تأبين برقاوي في «مكتبة الأسد»
رانيا مشوّح
برعاية الدكتورة نجاح العطار، نائب رئيس الجمهورية العربية السورية، ووزارة الثقافة واتحاد الكتّاب العرب والاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين، أقيم الحفل التأبيني للباحث والمناضل حمزة برقاوي، أمين سرّ الأمانة العامة للاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين، وذلك في «مكتبة الأسد الوطنية»، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والثقافية السورية والفلسطينية.
وقال نضال الصالح رئيس اتحاد الكتّاب العرب في سورية خلال: نلتقي في هذه الظروف كي نؤبّن قامة إبداعية وطنية تملك سجلاً حافلاً من العطاء والنضال في سبيل عروبة فلسطين وحرّية شعبها. إنه الراحل حمزة برقاوي المبدع، المقاوم، المناضل ابن طولكرم الذي احتضنته دمشق، وكان هواؤها موئلاً لتفتح إبداعه وإذكاء جذوة نضاله في كل مراحل حياته. في دمشق وجد الراحل ضالته فكانت له الأم الحنون الرؤوم والحضن الدافئ المعطاء، وفيها مارس نضاله القومي والعروبي الفلسطيني، إضافة إلى عمله الصحافي والإبداعي. فأثمرت تجربته عن مجموعة من المؤلفات القيّمة.
وأضاف الصالح: اللغة تبدو عصيّة على الكلام، لأن حمزة برقاوي كان مثقفاً فلسطينياً ومثقفا سورياً دافع بقلمه وحبره ومداد روحه عن سورية كما دافع عن فلسطين. ونبت من أرض سورية كما نبت من أرض فلسطين. فقد كان صوته صادحاً للحق وحقيقة القضية السورية كما القضية الفلسطينية. فتحية لروحه في عليائها وتحية لفلسطين ورجالها المبدعين.
كما ألقى عبد الفتاح إدريس عضو اتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين كلمة أضاء فيها على دور الفلسطينيين في صدّ ما تتعرّض له سورية من حرب همجية: عندما بدأت الهجمة في إطار ما يسمى «الربيع العربي»، ووصلت إلى سورية، كنّا قد رفعنا شعارنا في مواجهة من يقولون بتحييد الفلسطيني على أرض سورية في مواجهة هذه الهجمة الشرسة، والتي ما زالت سورية تتعرض لها. لقد رفعنا صوتنا قولاً وفعلاً ومارسنا هذا بكافة نشاطاتنا، قائلين إن سورية لا تخوض معركتها هذه، إنما تخوض حرباً وطنية قومية عظمى تصبّ محصلاتها في نضالات الأمة كلّها. مؤكدين أن تحييد الفلسطيني في هذا الصراع كلام باطل يراد به باطل. إن سورية تخوض معركة فلسطين كما أنها التي منحت الفلسطينيين تاريخياً نفسها كحاضنة لنضالاتهم منذ أن كانت فلسطين ومنذ أن كانت سورية.
بدوره، قال حنين عمر، أمين عام «الحزب الشيوعي الموحّد» عن الراحل: حمزة برقاوي خلّف وراءه محبّين كثيرين من مختلف الاتجاهات الأدبية والسياسية والفكرية، وكان صديق الجميع، وكانت فلسطين عشقه الوحيد. فقد كان ينام على أمل أن يستيقظ في اليوم التالي ليحيي ذكرى فلسطين، وكان ينهل من بحر الثقافة القومية العربية ويأمل أن يمدّ به العمر لكي يخدم القضية الفلسطينية.
كما تحدث الكاتب حسن حميد، عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتّاب العرب عن الراحل قائلاً: حمزة برقاوي كان كاتباً ومفكّراً ومثقفاً ومقاوماً. فقد أتينا لحفل تأبينه من المخيمات الفلسطينية والمنافي كتّاباً وأدباء ومسرحيين وشعراء لنحيي ذكراه ولنوفي هذا الرجل محبته وهو الجدير بها. لكن عزاءنا يتمثل بما تركه من مؤلفات وكتب ومواقف نضالية كبيرة. فقد صرف عمره من أجل العروبة ومن أجل فلسطين.
وأضاف أن حمزة برقاوي عاش حياة نظيفة نقيّة، لم يهادن ولم يطبّع مع العدوّ. فقد كان شهيد فلسطين في حياته. وختم حياته في مشهد استشهادي جميل.
يذكر أن الراحل برقاوي الذي توفي في 29 تشرين الأول الماضي شغل قبل وفاته منصب أمين سرّ الأمانة العامة للاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين، كما عمل باحثاً ومديراً لعدد من الدوائر في رئاسة مجلس الوزراء السورية، وكان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني بين عامَي 1970 و1972. وكتب برقاوي مقالات عدّة نشرها في الصحف السورية والفلسطينية، وأعدّ بعض البرامج الإذاعية، وترجم عدداً من الأعمال منها «الرقابة الاقتصادية في المفهوم الاشتراكي»، و«الاقتصاد السياسي للرأسمالية الاحتكارية»، ومن مؤلفاته «قراءات في القومية والدولة والقانون».