تأجيل «نيويورك»… وحق الفيتو لطهران وموسكو على لوائح المعارضة والإرهاب أردوغان يصعّد عراقياً لحزام أمني بين الأكراد… وتعويضاً للفشل في سورية

كتب المحرّر السياسي

رغم ضجيج الرياض المفتعَل مع اختتام مؤتمر المكوّنات السياسية والمسلّحة التي جمعتها السعودية، لفرض وصايتها على تسمية الوفد السوري المعارض لأيّ حوار ضمن العملية السياسية لمسار فيينا، وتضمينه خلسة عدداً من المكوّنات المنتمية إلى منظومة الإرهاب، والتي لا يمكن ضمّها لأيّ عملية سياسية كـ»جيش الإسلام» و«أحرار الشام»، نجحت موسكو وطهران بانتزاع حق الفيتو على اللوائح التي تقرّر إعدادها ضمن مسار فيينا لكلّ من المعارضة المقبولة في العملية السياسية، والتنظيمات المصنّفة على لوائح الإرهاب، ورضخت واشنطن وارتضت تأجيل لقاء نيويورك الذي ارتجل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الدعوة إليه من دون تنسيق وتشاور في الثامن عشر من الشهر الحالي، وبعد الاجتماع الذي سيضمّ وزيري الخارجية الأميركية جون كيري والروسي وسيرغي لافروف مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في جنيف سينتقل كيري مطلع الأسبوع إلى موسكو لتنسيق جدول أعمال اللقاء المقبل لدول مسار فيينا والتفاهم على مكان وزمان انعقاده وإقامة مشاورات مشتركة مع المشاركين، بعد إنجاز فريق دي ميستورا للوائح المقترحة للمعارضة والإرهاب.

في مسار موازٍ واصلت تركيا التصعيد على الجبهة العراقية، متخلّية عن الذرائع والحجج المتصلة بإدعاء التنسيق مع الحكومة العراقية، وهو ادّعاء يسقط ولو ثبتت صحته ما دام صاحب التفويض لا يريد تجديده وهو العراق وهو صاحب السيادة، فذهبت أنقرة إلى المجاهرة بالتمسك ببقاء قواتها من جهة، والاستعانة بتغطية رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، كبديل بدا أنّ تركيا ستحوّله ذريعة لتشريع وجود عسكري دائم تريده في العراق تعويضاً لفشلها بإقامة المنطقة الآمنة في سورية، واستباقاً للتطورات على المشهد الكردي بين سورية والعراق، بحيث تشكل النقطة التي يسيطر عليها الجنود الأتراك معبراً إلزامياً بين مناطق التواجد الكردي في كلّ من سورية والعراق وتركيا.

تحوّل العراق إلى ساحة مواجهة مع تركيا، في ظلّ ثبات الحكومة العراقية على موقفها وما تحظى به من دعم روسي وإيراني، سيحضر على جدول الأعمال الروسي الأميركي في زيارة كيري لموسكو، ومثله التسوية اليمنية المرتقبة في منتصف الشهر.

الاستحقاق الرئاسي اللبناني المؤجَّل عن جدول أعمال الكبار، استعاد مسار التأجيل لبنانياً، من دون فقدان ما تبلور فيه من عناصر جديدة، كتثبيت ترشيح النائب سليمان فرنجية، دون سحب ترشيح العماد ميشال عون، بعدما نجح لقاء الرابية الذي جمع عون وفرنجية في تثبيت وتدعيم تماسك حلف الثامن من آذار، بينما دخل الحلف المقابل الرابع عشر من آذار في أزمة ثقة لا تبدو أنها قصيرة الأجل، لأنّ زعيم الفريق الرئيس سعد الحريري لا يبدو قادراً على التراجع عن ترشيح فرنجية لاستيعاب تشققات فريقه، ولا بقادرٍ على المضيّ فيه، فاختار تأجيل العودة إلى بيروت مخرجاً.

الرئاسة تحتاج إلى السلة الكاملة

لا يزال اللقاء بين العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية في الرابية محور اهتمام المعنيين في الملف الرئاسي وسط تكتم على مضمونه ومدى تأثيره على مبادرة الرئيس سعد الحريري بعد جمودها في الأيام الأخيرة، بينما يبدو أن الظروف لم تنضج بعد لإيصال رئيس إلى بعبدا، بل تحتاج إلى سلة كاملة ومتكاملة للحل.

وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «اللقاء لم يفشل ولم ينجح، بل كان عملية تصويب للمواقف وتأكيد على ضرورة الاستمرار بوحدة تكتل التغيير والإصلاح وتحالف البيت الواحد وضرورة استمرار المشاورات بين الطرفين وعكس أجواء الارتياح وليس أجواء التشنج، كما قال البعض وتراجعت الارتدادات التي حصلت ووضع الحدّ لعدم الذهاب باتجاه تأزم الوضع»، وأشارت المصادر إلى أن «الرابية تترك لفرنجية أن يأخذ المواقف المناسبة بعد هذا اللقاء، وهو لن يسير بعكس الخط السياسي الذي ينتمي إليه وضد التيار المسيحي بشكلٍ عام ومدرك أيضاً أن الوضع المسيحي اليوم لا يتحمل الانقسام والشرذمة».

ورفضت المصادر وضع المسألة الرئاسية في إطار قانون الانتخاب فقط، بل هي قضية الاتفاق على سلة كاملة متكاملة تبدأ برئيس الحكومة والحكومة وقانون الانتخابات والانتخابات النيابية».

وإذ أكدت على أن التواصل دائم ومستمر بين حزب الله والرابية، لفتت المصادر إلى دور حزب الله الأساسي بعدم تمرير تسوية لا ترضي المسيحيين لا سيما حليفه العماد عون.

الرئاسة بفريق متماسك

وأكدت مصادر نيابية في كتلة الوزير فرنجية لـ«البناء» أن «لقاء فرنجية – عون أظهر عمق التحالف بينهما وأسكت كل الأصوات والأقلام «النشاز» التي نالت من الثقة بين الطرفين، وأظهرت أن فرنجية لا ولن يعمل للوصول إلى رئاسة الجمهورية على حساب فرط التحالف مع عون طوال عشر سنوات، بل يريد أن يصل بفريق متماسك وموحّد».

وأشارت المصادر إلى أن «اللقاء دل أيضاً على أنه مهما حصل فإن فريق 8 آذار موحد، قبل المبادرة كان هذا الفريق أمام المرشح الواحد، أما بعدها فأصبح أمام مشروع مرشحَين من خط سياسي واحد، وهما عون وفرنجية على أن يتم اختيار أحدهما لاحقاً وفقاً للظروف والتطورات وطبيعة الاتفاق على سلة حل الأزمة».

وشددت المصادر على أن «التواصل مستمرّ بين فرنجية والرئيس سعد الحريري»، وأكدت أن «المبادرة تعثّرت، لكنها لم تسقط بانتظار الحوارات الثنائية داخل فريقي 8 و14 آذار».

عودة الحريري مرتبطة بإنضاج المبادرة

وأكدت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ«البناء» أن «الرئيس الحريري لم يضرب موعداً لعودته إلى بيروت وهو لن يعود إلا عندما تنضج المبادرة التي قدّمها بترشيح فرنجية والتي لم تطلق بعد في الأصل وما يجري الآن لا يتعدّى التواصل مع فرنجية لتحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي».

ولفتت المصادر إلى أن «فرنجية سيذهب إلى التشاور مع حلفائه، والحريري أيضاً سيعمل على إقناع حلفائه بانتظار أن تنضج الأمور».

الراعي: المبادرة جدّيّة

وأشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى أن «المبادرة هي مبادرة جدية وليست صادرة عن فرد، كما أنا أعلم، ولذلك يجب على كل اللبنانيين أن يتطلعوا إليها وأن يلتقوا ويقرروا معاً ويصبح القرار وطنياً، بكل ما للكلمة من معنى، ولكن المهم هو أن المبادرة جدية ويجب على اللبنانيين الاستفادة منها واتخاذها بجدية».

جونز: التوقيت المناسب لاختيار رئيس

وفي السياق، استقبل الرئيس أمين الجميل أمس في بكفيا، القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز الذي أكد أن «المؤسسات اللبنانية بحاجة لأن تعمل وتتجدّد، لأن الرئاسة شاغرة منذ زمن طويل. الوقت الآن هو للعمل من أجل إنتاج حل لبناني لهذه المشكلة وبذلك يستعيد لبنان سيادته ويلعب دوره في محاربة التطرف في المنطقة».

وأضاف جونز: «ندعم الآلية اللبنانية وعلى اللبنانيين أن يختاروا مَن سيكون رئيسهم، ولكن نعتقد أن الوقت الآن، هو التوقيت المناسب للاختيار».

الخارجية الإيرانية: الرئاسة شأن لبناني

وأكد أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية لوكالة أنباء الطلاب الإيرانيين «ايسنا» أن «إيران تؤكد دائماً على أن المستقبل السياسي في سورية يحدّده الشعب السوري، وموضوع الرئاسة في لبنان هو شأن لبناني، وإيران لم تتدخل فيه سابقاً، ولن تتدخل في المستقبل، لأنها تعتقد أن انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يجب أن يكون بعهدة الشعب اللبناني بعيداً عن التدخلات الأجنبية أياً كان مصدرها».

وأضاف: «وزير خارجيتنا محمد جواد ظريف لم يحاور أو يفاوض وزير خارجية السعودية عادل الجبير حول آلية أو تفاصيل انتخابات رئاسة الجمهورية أو المرشحين لمنصب الرئاسة في لبنان».

دعوة إلى بري لزيارة السعودية

وفي ظل الحديث عن التسوية الرئاسية في لبنان، برزت أمس الدعوة السعودية الرسمية لرئيس مجلس النواب نبيه بري لزيارة المملكة والتي نقلها إليه السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري من رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ، ووعد بري بتلبيتها .

حملة تضامن مع «المنار»

وشهد فندق الكورال بيتش – الجناح في بيروت أمس حملة تضامن مع قناة «المنار» في مواجهة القرارات الاستنسابية التي تحمل في طياتها أهدافاً وغايات معروفة، حضرها حشد من السياسيين والإعلاميين والحقوقيين، وشخصيات دبلوماسية وحزبية واجتماعية وروحية. وأكدت المواقف والكلمات رفض استباحة الحرية الإعلامية في لبنان وانتهاك السيادة اللبنانية وشجب قرار إدارة «عربسات» حجب بثّ القناة عبر قمرها الصناعي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى