بريطانيا قلقة حيال تعاظم أعداد مواطنيها المنتمين إلى «داعش»

ترجمة: ليلى زيدان عبد الخالق

كتبت «غارديان» البريطانية:

حذّر خبير من أن الإعلان الرسمي عن دولة إسلامية من جانب المسلّحين في سورية والعراق، هو «إعلان حربٍ ضدّ الغرب والقاعدة». وقد سعت «داعش» إلى تثبيت إعلانها هذا في جميع أنحاء العالم بالإعلان رسميًا أيضاً عن قيام دولة «الدولة الإسلامية»، ومبايعة أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين. ودعا المتحدث بِاسم الجماعة أبو محمد العدناني أولئك الذين يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة في كلا البلدين إلى مبايعة البغدادي. ويعتقد أن أكثر من 500 مواطن بريطاني من أصل عربي سافروا إلى الشرق الأوسط للمشاركة مع المسلمين السنّة في القتال ضدّ الطائفتين الشيعية والعلوية، وسط مخاوف متعاظمة من مشاركة المزيد منهم.

وقال البروفسور بيتر نيومان من المركز الدولي لدراسة التطرّف في جامعة كينغز كولدج في لندن، إنه يجب عدم التقليل من أهمية هذا الإعلان. وأضاف: «إنه ليس فقط إعلان حربٍ ضدّ الغرب وكلّ الدول التي تقاتل داعش، بل الأهم أنّ هذا التنظيم موجّه ضدّ القاعدة. فداعش ترى أنها تمثل اليوم القيادة الشرعية في العالم الإسلامي وتتوقع من الجميع السير على نهجها. فالخلافة هي الهدف النهائي للجهاديين الإيديولوجيين، وداعش في نظرهم هي أقرب من قد يحقق هذه الرؤية من أي جهة أخرى، وعلى هذا الأساس يعتقد قادة داعش أنهم يستحقون الولاء من الجميع. قد يشكل هذا الإعلان النهاية للقاعدة، ولرؤية بن لادن وتراثه، ويعتمد هذا على كيفية تجاوبها، وما إذا أرادت الخروج للقتال».

ويقول نيومان: «يؤكد هذا الإعلان مدى ثقة داعش وقياداتها بعد المكاسب المذهلة التي حقّقتها في العراق في الأسابيع الأخيرة، بعد الانهيار المثير للجدل في صفوف القوات الحكومية. وأنها لم تفقد زخمها بعد استعادة سيطرتها على الموصل، بل على العكس، توسعت سيطرتهم على المزيد من الأراضي، وازداد عدد الجهاديين المنضوين تحت لوائهم…، وأخيراً بدأ حلمهم بالخلافة الإسلامية يتحقق، وبوقت أسرع من المتوقع».

لطالما طمح المتطرّفون الإسلاميون إلى استعادة أمجاد «الخلافة الإسلامية» التي حكمت الشرق الأوسط لقرون عدّة مضت. وقد ازداد القلق على مدى الأسبوعين الماضيين من تعاظم أعداد البريطانيين المنتمين إلى «داعش». وأعلن دايفيد كاميرون أن هؤلاء «باتوا يشكلون التهديد الأكبر للأمن القومي اليوم». ويعتقد أن عدداً من الشبان سافروا إلى الشرق الأوسط للقتال إلى جانب «داعش» من بلدات بريطانية تكثر فيها المجتمعات الإسلامية مثل كارديف وأبردين وكوفنتري. ما دفع بالأجهزة الأمنية البريطانية إلى وضع مسألة تتبّع الجهاديين في الشرق الأوسط على رأس أولوياتها، بعد ظهور شريط فيديو صُوّر في سورية، يحثّ البريطانيين المسلمين على المشاركة في القتال إلى جانب «داعش» في سورية والعراق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى