نتنياهو يبتلع تهديداته بشن عدوان على غزة ويقبل نصيحة وزارة حربه بضبط النفس طيارون وخبراء روس في بغداد… وواشنطن تفشل في ابتزاز العراق ومنع فرنسا من تسليم «الميسترال» لروسيا
حسن حردان
لم تتمكن حكومة العدو الصهيوني من اتخاذ قرار بشن عدوان واسع النطاق على قطاع غزة رداً على مقتل المستوطنين الثلاثة، والسبب في ذلك يعود إلى نشوب خلافات داخل الحكومة «الإسرائيلية» بين من يؤيد تنفيذ عملية عسكرية انتقامية ومن يدعو إلى التروي وضبط النفس.
وكان واضحاً أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد ابتلع تهديداته بشن عدوان واسع على قطاع غزة، ومال إلى تأييد وجهة نظر وزارة حربه وأخذ بنصيحتها بضبط النفس، وهي العبارة التي استخدمها أيضاً الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وبدا واضحاً أن نتنياهو الذي كان يطلق التصريحات التصعيدية ويتوّعد قطاع غزة، اضطر إلى التراجع لأنه غير قادر على القيام بعملية واسعة يضمن تحقيق أهدافه، وهذا هو السبب الذي دفع المؤسسة العسكرية إلى عدم تأييد القيام بعملية عسكرية واسعة لأنها خائفة من نتائجها السلبية على الأمن الصهيوني خصوصاً أنها ستظهر مجدداً عجز الجيش «الإسرائيلي» عن منع تساقط صورايخ المقاومة على المناطق الحيوية والحساسة في قلب تل أبيب والقدس المحتلة وبقية المستوطنات الصهيونية، بعدما باتت المقاومة الفلسطينية تملك الصورايخ القادرة على بلوغ كل هذه الأهداف، وهو ما أثبتته خلال ردها على العدوان الصهيوني عام 2012 ما أجبر الحكومة «الإسرائيلية» على طلب وقف النار عبر الولايات المتحدة ومصر.
على أن ما يجب تأكيده هو أن ما حصل من اختطاف المستوطنين الصهاينة وقتلهم كان رداً على سياسات الاستيطان والتهويد والقمع والإرهاب والاعتقال العشوائي، والتنكيل بالأسرى وحرمانهم من أبسط حقوق الإنسان، فهذه السياسات الصهيونية لم تترك للشعب الفلسطيني سوى خيار اللجوء إلى القوة للرد على هذه السياسات التعسفية الإرهابية، و»إسرائيل» التي ارتكبت المجازر في فلسطين ولبنان وتقوم حالياً باتباع سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، لا تستطيع الادعاء بأنها ترد بذلك على مقتل المستوطنين.
في هذا الوقت سجلت الأحداث العراقية تطوراً لافتاً تمثل بوصول خبراء روس إلى بغداد لمساعدة الجيش العراقي في قيادة الطائرات الروسية التي تسلمها، وسط معلومات عن أن طيارين روسيين قد يشاركون في المعركة ضد داعش، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقدم للعراق طائرات مقاتلة فقط، وإنما أرسل الطيارين اللازمين للتحليق بهذه الطائرات أيضاً.
ويأتي هذا التطور فيما الإدارة الأميركية لا تزال مترددة في تقديم الدعم العسكري للعراق، وتحاول ربطه بالحصول على تنازلات سياسية، وهو ما تعجز عن تحقيقه بسبب وجود بدائل لدى العراق تغنيه عن الدعم الأميركي، تتمثل إلى جانب دعم روسيا بحصوله أيضاً على دعم إيران، التي أبدت استعدادها لإعادة الطائرات العراقية التي لجأت إليها في عهد الرئيس العراقي صدام حسين خوفاً من تدميرها بالقصف الأميركي، وتؤشر هذه التطورات إلى فشل سياسة الابتزاز الأميركية في استخدام المساعدات لانتزاع تنازلات سياسية تعيد النفوذ الأميركي للداخل العراقي، ولم يتوقف فشل السياسية الأميركية عند العجز عن تحقيق مراميها في العراق فقط، إنما فشلت أيضاً في مواجهة روسيا إذ لم تتمكن من منع حليفتها فرنسا من إتمام صفقة سفن الميسترال مع روسيا، وهي بدأت فعلاً إجراءات تسليمها على رغم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، والتي كان آخرها إثارة مشاكل للبنوك الفرنسية في أميركا.
في هذا الوقت أظهرت دراسة أميركية أن غالبية المسلمين في 14 دولة قلقة من ازدياد تهديد التطرف الإسلامي وترفض الإرهاب، على أن أهمية هذه الدراسة تأتي من كونها أجريت قبل تنامي خطر تنظيم داعش الإرهابي وإعلانه تأسيس دولة الخلافة الإسلامية في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسورية.
«هآرتس»: الحكومة «الإسرائيلية» لم تستطع التوصل إلى قرار بشن عملية عسكرية في غزة
قال عاموس هرئيل في صحيفة «هآرتس الإسرائيلية»: «إن «إسرائيل» لا تزال تدرس ردها بعد اكتشاف جثث المراهقين المختطفين، فمجلس الوزراء لم يستطع التوصل إلى قرار، وأشارت تسريبات من الاجتماع أن وزير الاقتصاد نفتالي بينيت دعا إلى الانتقام الشديد، بينما حث وزير الدفاع موشيه يعالون ورئيس هيئة الأركان بني غانتس على ضبط النفس، فقبل نتنياهو النصيحة من مؤسسة الدفاع، وكان قلقاً بشأن التداعيات السياسية لإظهار ضبط النفس».
ورأى الكاتب: «إن المعضلة «الإسرائيلية» هي إما إطلاق عملية عدوانية في قطاع غزة يمكن أن تشعل حريقاً مع حماس، أو القيام بتحركات طفيفة في الضفة الغربية. فعلى ما يبدو، نتنياهو ليس قادراً على القيام بعملية واسعة في غزة، ولكن يجب اتخاذ بعض الإجراءات لتهدئة نشطاء الليكود والمستوطنين».
ونقل الكاتب عن اللواء المتقاعد غيورا ايلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، توصياته للحكومة بالقيام بعملية واسعة النطاق، مشيراً إلى أن «هناك فرصة بسبب ضعف حماس والخلاف مع مصر».
وقالت هآرتس: «حتى الآن، قُيّد رد «إسرائيل»، على رغم أن الجيش «الإسرائيلي» تفاخر بإطلاق 36 ضربة جوية، معظمها على المكاتب والمستودعات داخل أحد المرافق العسكرية لحركة حماس».
«اندبندنت»: الأمر كله متعلق بالأرض وبالمستوطنات التي تبنيها «إسرائيل»
نشرت صحيفة «اندبندنت» البريطانية مقالاً للكاتب روبرت فيسك تحدث فيه عن مقتل المستوطنين «الإسرائيليين» الثلاثة في الضفة الغربية ورد فعل «إسرائيل» على الحادث فقال: «إن فلسطين تحولت إلى ساحة حرب قذرة، تغذيها حسابات سياسية فاضحة وقاتلة». وقارن بين تناول «إسرائيل» قضية مقتل المستوطنين الثلاثة وسلوكها مع الفلسطينيين، قائلاً: «صحيح أن مقتل ثلاثة من الفتيان «الإسرائيليين» عمل وحشي لا يغتفر. ولكن ليس صحيحاً أن مقتل 37 لبنانياً يقع على مسؤولية «الإرهابيين»». وأضاف: «إن مقتل أطفال في قانا عام 1996 من أصل 109 مدنيين في قصف «إسرائيلي» على مخيم للأمم المتحدة هو جريمة حرب، مثلما هو قتل «الإسرائيليين» الثلاثة». وتابع: «إن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو وصف الفلسطينيين الذين قتلوا المستوطنين الثلاثة بأنهم «وحوش»، مثلما سبقه ميناحيم بيغن بوصفه الفلسطينيين عام 1982 بأنهم «حيوانات تمشي على رجلين»، ثم شن عليهم قصفاً جوياً مثلما يفعل نتنياهو مع حماس تماماً». وقال: «إن الرئيس الأميركي باراك أوباما التزم الصمت عندما كانت «إسرائيل» تحاصر قطاع غزة في 2008 و2009، مخلفة مقتل 110 فلسطينيين و13 «إسرائيلياً» أربعة منهم قتلوا برصاص «إسرائيلي»، لكنه وجد فصاحة منقطعة النظير الثلاثاء وهو يندد «بهذا الإرهاب الأرعن ضد شباب أبرياء». وانتقد فيسك حركة حماس لأنها برأيه «تعطي الفرصة لنتنياهو ليقول إن السلام لن يتحقق ما دامت حماس في الحكومة الفلسطينية، على رغم أن رئيس الوزراء كان يقول قبلها بعدم وجود مفاوض فلسطيني يتفاوض معه لأن عباس لا يتحدث باسم حماس». وخلص الكاتب إلى القول: «إن الأمر كله متعلق بالأرض، وبالمستوطنات التي تبنيها «إسرائيل» على الأراضي العربية. وتخصص المستوطنات لليهود وحدهم الضفة المحتلة التي قتل فيها الشبان الثلاثة، وهم متجهون لزيارة عائلاتهم في مستوطنات «إسرائيلية» غير قانونية تدمر السلام».
«دايلي بيست»: الطيارون الروسيون يشاركون في المعركة ضد داعش بالعراق
قال موقع «دايلي بيست» الأميركى: «إن الطيارين الروسيين قد يحلقون في سماء العراق في غضون أيام قليلة». وأشار في تقرير إلى «أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يقدم فقط طائرات مقاتلة، ولكن أيضاً الطيارين اللازمين للتحليق بها، في وقت تعاني الإدارة الأميركية للإسراع في تقديم المساعدات العسكرية للحكومة العراقية، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية».
وأوضح «دايلى بيست»: «أن التلفزيون الروسي أعلن الاثنين وصول أول خمس طائرات مقاتلة من إجمالي 12 وعد بتقديمها للحكومة العراقية»، وقال: «أرسل مدربون أيضاً لمساعدة العراقيين في استخدامها. وصرحت مصادر عراقية بأن الطائرات ستدخل في المعركة ضد داعش في غضون أيام قليلة بعدما يترك المدربون الروسيون العراق»، مضيفاً: «إنهم يمتلكون طيارين لديهم خبرة طويلة في التحليق بتلك الطائرات من طراز Su 25. وقال السفير الروسي في بغداد أيضاً إن الطيارين الروسين لن يحلقوا في مهمات داخل العراق».
لكن مصادر دبلوماسية قالت لـ»دايلي بيست»: «إن الطيارين الروسيين سيحلقون بالطائرات بسبب نقص عدد الطيارين العراقيين الحاصلين على التدريب المناسب. ولم تفسر روسيا أو العراق كيف تملك القوات الجوية العراقية بسهولة طيارين مدربين ومستعدين للتحليق بالطائرات الروسية التي استخدمت في الحرب العراقية ـ الإيرانية، لكنها لم تستخدم في العراق منذ عام 2002 على الأقل، أثناء حكم صدام حسين».
وأوضحت المصادر: «أن المساعدات الروسية للعراق ليست قراراً استراتيجياً من موسكو لالتزام علاقة أمنية طويلة المدى مع بغداد، إلاّ أنها إجراء محدود لمواجهة الأزمة التي أثارها داعش. كما أنها وسيلة للتمييز العام بين موسكو وواشنطن التي كانت مساعداتها العسكرية المباشرة للعراق بطيئة ومحدودة».
«نيويورك تايمز»: خبراء روس وصلوا إلى بغداد لمساعدة الجيش العراقي
أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في تقرير: «أن خبراء روسيين وصلوا بغداد بالفعل كي يساعدوا الجيش العراقي في الحصول على 12 طائرة حربية روسية للقتال ضد «المتطرفين السنة»، الذين أعلنوا الخلافة، وبايعوا أبوبكر البغدادي ليكون خليفة للمسلمين أو الحاكم المطلق لجميع المنظمات الجهادية في جميع أنحاء العالم»، بحسب الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى «أن طهران تبدي استعدادها لإعادة الطائرات العراقية التي لجأت إلى إيران في عهد الرئيس العراقي صدام حسين مخافة تعرضها للدمار على أيدي الأميركيين، وأن هذه الطائرات تشمل 24 مقاتلة فرنسية من طراز ميراج «إف1» و80 طائرة أخرى روسية الصنع. وكان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» أعلن قيام ما وصفها بالخلافة الإسلامية وتنصيب أبو بكر البغدادي أو عبد الله إبراهيم السامرائي «إماماً وخليفة للمسلمين في كل مكان»، ودعا ما سماها الفصائل الجهادية في مختلف أنحاء العالم لمبايعته.
«واشنطن بوست»: دراسة أميركية تؤكد كراهية المسلمين للإرهاب وقلقهم منه
أكدت دراسة جديدة لمعهد بيو الأميركي لاستطلاعات الرأي «أن القلق من التطرف الإسلامي مرتفع بين الدول ذات الغالبية المسلمة، ويأتي ذلك في لحظة عصيبة في الشرق الأوسط مع إعلان تنظيم داعش تأسيس خلافة جديدة بعدما سيطر على مناطق كثيرة في العراق وسورية».
وشارك في الدراسة حوالى 14 ألف شخص من 14 دولة، وأجريت بين نيسان وأيار الماضيين، أي قبل تقدم داعش الدراماتيكي في العراق خلال الشهر الفائت، إلاّ أنها تسلط الضوء، بحسب ما تقول الصحيفة «على الخوف المتزايد والغضب الذي تشعر به كثير من الدول ذات الغالبية الإسلامية عندما تواجه سلسلة من التهديدات من قبل المسلحين بدءاً من بوكو حرام في نيجيريا، إلى داعش في العراق وطالبان في باكستان».
وأشارت الصحيفة إلى أن «الخوف من الإرهاب ارتفع في عدد من الدول، أكثرها بشكل واضح هو لبنان الذي يشهد امتداداً للحرب الأهلية الوحشية في سورية التي تشعل التوترات الطائفية الموجودة فيها منذ فترة طويلة، ويشكل اللاجئون السوريون ربع سكان لبنان».
ووفقاً لنتائج الدراسة، فإن «نسبة من يشعرون بقلق بالغ من التطرف الإسلامي في مصر بلغت 75 في المئة مقابل 22 في المئة غير قلقين، بينما كانت النسبة في تونس 80 في المئة للقلقين مقابل 19 في المئة لغير القلقين، والأردن 62 في المئة مقابل 36 في المئة، وتركيا 50 في المئة قلقين مقابل 37 في المئة غير قلقين».
وأشار بيو إلى «أن شعوب مصر وتونس والأردن وتركيا ولبنان تشعر بقلق إزاء التهديد الإسلامي أكثر مما كان عليه الحال قبل عام».
«ليبراسيون»: فرنسا تستعد لتسليم الميسترال إلى روسيا
«فرنسا تستعد لتسليم الميسترال إلى روسيا» هو عنوان تقرير نشرته صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، أشارت فيه إلى «أن 400 عسكري روسي وصلوا إلى سان نازير فرنسا للتدريب على استخدام سفن الميسترال والتي ستُسلّم إلى موسكو تحت ضغط قوي».
وأضافت الصحيفة: «إن اثنين من طواقم البحارة الروس وصلوا إلى فرنسا في وقت سابق من هذا الأسبوع لتعلم كيفية استخدام هذه السفن والتي بيعت إلى روسيا عام 2000»، موضحة «أن باريس مجبرة على تسليمها على رغم الأزمة في أوكرانيا وضغط حلفائها لإيقاف هذه الصفقة بين الطرفين».
«لوفيغارو»: بوتين: أميركا تضغط على فرنسا
لمنع تسليمنا الميسترال
وقالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في تقرير: «إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى أن مشاكل البنوك الفرنسية في الولايات المتحدة الأميركية هي وسيلة تستخدمها واشنطن للضغط على باريس من أجل توقيف تسليم سفن الميسترال إلى روسيا».
ولفتت الصحيفة إلى أن بوتين «أوضح أن أميركا تحاول الضغط على فرنسا لمنع تسليمنا الميسترال»، مضيفاً: «ونحن ندرك أن مثل هذه الضغوط تتم من قبل حلفائنا الأميركيين والتي ادعت أن توقيف هذا العقد بين فرنسا وروسيا سيؤدي إلى خفض أو إزالة العقوبات عن البنوك»، معتبراً ذلك بمثابة «ابتزاز لباريس».