بغداد: السيادة خط أحمر… وموسكو مع السيادة العراقية
خول مجلس الوزراء العراقي، أمس، رئيس الحكومة حيدر العبادي اتخاذ الإجراءات المناسبة إزاء «التجاوز التركي» على الحدود العراقية، مؤكداً أن السيادة الوطنية وحدود البلاد الجغرافية «خط أحمر لا يسمح بالنيل منها»، فيما طالب الحكومة التركية بسحب قواتها وإعلان احترامها للسيادة العراقية.
وقال مكتب العبادي في بيان نقلته «السومرية نيوز» إن «مجلس الوزراء ناقش في جلسته التي عقدت اليوم موضوع دخول القوات التركية في الأراضي العراقية»، لافتاً إلى أن «المجلس خول رئيس الوزراء اتخاذ الخطوات والإجراءات التي يراها مناسبة بشأن تجاوز القوات التركية على الحدود العراقية وخرقها للسيادة الوطنية مع دعمه الكامل للقرارات التي اتخذها مجلس الأمن الوطني بشأن الموضوع ومتابعة تنفيذها».
وأضاف أن «المجلس أكد أن السيادة الوطنية وحدود البلاد الجغرافية خط أحمر لا يسمح بالنيل منها وتجاوزها على الإطلاق، لا سيما أن الحكومة العراقية لم توقع اتفاقا،ً أو تسمح للجارة تركيا بتجاوز حدود بلدنا تحت أية ذريعة».
وأشار مكتب العبادي إلى أن «مجلس الوزراء أجمع على أن دخول قطعات من القوات التركية أمر مرفوض ومستنكر، وأن الحكومة العراقية تجدّد موقفها بمطالبة الحكومة التركية بسحب قواتها، وإعلان احترامها الكامل للسيادة العراقية»، لافتاً إلى أنه «في الوقت الذي تحرص الحكومة على إدامة علاقة حسن الجوار، تؤكد حقها في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ السيادة الوطنية».
وكان العبادي جدد، أول من أمس الاثنين، رفضه القاطع لدخول قوات تركية إلى العراق، متحدياً أنقرة بإبراز أي دليل يثبت علم الحكومة العراقية بشأن دخول قواتها للعراق، فيما شدد على أهمية إيقاف تهريب النفط من قبل «داعش» عن طريق تركيا، كما وجه القوة الجوية العراقية بأن تكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن العراق وسيادته.
الى ذلك، أجرى رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء حيدر العبادي، وبحث معه أهمية توحيد الموقف لانسحاب هذه القوات التركية من الأراضي العراقية «فوراً»، فيما أكد برزاني أن سيادة العراق «خط أحمر».
أعلنت دار الإفتاء العام لهيئة إفتاء أهل السنة والجماعة، الثلاثاء، رفضها التدخل التركي في الأراضي العراقية، وفيما أكدت أن السنة «سيحملون السلاح ويقاتلون» كل من يتجاوز على الحدود الوطنية، طالبت الحكومة بالإصلاح الفوري ومد جسور أخوية صادقة مع أهل السنة «قبل فوات الأوان».
وقال عضو مكتب الأمانة العامة لدار الإفتاء خليل الكبيسي في بيان صحافي: «نرفض التدخل التركي أو أي تدخل أجنبي يحقر سيادة العراق ويخفر ذمة العراقيين»، محملاً القائد العام للقوات المسلحة «مسؤولية أخذ دوره كمؤتمن على بلد عريق وقوي بعيد عن المماحكات السياسية والمدافعات غير الواقعية، بل موقف يعيد للعراق هيبته بين البلدان».
وأضاف الكبيسي: «نوجه رسالة الى كل السياسيين العراقيين لا يسمح ولن يغفر خطأ أو تعمد من يجعل العراق حلبة للصراعات الدولية أو معرضاً للمزايدات السياسية أو شاشة لعرض العضلات، وسيندم كل من يجازف بهذا الخط غير المستقيم وغير المرضي لأدنى شعب في العالم».
وبين الكبيسي: «نحن أهل السنة في الداخل من المجاهدين والمقاومين والساكنين في ربوع الوطن، نرفض كل بيان أو تصريح يثير الطائفية أو يدعو لتدخل القوى الأجنبية في شأن العراقيين»، مؤكداً: «سنحمل سلاحنا ونقاتل كل من يتجاوز على ثوابتنا الإسلامية وحدودنا الوطنية أو يحاول إعادة النفوذ الاجنبي أو أي قوة تحمل صفة المحتل أو التدخل غير المشروع والقانوني».
وفي السياق، بحث سفير روسيا لدى بغداد إيليا مورغونوف مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الأوضاع في الشرق الأوسط وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
كما بحث الطرفان العلاقات الثنائية والحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي والتغيرات التي تمر بها المنطقة، وأكد الطرفان أهمية احترام سيادة العراق.
ميدانياً، كشف بيان بأن قيادة عمليات الأنبار والفرقة الـ10 من الجيش العراقي حررت مقر عمليات الأنبار السابق في الرمادي من مسلحي داعش ورفعت العلم العراقي فوقه شمال المدينة.
وبتطهير هذا الموقع العسكري تكون القوات العراقية والقطعات المتجحفلة معها قد سيطرت على المنافذ والطرق باتجاه مركز المدينة، في ظل انهيار دفاعات التنظيم الإرهابي، لكن ما يعيق التقدم السريع الى الآن هي كثرة العبوات الناسفة والمباني الملغمة.
وقال مصدر إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية حررت منطقة التاميم بالكامل في الرمادي مركز محافظة الأنبار وسط انهيار لدفاعات داعش، وبالتالي وفي ضوء هذه المعطيات يكون تنظيم داعش قد تقهقر بشكل كبير باتجاه مناطق مركز المدينة وحوصر من جميع الاتجاهات.