ارتياح في فرنسا بعد خسارة اليمين المتطرف في الانتخابات المحلية
لم يدم طويلاً احتفال الجبهة الوطنية في فرنسا بالفوز الذي حققته في المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية. فنتائج المرحلة الثانية لم تحمل لها فوزاً في أي من المناطق بفعل تكتل الحزب الاشتراكي ويمين الوسط الذي يمثله الجمهوريون في مواجهتها.
وبحسب النتائج الأولية فإن الحزب الجمهوري بزعامة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حلّ في المرتبة الأولى بعد فوزه في سبع مناطق يليه الحزب الاشتراكي بخمس، ثم الجبهة الوطنية التي كانت فازت بستة من أصل 13 منطقة في المرحلة الأولى.
وفي السياق، شكر ممثل الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا، رئيس الوزراء مانويل فالس، حشد الناخبين في الجولة الثانية من الانتخابات المحلية، التي حالت دون انتصار الحزب اليميني المتطرف «الجبهة الوطنية» برئاسة مارين لوبان، معترفاً بأنه لا يوجد شيء للاحتفال به على وجه الخصوص.
وقال رئيس الوزراء: «إن خطر اليمين المتطرف لم ينته بعد، وأنا لم أنسَ نتائج الجولة الأولى من الانتخابات. وأنا اقدر المسؤولية التي تقع على عاتقي، وعلينا، في حكومتي، بقيادة رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند ، وهذا كله يحتم علينا الاستماع إلى الفرنسيين، وكل هذا يجبرنا على التصرف بسرعة وبشكل حاسم».
فالس اعتبر أنّ مبادئ الجمهوريّة انتصرت ضد اليمين المتطرف، مُحذّراً من خطر حزب الجبهة الوطنيّة الذي لم يزل بعد، قائلاً: «اليمين المتطرّف خسر لكنّ خطره ما زال موجوداً».
أما نيكولا ساركوزي، فاعتبر النتائج نصراً لحزب الجمهوريين الذي لم يخن مبادئه ولم يستسلم، مؤكداً: «لقد قاومنا وبقينا موحدين ولم نذعن للآخرين أو ندخل لعبة التحالفات».
يذكر أن حزب مارين لوبان، الذي تقدم في ست مناطق من أصل 13 في الجولة الأولى للانتخابات التي أجرت في الـ6 من كانون الأول، لم يحقق أي فوز في الجولة الثانية للانتخابات التي أجريت، يوم الأحد الماضي. وبلغت نسبة المشاركة 50,54 في المئة وفق ما أعلنته وزارة الداخلية الفرنسية في بيان حول النتائج الأولية. وتعد هذه النسبة عالية مقارنة بنسبة التصويت في الانتخابات قبل خمس سنوات والتي كانت 43,47 في المئة، وكذلك مقارنة مع نسبة المشاركة في الجولة الأولى التي أجريت الأحد الماضي وبلغت 43,01 في المئة، حيث تشكل هذه الانتخابات اختباراً لوزن القوى السياسية في البلاد قبل 18 شهراً من الانتخابات الرئاسية.
جاء ذلك في وقت أظهرت النتائج الأوّليّة للجولة الثانية للانتخابات مصير إحدى عشرة منطقة من أصل ثلاثة عشرة، في الوقت الذي يبقى فيه مصير المنطقة الباريسية الإيل دو فرانس ومنطقة النورماندي مجهولاً نظراً لِاحتدام المعركة، واستمرار فرز الأصوات. وقد أظهرت النتائج فوز حزب ساركوزي بخمس مناطق، أمّا الحزب الاشتراكي ففاز أيضاً بخمس مناطق حتّى هذه اللحظة فيما لم يحصل حزب الجبهة الوطنيّة على أيّة منطقة.
المنطقة الوحيدة التي بقيت خارج الأحزاب السياسية الرئيسية كانت منطقة الكورس «جزيرة كورسيكا» التي فاز فيها الحزب المحلي «الحزب القومي الكورسيكي».
التصريحات السياسية أتت سريعةً ومتزامنة. وبينما خسرت زعيمة «الجبهة الوطنيّة» مارين لو بان في منطقة «النور با دو كالي بيكاردي» بنسبة 30.42 في المئة مقابل 70.53 في المئة لمنافسها الجمهوري كسافييه بيرتران، عبّرت لو بان عن فرحتها «بالتقدّم والنّصر» وقالت: «لن يستطيع أحد أن يوقفنا بعد اليوم، ولقد حققنا نتيجة مذهلة تُبرهن على أنّنا حزب معارض بِامتياز استطاع أن يتقدم بسرعة ويتقرّب من الفرنسيين».
وفي كلمة أمام مؤيديها حيت لوبان حيت لوبان ما وصفته «بالقضاء التام» على تمثيل الحزب الاشتراكي في المناطق الشمالية والجنوب شرقية التي شهدت التصويت التكتيكي حيث صوت الناخبون الاشتراكيون لحزب ساركوزي من أجل اقصاء اليمين المتطرف.
وكان حزب الجبهة الوطنية يأمل، بعد نيله أعلى نسبة من الأصوات على المستوى الوطني 28 في المئة مع وصول النسبة إلى 40 في المئة في الشمال والجنوب ، في الفوز بعدد من المناطق الـ13، مستغلاً رفض الفرنسيين للأحزاب السياسية التقليدية العاجزة عن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية، والخوف الناجم عن اعتداءات باريس الإرهابية في 13 تشرين الثاني.