الأسد يرسم خريطة مستقبل سورية
طهران ـ ابراهيم شير
في مكتبه المشرَّعة نفواذه على العاصمة دمشق استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وفد من وكالة الانباء الاسبانية، ليرسم لهم خريطة مستقبل سورية في السياسة وفي التعاطي مع دول العالم، وليؤكد في روح كلامه ان سورية ستحذر من الجميع الاصدقاء والاعداء، ولن تكون كما كانت قبل عام الفين واحد عشر، أو كما قال إنه لو عاد لتلك الفترة فشيء وحيد لن يقوم به وهو أن يثق بالعديد من المسؤولين العرب أو الإقليميين أو الغربيين كالأتراك وغيرهم، أو أن يعتقد أنهم كانوا فعلاً يريدون مساعدة سورية في مرحلة معينة. ما يؤكد ان دمشق ستكون حذرة مع الجميع في المرحلة المقبلة.
الرئيس الأسد، وكعادته فضل الشرح والتفصيل على التعميم الذي تنتهجه الدول الغربية لعدم التوصل الى حل للازمة السورية، لان في التفصيل فضحاً لها وتسهيلاً للحل، حيث اكد ان سورية ترحب بالحوار مع جميع المعارضين بشرط ان يكونوا سياسيين وليس مسلحين، لان من يحمل السلاح سواء أكان إرهابياً أم مسلحاً أم تابعاً لتنظيم أو لجماعة، الحوار معه يكون بطريقة واحدة وهي ان يتخلى عن سلاحه مقابل ان ينال العفو من الدولة السورية ويعود مواطناً طبيعياً. أما عن الحوار مع كيانات المعارضة، فأكد الرئيس الأسد أنه يجب ان تكون مرتبطة بقواعد شعبية سورية وان لا تكون خاضعة لدول اجنبية، واوضح ان سورية مستعدة للحوار معهم، ولكن في النهاية لن يكون الحوار ناجحاً بدون التعامل مع معارضة وطنية حقيقية تمتلك قواعد شعبية في سورية وترتبط بالشعب السوري وحسب… وليس بأي دولة أخرى أو نظام آخر في العالم.
في موضوع مكافحة الإرهاب أكد الرئيس الأسد ان القضاء على داعش لن يكون بدون إيقاف تركيا والسعودية وقطر، لان هذه الدول متواطئة في ارتكاب بشاعات هذه الجماعة. وحمل الرئيس الأسد الولايات المتحدة المسؤولية في ما يحدث في سورية، لانها وفرت منذ بداية الازمة الغطاء السياسي للإرهاب وهي غير جادة الآن في محاربته.
كثيراً ما حاول الغرب والعرب إظهار اللاجئين السوريين بأنهم كما يقول المثل الشعبي «مقطوعين من شجرة»، لكن الرئيس الأسد أكد أن اللاجئين على صلة دائمة بسورية واهلهم فيها ودولتهم، وهو ما حمله ليطالب الدول الغربية برفع الحصار عن سوريا، لانه من الاسباب الرئيسية التي دفعتهم للهجرة.
مقابلات الرئيس الأسد المتكررة مع وسائل الاعلام الغربية تؤكد، بحسب مراقبين، ان الرأي العام الغربي قد فضح سياسات الحكومات الغربية الكاذبة حول سورية، وبدأ يفضح السياسات السعودية الهدامة في منطقة الشرق الاوسط، حيث بدأت أكبر الصحف الغربية مثل الغاردين والاندبندنت تفضح فساد عائلة آل سعود وجرائمهم في اليمن.