التحالف السعودي غير معني بأيّ حوار
أصدر «لائحة القومي العربي» بياناً حول الحرب العدوانية السعودية على اليمن، جاء فيه:
«تسعة أشهر مرت على عدوان التحالف السعودي على اليمن ولا نزال صامدين وثابتين، رغم عدم التكافؤ في الإمكانات العسكرية واللوجستية، ولا تزال قوى العدوان عاجزة عن تحقيق أهدافها السياسية والميدانية فيما ينتشر نفوذ القاعدة وداعش في ركابها في مناطق مختلفة وعلى رأسها كل محافظة أبين، وعاصمة محافظة حضرموت ومديريتين فيها.
وتتوزع السيطرة على محافظتي عدن ولحج بين الحراك الانفصالي وميليشيات هادي والقاعدة وداعش، ولم يتمكن أي فصيل من بسط سيطرته الكاملة على هاتين المحافظتين حتى الآن، ولذلك أصبحتا مرتعاً للفوضى والانفلات الأمني نتاج استهداف الدولة المركزية من قبل قوى البغي والعدوان السعودي وحلفائه، وتسليم المحافظات الجنوبية للتكفيريين بشكل فاضح.
أما محافظة الضالع فيقبع جزءٌ منها تحت سيطرة الحراك الانفصالي، وجزءٌ تحت سيطرة الدولة المركزية، وتبقى محافظة شبوة بيد السلطة المحلية بحسب الاتفاق الموقع مع الجيش اليمني واللجان الشعبية قبيل انسحابهما منها. وتبقى بقية المحافظات تحت سلطة الدولة المركزية، وهي تمثل الحاضنة الرئيسية للجيش واللجان الشعبية وتشكل أكثر من 60-70 في المئة من إجمالي سكان اليمن.
ميدانياً، لا تزال قوى العدوان تفشل في السيطرة على محافظة تعز المطلة استراتيجياً على باب المندب وعلى المحافظات الجنوبية، بعد ثلاثة أسابيع من إعلان ساعة الصفر لـ»تحريرها»، وهي محافظة ذات ثقل سكاني واقتصادي، وفيها حاضنة إخوانية وسلفية و»ناصرية» متعاونة مع قوى العدوان، ورغم ذلك تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من إفشال مخططات العدو فيها وتكبيده خسائر فادحة بفضل الصمود والاحتشاد الشعبي العام لمديريات تعز وجهوزية الجيش الذي أحبط المخطط.
تمثل محافظة مآرب المحور الآخر لهجوم قوى الشر والعدوان، وهي محافظة يسيطر التحالف السعودي على مدينتها فقط، وهي تحتوي خيرات نفطية وبؤرة قبلية يمكن تأجيجها لتعم كل البلاد، كما أنها تمثل موطئ قدم للوصول شمالاً لمحافظة الجوف ومنها لمحافظة صعدة في محاولة لتهديد القلعة الخلفية لأنصار الله، لكنها أماني خائبة، وما حدث هو العكس تماماً، حيث نجح الجيش اليمني واللجان الشعبية بنقل المعركة إلى محافظات جيزان ونجران وعسير اليمنية التي تئن تحت وطأة آل سعود الذين لم توفر تدخلاتهم بلداً عربياً واحداً من الفوضى والدمار، ورغم ذلك تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من اقتحام مدينة الربوعة في عسير، ومن القيام باختراقات فصلت ترابط محافظات جيزان ونجران وعسير عن بعضها البعض، وهو ما اعتمد على خط تقدم من صنعاء إلى عسير ونجران وجيزان، تحت الطيران المعادي المكثف على مدار الساعة، فيما فشل خط الإمداد السعودي من عدن إلى تعز، ومن مآرب لمحافظة الجوف.
يعيش الشعب اليمني ظروفاً معيشية صعبة جداً في ظل العدوان، فهو محروم من الكهرباء منذ تسعة أشهر، ويعاني من حصارٍ بريٍ وبحريٍ وجويٍ، ولقصف وضربات جوية تطال مدنه وقراه وبنيته التحتية، لكن كل ذلك لم يدفعه للانهيار والاستسلام، بل زاده صموداً على صمود، وارتفعت معنوياته وزاده استعداداً للبذل والعطاء. ولم تفلح كل حملات الضخ الإعلامي في تضليل الشعب اليمني ودفعه للتراخي في مواجهة العدوان، وازداد ثباته الأسطوري ثباتاً في مواجهة حلف العدوان السعودي المدعوم أميركياً وصهيونياً.
سياسياً، تؤكد لائحة القومي العربي أن الحوار اليمني – اليمني المنشود لا يمكن أن ينجح ما دام محتكماً لمرجعيات سعودية ودولية لم تضمر الخير لليمن يوماً، مع العلم أن التحالف السعودي غير معني بأي حوار، بل بالسيطرة على اليمن وإضعافه وتفكيكه، وكان رافضاً حتى لمفاوضات جنيف، التي تم إفشالها أيضاً، متوهماً أن بإمكانه تحقيق حسم عسكري ليأتيه الميدان بما لم يكن بالحسبان، ولن تكون جولة الحوار التي تمت الدعوة لها منتصف الشهر الجاري أكثر حظاً، برأينا، ما دامت قوى الشر والعدوان تسرح وتمرح في البلاد، عسكرياً وسياسياً، ولذلك فإننا نناشد كل القوى اليمنية الوطنية والبعيدة عن الإرهاب أن تلتقي للحوار بعيداً عمن يسعى لتدمير اليمن اليوم وإخضاعه وتسليمه للتكفيريين، وأخيراً، نؤكد موقف لائحة القومي العربي الثابت في اليمن القائم على رفض الانفصال ومشاريع الأقلمة والتدخل الدولي، والإصرار على وحدة اليمن وسيادته وعروبته، كما نؤكد رفض الطائفية بأشكالها كافة، وعلى خطورة التكفير والإرهاب على وحدة اليمن والوطن العربي برمته».