تلفزيون لبنان
حبّات برد غطّت العاصمة بيروت، وسماكة الثلوج على المرتفعات تبشّر بموسم تزلّج يمازج فرحة الأعياد وعطلتها، علّه يعوّض بعضاً من الآثار الاقتصادية للشلل السياسي. فالتسوية الرئاسية لم تنضج بعد، لكن نار المشاورات لم تهدأ، وهي تتّخذ أشكالاً مباشرة بين المعنيّين حيناً، وغير مباشرة أحياناً أخرى.
وفي القاهرة أجرى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي ناشد اللبنانيين التعالي على حساباتهم الشخصية لصالح الوطن، مؤكّداً أنّ لبنان بلد يستحق التضحية.
فيما سجّل اتصال مطول بين رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وأكّدت مصادرهما أنّ الاتصال كان ودّياً وتخلّله نقاش موضوعي، على رغم اختلاف وجهات النظر حول ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. واستمر الاتصال على مدى ساعة واحدة، واتّفقا على تنظيم أي خلاف بعيداً عن السجالات، وعلى تكثيف الاتصالات الأسبوع المقبل مباشرة وعبر وسطاء.
وبعيداً عن السجالات السياسية، وبعد ما حفلت به مواقع التواصل الاجتماعي من حملات لمناصرة السيدة فيروز، وزير الثقافة روني عريجي تولّى التصدّي للإساءة من إحدى المجلات التي استهدفتها، مؤكّداً أنّ فيروز قامة وطنية، والتطاول عليها هو اعتداء على ذاكرتنا وتراثنا الوطني.
في الخارج، الأنظار تتّجه إلى لقاء الثلاثاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي أجرى مشاورات مع نظيره الإيطالي، ويلتقي في باريس غداً اليوم عدداً من نظرائه الأوروبيين لمناقشة الأزمة السورية. وقُبيل زيارته لموسكو، أعلن كيري أنّ روسيا تريد تحقيق تسوية سياسية في سورية، وأنها قامت بدور إيجابي في إنجاح مؤتمر فيينا الأخير.
وفي حادث قد يؤجج التوتر بين أنقرة وموسكو، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أنّ إحدى السفن الحربية اضطرت لإطلاق طلقات تحذيرية على سفينة تركية في بحر إيجه لتفادي تصادم، مشيرة إلى أنّه تمّ استدعاء الملحق العسكري التركي في موسكو لمناقشة الأمر.
وفي الخارج أيضاً، إعلان لافت لمساعد وزير الخارجية الإيراني حسن قشقاوي عن مباشرة بلاده والسعودية بحث العلاقات الثنائية إثر الأزمة الأخيرة، وأنّ السفير الإيراني في السعودية عقد مجموعة من اللقاءات مع المسؤولين السعوديين، مؤكّداً أنّ ملف السفير السعودي الجديد في طهران يطوي مراحله القانونية.
«المنار»
إنجازاتٌ كبيرةٌ ونتائجُ إيجابيةٌ يحقّقُها التعاونُ بينَ الأجهزةِ الأمنية والمقاومة في حمايةِ لبنان: موقفٌ لرئيسِ المجلسِ التنفيذي لحزبِ الله السيد هاشم صفي الدين، مُرفَقاً بتأكيدِ استمرارِ المقاومة باستهدافِ الجماعاتِ الإرهابيةِ وملاحقَتِهِم كما تفعلُ في جرودِ عرسال.
وهناك يختبئُ الرأسُ المدبّرُ لتفجيرَي برجِ البراجنة صطام الشتيوي.. هذا الإرهابي الذي قُطِعَت ذِراعُهُ التنفيذيةُ الثانية مع توقيفِ الأجهزةِ الأمنية الإرهابي بلال البقار في الشَمال.
وبحَسَبِ المصادرِ الأمنية فإنَ خليةَ الشتيوي قد تفكّكت بجهدٍ أمنيٍ كبيرٍ داخلَ لبنان وعلى حدودِه، ولم يبقَ للرأسِ المدبّرِ سوى عناصرَ صغيرةٍ تحومُ حولَه.
التفوقُ الأمني ضدَ الارهاب فاجأتهُ الخارجيةُ الأميركيةُ بتوهينٍ لافتٍ من قدرةِ الحكومةِ اللبنانيةِ على حمايةِ الأميركيينَ في لبنان، ما يطرحُ سؤالاً عن نوعِ الاستثمارِ الذي تريدهُ واشنطن هذه المرة، وإلى أينَ ستصلُ بالتهويلِ على اللبنانيين.
«او تي في»
إنّها مرحلة خلط الأوراق. هذه الخلاصة التي خرج بها رئيس المردة سليمان فرنجية بعد اجتماعه بالبطريرك الراعي قبل 10 أيام في بكركي تعبّر بحق وصواب عن واقع المنطقة ومنطق الواقع. فالمعركة الرئاسية بين ميشال عون وسمير جعجع كادت تتحوّل بين ميشال عون وسليمان فرنجية، والاصطفاف السياسي بين 8 و14 آذار تحوّل إلى خلاف داخل 14 آذار وإلى حدّ بعيد داخل 8 آذار مرشّح 14 آذار بشقّها المسلم أصبح قطباً من 8 آذار ومرشح 14 آذار بشقّها المسيحي كاد أن يكون العماد ميشال عون. إنّها مرحلة خلط أوراق وبامتياز. سعد الحريري يستميت لإيصال مرشّحه من 8 آذار بعدما أقسم منذ سنين أنّ ما جمع 14 آذار لا يفرقه سوى الموت في وقت يهدّد ابن عمه أحمد بالدماء إذا لم تحصل التسوية وتسلك المبادرة طريقها إلى التنفيذ عالبارد. لم يُسعف عنصر المفاجأة في تمرير الاتفاق ووقع أركانه في خطأ التفسير وسوء التقدير. ارتفع عمود الفلك ميشال عون ممراً إلزامياً للرئاسة ومعبراً مسيحياً ووطنياً للتسوية، ورفع حزب الله البطاقة الحمراء في وجه الصفقة وأثبت – وهو لا يحتاج أصلاً إلى شهادة – أثبت بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء أنّه أكبر من حليف وأكثر من شريك وأن لا انتهاء عنده لصلاحية الالتزام والاحترام ولا مرور زمن على الوفاء للحلفاء. أحد كبار المسؤولين اللبنانيين قال منذ أيام لسياسي من داعمي التسوية ما يلي: «لا يمكن لمن خسر الرهان الإقليمي أن يربح في الداخل، ولا يمكن للمنتصر في المنطقة أن يخسر في لبنان، والمنتصر معروف وهو يتصرف بعقلانية ومسؤولية».
«ال بي سي»
أسبوع انتهاء الشهر الخامس على انفجار أزمة النفايات التي مازالت ارتداداتها مستمرة حتى اليوم منذ 17 تموز الفائت. وأسبوع انتهاء الشهر الأول على لقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيه. بداية الشهر السادس على أزمة النفايات قد تكون ببدء الترحيل، وبداية الشهر الثاني على لقاء باريس قد تكون ترحيل الاستحقاق إلى السنة الجديدة. فموعد الجلسة الثالثة والثلاثين الأربعاءَ المقبل، سيكون كالمواعيد السابقة، فالجمود مازال عند المربَّع الاول ، ولم يكسره سوى ما كُشِف عن اتصال هاتفي بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع، لم ينجح في تضييق الهُوّة بين الرجلين حول النظرة إلى الاستحقاق .
بعيداً من هذه الملفات ، تكشِف الـ»ال بي سي آي» مزيداً من المعلومات عن انفجارات الضاحية، ومن أبرز ما في هذه المعطيات أن أحد الانتحاريَين طبيبُ أسنان، فيما الثاني حائزُ ماجيستير في العلوم الاقتصادية!
«أن بي أن»
لا اللقاءات الداخلية انتهت ولا الاتصالات انقطعت، ما يعني أنّ التسوية السياسية تأجّلت، لحين بلورة اتفاقات لبنانية لا تبدو عناوين المشهد الإقليمي بعيدة عنها. من هنا جاء الاتصال المطوّل بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، في محاولة إقناع الحكيم بعدم مشاكسة المبادرة السياسية. لا رئيس «القوات» اقتنع، ولا أقنع رئيس «المستقبل». بقي كلّ منهما عند رأيه، تماماً كما حصل بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.
التروّي هو عنوان ينطلق منه المبادرون والمعنيون لتسويق تسوية لم تنضج ظروفها الإقليمية المحيطة حتى اللحظة، بانتظار معطيات يمنيّة مثلاً تتّجه نحو الحوار في جنيف الثلاثاء، يسبقه وقف لإطلاق النار.
وفي المؤشرات الإيجابية التي يبنى عليها، استعداد إيراني – سعودي للدخول في محادثات مهّدت لها سلطنة عمان، وأكّدها تعيين الرياض لسفير جديد في طهران.
الانتظار اللبناني ستملأه المحطات السياسية، كما ظهر اليوم أمس في احتفال حاشد لحزب «الكتائب». «الكتائبيون» استعرضوا منتسبِين جدداً للقول: إنّنا هنا، لا نسمح باختصار ساحتنا بفريق وفريقين.
في شكل الاحتفال «الكتائبي» رسالة بكل اتجاه، وتصميم فتى «الكتائب» الأول على تقدّم الصفوف المسيحية والوطنية، إلى حدّ انتقاد النائب سامي الجميّل النظام السياسي اللبناني، والسؤال عن غاية مُقاطعي المؤسسات.
رسالة «الكتائب» وصلت، فكيف سيتعاطى الحزب مع الاستحقاقات: هل يبقى خارج الاصطفافين، أم يصعد ليشترط ويفرض الحصص «الكتائبية» في المرحلة السياسية المقبلة؟.
«ام تي في»
البرودة على خط معراب الرياض، كسرها اتصال هاتفي استمر ساعة بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع. الاتصال لم يحقّق خرقاً في المضمون، لأنّ الحريري لا يزال مصرّاً على السير بالنائب فرنجية رئيساً للجمهورية، لكنه في الشكل أعاد الحوار على مستوى القيادة بين «المستقبل» و«القوات اللبنانية». في وقت يبدو واضحاً أنّ الجلسة الرئاسية الأربعاء المقبل، لن تحقّق أي خرق، ما يعني أنّ المعركة الرئاسية ستعود إلى دائرة التجاذب من جديد.
ترحيل ملف الرئاسة، يقابله الانتهاء من دراسة ملف ترحيل النفايات. وفي المعلومات أن اجتماعاً وزارياً سينعقد غداً اليوم برئاسة الرئيس تمام سلام في السراي، للانتهاء من دراسة الملف، فإذا سار كل شيء كما يجب، فإنّ الملف سيُنقل لمجلس الوزراء لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنه.
إقليمياً، التوتر بين تركيا وروسيا يتصاعد، مع إطلاق سفينة حربية روسية أعيرة تحذيرية على سفينة تركية في بحر إيجة، واستدعاء موسكو الملحق العسكري التركي للبحث في الموضوع.
«المستقبل»
على الرغم من المواقف المُعلَنة، ومع استمرار التشاور بين مختلف الأطراف، فإنّ الثابت الوحيد في المعادلة الداخلية حتى الآن، هو أن لا بدائل عن المبادرة الرئاسية المطروحة لإنهاء الشغور الحاصل في سدّة الرئاسة الأولى. هي المبادرة ببنودها المعروفة، ما زالت محور اللقاءات والاتصالات المُعلَن منها، وغير المُعلَن.
أما اللافت اليوم أمس ، فكان كلام للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار بطرس الراعي، وفيه أنّ على اللبنانيين أن يُدركوا قيمة وطنهم الذي يُعتبر جوهرة في الشرق، ودعا الجميع إلى التعالي عن حساباتهم الخاصة لانقاذه لأنّه يستحق التضحية.
وعلى ما تقدم، فإنّ للمبادرة الساعية لإنهاء الشغور الرئاسي، أن تؤدّي إلى تحريك العجلة الاقتصادية، وتساهم في حل القضايا الاجتماعية، وتُعيد الزّخم إلى المؤسسات الدستورية والشرعية، وتغطّي عمل الأجهزة الأمنية، التي حقّقت اليوم أمس إنجازاً جديداً، من خلال تمكّن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من توقيف واعتقال العقل المدبّر لتفجيرَي برج البراجنة الإرهابيَّين.
«الجديد»
«ألو سعد، التسوية فرطت… ماذا أنت فاعل!!». هتف هاتف من معراب إلى الرياض، يُنبئه أنّ المياه يجب أن تعود إلى مجاريها السياسية، وأنّ المشكلة عندهم وليست عندنا، فإذا كان نصرالله وعون غير موافقين على ترشيح فرنجية، فلماذا ننقل الأزمة إلى ملعبنا في قوى الرابع عشر من آذار ونهدم البيت الأزرق، ولا نتمثّل بوفاء قوى الثامن من آذار.
هي ساعة زمن دارت عقاربها بين سعد الحريري وسمير جعجع الذي افتتح «الردّة»، وبادر إلى الاتصال بزعيم تيار «المستقبل». وتقول أجواء الهاتف الطويل، إنّ النقاش حمل وعداً من قائد «القوات» بضبط الحملات، وهو وعد نفسه بلقاء مع الحريري في أقرب وقت لنقاش الأزمة الرئاسية، التي لا يعتبرها جعجع ذات خلاف أزرق. وفي المعلومات أنّ الحريري أبلغ شريكه الهاتفي، أنّ هذا البلد إمّا أن ينتخب رئيساً للجمهورية وإمّا نخسر الجمهورية، لأنّ وضعنا سيّء في كل شيء سياسياً واقتصادياً.
أقفلت سماعة الهاتف ليقرأ «المستقبل» تصريحاً لا يترجم وعد جعجع، مع كلام لوهبي قاطيشا يحتوي على عبوة سياسية ناسفة زنة أربع رئاسات، إذ أعلن أنّه بالنسبة إلينا: لا مجال لا لعون ولا لفرنجية في الوصول إلى الرئاسة، وليس أمام الثامن من آذار سوى أن يفتش معنا عن مرشّح توافقي. بسطور ثلاثة، اغتالت «القوات» المرشحين الأربعة المصنفين أقوياء برعاية بكركي. فعلام إذن مضى جعجع في ترشيحه ورسوبه لاثنتين وثلاثين جلسة، إذا كان الخيار سوف يرسو في النهاية على رئيس توافقي؟ ولماذا أبرق جعجع برسل يهدّدون بترشيح عون؟.
ربما يذهب العديد من اللبنانيين نحو تبنّي اسم من خارج الصحن المربع، إذا كان يحمل صفات ومواقف الشيخ سامي الجميّل. فلتاريخه، ومنذ أزمة النفايات وتصدّيه وحيداً «للزبالة السياسية»، فإنّ رئيس حزب «الكتائب» استحقّ لقب الرئيس القوي، الذي لا يعمل بجهاز تحكم عن بعد، وكما البيان الرئاسي، أطل سامي الجميّل اليوم أمس بكامل حدّته السياسية، واعداً بالتصدي لصفقات النفط وعدم تمريرها من دون إشراف دولي وبشفافية مطلقة، مؤكّداً أنّ مبدأ تقاسم الجبنة سوف يتوقف، معترفاً بأنّ المشكلة في النظام الذي تسبّب بانقسام اللبنانيين.
بمثل الجميّل قد نضع اليد على أول طريق الفساد، الذي نسمع عنه كثيراً ولا نقبض في ملفه على بطل واحد. واليوم فإنّ السعودية سبقتنا إلى هذه الخطوة، وبملف لبناني عملت عليه «الجديد» عشرين عاماً في القضاء ولم تصل إلى نتيجة. فقد منعت المملكة شخصيات لبنانية من السفر إليها، بعدما وجدت في حساباتهم مبالغ ضخمة. هذه الشخصيات تضرب في بيت الشويري العريق في الحصرية. ويتّهم القضاء السعودي كلاً من بيار الشويري وصورته المصغرة بيار أبي جودة، باستصدار تعاميم تمنع بقية الشركات الإعلانية من وضع إعلاناتها على أسطح المنازل والمباني والممتلكات الخاصة، أي أنّهم ينقلون التجربة اللبنانية إلى السعودية، لكنهم هناك سوف يواجهون بهيئة المعروف والنهي عن الاحتكار، وحرب الحصرية التي جنوا من ورائها المليارات من دون وجه حق.