المالكي: تركيا تحاول اقتطاع الموصل مستغلّة ظروف العراق
طالبت الحكومة العراقية، أمس، تركيا بسحب «كامل» القوات التي نشرتها في العراق دون موافقة بغداد، لتعبر بذلك عن عدم رضاها على الانسحاب الجزئي لهذه القوات الذي جرى أول من أمس الاثنين.
وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، بأن «مجلس الوزراء ناقش الأزمة مع تركيا، وجدد موقفه الثابت بضرورة استجابة الجارة تركيا لطلب العراق بالانسحاب الكامل من الأراضي العراقية واحترام سيادته الوطنية».
وكان النظام التركي سحب أمس بشكل جزئي قواته ومعداته العسكرية التي انتهكت سيادة العراق من محيط مدينة الموصل باتجاه تركيا وفق النائب عن محافظة نينوى سالم محمد الذي قال: «إن القوات التركية انسحبت من معسكر زلكان فى ناحية بعشيقة ووصلت حاليا إلى دهوك» وأن عدداً قليلاً من المدربين الأتراك بقي في المعسكر وهم بحدود 20 إلى 50 حسب الاتفاق مع الحكومة العراقية.
يذكر أن نظام أردوغان كان أقدم قبل نحو أسبوعين على إدخال عدد من قواته برفقة عربات ودبابات من دون موافقة الحكومة العراقية التي أكدت أن هذه الخطوة تعد عملاً عدائياً وانتهاكاً لسيادة العراق ودعت النظام التركي إلى سحب قواته فوراً.
إلى ذلك، اتهم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، تركيا بوجود «أطماع» لها في العراق، وفيما حذر من أنها تحاول «اقتطاع» الموصل مستغلة الظروف الحالية التي يمر بها العراق، دعا العشائر الى مواصلة دعم الدولة في حربها ضد «داعش».
وبحسب «السومرية نيوز» قال المالكي في بيان صدر عن مكتبه بعد استقباله وفداً من عشائر البو محمد إن «للعشائر العراقية ماضياً مشرفاً وحاضراً مليئاً بالتضحيات والمواقف الوطنية»، مبيناً أن «الهجمة الإرهابية الشرسة التي تعرض لها العراق كان لأبناء العشائر الدور الكبير في صدها من خلال دعم القوات الأمنية وتشكيلات الحشد الشعبي المقاوم».
وأضاف أن «أمام العراق تحديات كبيرة تستوجب من الجميع مواجهتها بحكمة وواقعية، والعمل على تعزيز الوحدة والتلاحم والأخوة، وهذه المعاني يعرفها جيداً أبناء القبائل والعشائر».
وجدد المالكي «موقف العراق الرافض للوجود التركي على أراضيه»، معتبراً أن «تركيا لديها اطماع في العراق وتحاول استقطاع الموصل مستغلة الظروف التي يمر بها العراق، لكن هذه الأحلام لن تتحقق لأن الشعب العراقي عبر بشكل واضح وصريح عن موقفه الرافض للاحتلال وطالب أنقرة بإخراج قواتها فوراً».
ودعا المالكي العشائر العراقية الى «مواصلة العمل ودعم الدولة في الحرب ضد عصابات «داعش» الإرهابية من خلال دعم القوات الأمنية والحشد الشعبي».
من جهة أخرى، قال أحد أعضاء لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، الثلاثاء، إن روسيا زودت العراق بأسلحة متوسطة وخفيفة، لدعم الجيش العراقي في مواجهة «داعش».
وبحسب «رأي اليوم»، قال النائب اسكندر وتوت: إن روسيا زودت العراق بأسلحة متوسطة وخفيفة، لدعم وحدات الجيش العراقي، التي تتولى شن المزيد من العمليات العسكرية شمالي وغربي البلاد، ضد جماعة «داعش» الإرهابية، من دون أن يحدد موعد تسليمها وكمياتها.
وأضاف وتوت إن «الموقف الروسي من ناحية دعم العراق بالأسلحة المتوسطة والخفيفة جيد، لكن لغاية الآن لم تتوصل الحكومة إلى إبرام اتفاقيات مهمة مع الجانب الروسي، تتعلق بدعم القوة الجوية العراقية وتزويدها بالطائرات المقاتلة». وأوضح أن «الأسلحة التي زودتها روسيا للجيش العراقي، مهمة في استمرارية المعارك ضد تنظيم «داعش».
ميدانياً، ذكرت وكالات أنباء عراقية أمس، أن قوات الحشد الشعبي العراقي قتلت قناصة شيشانية من عناصر تنظيم داعش الإرهابي شمال الفلوجة في محافظة الأنبار.
وجاء في بيان لـ«سرايا الجهاد»، إحدى تشكيلات الحشد الشعبي، أن «القوات تمكنت على ضوء معلومات استخباراتية من قتل القناصة الإرهابية المدعوة ماريا الشيشانية ، بعد قصف أحد المواقع التي كانت تتحصن فيها في منطقة السجر شمال الفلوجة».
وأضاف البيان أن «القوات تمكنت من إفشال عملية تسلل لعصابات داعش الإرهابية على خط الصد الأول كما تمكنت من قتل 4 إرهابيين شمال الفلوجة».
وفي السياق، أفاد مصدر عراقي في شرطة نينوى أن عناصر تنظيم «داعش» أعدموا والي قضاء الحضر و10 من مرافقيه وسط القضاء بعد إدانتهم بتهمة الخيانة.
وقال العميد محمد الجبوري إن «عناصر داعش أعدموا والي قضاء الحضر سعدون اللهيبي الملقب أبو حفصة و10 من مرافقيه وسط القضاء بتهمة الخيانة وتعاونه مع قوات البيشمركة جنوب الموصل».
وأوضح الجبوري أن التنظيم أعدم اللهيبي شنقا مع مرافقيه العشرة.
وقام التنظيم بتعيين القيادي أبو بكر الضياح وهو سوري الجنسية واليا جديدا للقضاء.
وعلى صعيد متصل، قال المصدر إن «تنظيم داعش نفذ حكم الإعدام رميا بالرصاص بحق ضابطين في قوات البيشمركة كان قد اختطفهما بمعارك قضاء سنجار».
من جهة أخرى، قصف طيران التحالف الدولي مواقع تنظيم «داعش» في قضاء الحضر لساعتين متواصلتين، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصر التنظيم الإرهابي وإحراق صهريج يعود للتنظيم داخل القضاء.
يذكر أن جماعة «داعش» الإرهابية صناعة أميركية صهيونية، وتتبنى الفكر الوهابي التكفيري المتطرف الذي تروج له دول إقليمية تسعى لتمرير أجندة إقليمية ودولية تهدف تجزئة المنطقة بعد تدميرها.