومن إعداد من يقوم بهذه الجرائم والآثام».

وقال رعد خلال احتفال تأبيني في النبطية الفوقا: «المنار انطلقت لتكون صوت المستضعفين المقاومين الشرفاء، وهي ستبقى هذا الصوت لهم إن شاءالله، ولن تحتاج إلى أقمارهم الإصطناعية»، معلناً «أنّ هذه القناة قد هيأت البدائل من أجل أن يبقى صوتها وصورتها يطلان على الناس جميعاً من أجل تعريفهم بالحقيقة وبما يدور من حولهم».

وكان وفد من الأحزاب والقوى الوطنية والفلسطينية زار مبنى قناة المنارِ متضامناً.

فلحة

ورأى المدير العام لوزارة الإعلام حسان فلحة، في تصريح، «أننا اليوم أمام أمر جوهري وأساسي يتعلق بسيادة لبنان، ليس فقط بوزارة الإعلام، بل يتعلق بالسلطة السياسية والتنفيذية والقضائية وحتى التشريعية». وقال في تصريح: «هناك مندرجات تحكم عمل المنار، وإذا أخطأت المحطة فعلى القضاء أو القانون المحلي أن يحاكمها، وهذا ما لم يحصل، علماً أنها محطة رائدة في العالم العربي، وأنّ الأمر سيادي بامتياز. ونحن لم نتبلغ حتى تاريخه بأنّ هناك انسحاباً من جورة البلوط في اتجاه الأردن».

شركس

واعتبر رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان سمير شركس، في تصريح «أنّ هذه الخطوة السياسية الخاطئة تأتي لتنال من صوت المقاومة والتحرير ليس على الساحة اللبنانية فحسب بل على مستوى الساحة العربية والإسلامية والدولية أيضاً، لما لهذه القناة من مؤيدين لخطها ونهجها في التعبير عن قضايا أمتنا العادلة وفي طليعتها قضية فلسطين وانتفاضتها الشعبية العارمة، ولوقوفها إلى جانب الشعب السوري والعراقي واليمني».

المؤتمر الشعبي

وأكد المؤتمر الشعبي اللبناني، في بيان، «أنّ الحريات الإعلامية هي حقّ مقدس يجب حمايته وتعزيزه وليس إستهدافه أو الاعتداء عليه مهما تعاظم الخلاف السياسي، وهذه الحريات هي حقّ أساسي من شرعة حقوق الإنسان لا يجوز بأي حال التضييق عليه أو محاصرته أو منعه بسبب خلاف في الموقف حول أي قضية من القضايا».

تقي الدين

ورأى رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين «أنّ هذا القرار، يأتي في سياق الحرب التي يخوضها العدو الصهيوني والمتآمرون على المقاومة وعلى إعلامها بشكل خاص». وقال في تصريح: «إنّ هذا القرار التعسفي، يؤكد ما لهذا الإعلام المقاوم من تأثير فعال في الرأي العام العربي والعالمي من أجل نصرة الشعوب المقاومة للظلم والاستبداد».

الإسلامي الوحدوي

واعتبر اللقاء الإسلامي الوحدوي، في بيان بعد اجتماعه أمس، أنّ قرار وقف بث المنار «يعني ضرب خيار المقاومة كنموذج رائد وناجح في مقاومة الاحتلال، وسحب القضية الفلسطينية من التداول، وخنق الرأي الحر، والإساءة إلى حرية الصحافة وهي أيقونة لبنان».

لقاء الفكر العاملي

وأسف رئيس لقاء الفكر العاملي وإمام بلدة عيناثا السيد علي عبد اللطيف فضل الله لـ«المواقف التي تتخذ ضدّ إعلام المقاومة ومؤسساته والتي تأتي تتويجاً لسياسات عربية تنطلق في مواجهة خيار المقاومة في لبنان وفلسطين»، مستغرباً أن «تمول المحطات الفضائية التي تنتج العصبيات المذهبية والتي تنمي الاحتراب الداخلي وتزرع الجهل والتخلف وهدم بنيتنا الأخلاقية على حساب المقاومة وإعلامها وما يمثلانه من ثقافة وصمود وتحدٍّ لكلّ مشاريع التفتيت والتقسيم والصهيونية والرجعية».

مواقف عربية ودولية

اعتبر «التيار العربي الإسلامي لدعم المقاومة» في الأردن أنّ «حظر قناة المنار عن عرب سات هو قرار سياسي يهدف إلى التعتيم على الجرائم التي ترتكبها الدول الداعمة للإرهاب الصهيوني والجماعات التكفيرية»، مؤكداً أنّ «الهدف من القرار تغييب صوت المقاومة الذي تعبر عنه القناة».

واعتبر الحزب «الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي» في موريتانيا، بدوره، أنّ «القرار يأتي استجابة لتوجيهات السعودية المعادية لكل صوت يرتفع بوجه الكيان الصهيوني وجرائمه في فلسطين المحتلة واستكمالاً للحرب ضد مقاومة أهلنا في فلسطين ولبنان وسورية».

ورأى حزب الرفاه الموريتاني أنّ «استهداف قناة المنار ومحاولة تكميمها ومن قبلها قناة الميادين ما هو إلا جزء من المؤامرة الكبري ضدّ محور المقاومة، ولعل الانتصارات الميدانية الأخيرة فى سورية هي التي دفعت تلك الأطراف إلى هكذا ردة فعل بائسة»، معلناً «تضامنه التام مع قناة المنار وهي تواجه محاولة تكميم يائسة ولن يزيدها هذا القرار بالنسبة لنا إلا تألقاً ونصاعة».

ودانت منظمة التحالف الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب ـ حقوق ICAI-HOKOK «العمل الغير قانوني الذي قامت به شركة عربسات»، مؤكدة «أنّ ظاهر العمل هو سياسي يهدف إلى حجب قناة المنار كونها صوت المقاومة اللبنانية والعربية ضدّ المشروع الصهيوني والصوت الوحيد الذي يدافع عن فلسطين ضد الإجرام الإسرائيلي، كما أنّ قناة المنار تفضح ديكتاتورية الأنظمة العربية الرجعية وتقف مع الشعوب المضطهدة المسلوبة حقوقها الشرعية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى