من سورية إلى العراق تركيا أردوغان بين نارَيْن

ناديا شحادة

من يتابع تطورات الوضع الميداني في محاربة الجماعات الإرهابية يدرك حجم التقدم الذي يُحرزه الجيش السوري وحلفاؤه بالتنسيق مع الطيران الحربي الروسي في معظم المحافظات السورية، هذا التقدم الذي أدّى إلى تغييرات ميدانية كبرى فرضتها التطورات الأخيرة في حلب وريف اللاذقية مع تقدم الجيش السوري وحلفاؤه واستعادتهم السيطرة على المزيد من القرى.

فالضربات التي تلقتها الجماعات الإرهابية عبر الغارات الجوية المساندة للهجوم البري الذي يقوم به الجيش وحلفاؤه أديا إلى انهيارات في صفوف الإرهابيين، ومع استمرار الجيش في عملياته في مناطق عدة وبالزخم والاتساع نفسيهما استطاع أن يشعل ريف حلب الجنوبي في الوقت الذي تقوم فيه الطائرات الحربية الروسية باستهداف المناطق الحدودية مع تركيا بعشرات الغارات الجوية، حيث أشعلت قوات الجيش السوري المناطق الريفية الممتدّة نحو الغرب والمطلة على طريق حلب دمشق الدولي، والممتدة نحو عمق ريف إدلب عن طريق عملية عسكرية كانت نتائجها السيطرة على أربع قرى جديدة، حسب ما صرح مصدر عسكري في أمس الأول 8 كانون الاول ، مضيفا أن هذه الانتصارات من شأنها ان تقطع أوصال الفصائل المسلحة الموجودة على هذه المحاور.

وتزامناً مع التقدم الميداني في حلب تمكنت قوات الجيش السوري وفصائل المقاومة التي تؤازره من التقدم في مرتفعات جب الأحمر الاستراتيجية في ريف اللاذقية الشمالي وسيطرت على قريتين جديدتين في المنطقة المطلة على سهل الغاب في ريف حماه.

فاستراتيجية الجيش الذي يتبعها استطاع من خلالها تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية ومنها جبهة النصرة، واستطاعت هذه الاستراتيجية أن تكشف خفايا الدعم التركي من المساعدات، حيث بات الجيش السوري المدعوم بغطاء جوي من المقاتلات الروسية على وشك السيطرة على كامل جبهة ريف اللاذقية خلال الفترة المقبلة، وأصبحت المعركة هناك شبه محسومة لمصلحة سورية وحلفائها، حيث تمّت السيطرة الكاملة على التلال والقرى القريبة من الحدود التركية في ريف اللاذقية، فتلك السيطرة تساعد الجيش السوري والطيران الروسي على رصد تحركات المسلحين داخل الأراضي التركية، حسب تأكيد الخبراء العسكريين.

فتركيا التي كشفت على حقيقتها أنها توفر الحماية للجماعات الإرهابية التي تقاتل الجيش السوري بدأت تدرك عدم قدرتها على تحقيق أطماعها في الأراضي السورية بعد التدخل العسكري الروسي، فحاولت حكومة العدالة والتنمية البحث عن التعويض والبدائل والخسائر التي تلقتها نتيجة خسائر جماعاتها المقاتلة على الأراضي السورية فلم تجد بديلاً سوى إرسال قواتها العسكرية إلى العراق، حيث ارتكبت قوات تركية تضم دبابات ومدفعية وكاسحات ألغام بانتهاك الأراضي العراقية في 4 كانون الاول ودخلت إلى معسكر زليكان في اطراف الموصل، واعتبر دخول قوات النظام التركي إلى الأراضي العراقية انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية ومساً بالسيادة الوطنية العراقية، حسب تأكيد الرئيس العراقي فؤاد معصوم في 5 الحالي.

فتركيا لها دور إقليمي كبير في رعاية الإرهاب الذي يستهدف سورية والعراق وغيرهما من دول المنطقة، حسب تأكيدات صحيفة ايدينليك التركية في 24 تموز 2014، بالإضافة إلى الكثير من الوثائق والمعطيات والتصريحات الدبلوماسية التي تؤكد تورط حزب العدالة والتنمية في دعم الإرهاب بزعامة أردوغان الذي يسعى إلى استنساخ شخصية أحد السلاطين العثمانيين حتى جعل معارضيه يصفونه بالسلطان المريض، بعدما جعل تركيا ومن خلال تدخله في سوريا والعراق، بين نارَيْن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى