دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
في أواخر الستينيات من القرن الماضي كنت، إلى جانب تدريسي مادتي الأدب العربي والفلسفة العربية، نائباً للمدير في مدرسة الآباء البندكتان الكائنة في طرابلس، والمعروفة باسم الآباء البيض.
في هذه المدرسة تجاوزت، بالاشتراك مع مديرها الأب جوزيف سمعان، الخط الأحمر. اتفقنا مع شيخ جليل لتعليم الدين الإسلامي للتلاميذ المحمديين في الوقت ذاته الذي يكون فيه التلاميذ المسيحيون يمارسون شعائرهم في كنيسة المدرسة. كنا نحاول أن نقول: تديّنوا، ولا تتعصّبوا.
وقامت الدنيا ولم تقعد… فما انتهى العام الدراسي إلا وأقيل الأب جوزيف سمعان من منصبه، ومات بعد سنوات في سويسرا. أما أنا فاستغنوا عن خدماتي، ووقّعت عقداً مع مدرسة طرابلس الانجيلية استمرّ ثلاثين عاماً.