أنصار الله مشترطاً: تقدّم مفاوضات سويسرا بالالتزام بالهدنة
فيما تتواصل الغارات بالرغم من الهدنة التي أعلن عنها والتي كان من المفترض أن تستمر سبعة أيام، استمر الحوار اليمني في بييل السويسرية والاتفاق على تبادل سجناء بوساطة قبائل جنوب البلاد.
وبحسب بعض المصادر فقد انطلقت جلسات اليوم الثاني من الحوار اليمني المتواصل على وقع استمرار خرق الهدنة، مشيرة إلى حصول اجتماع بالتوازي يضم سفراء مجموعة الدعم الدولية الثماني عشرة.
ويخشى أن يهدد خرق الهدنة الحوار في حال استمراره لا سيما وأن وفد حركة «أنصار الله» ربط تقدم المفاوضات بالتزام التحالف السعودي بوقف إطلاق النار وفقاً للمبادرة الأممية.
أكد صحافي ومحلل سياسي يمني مواكب للمفاوضات اليمنية في مدينة بييل السويسرية وجود عدة نقاط تهدد استمرار هذه المفاوضات، لكنه أشار الى وجود إرادة دولية لإنهاء العدوان على اليمن.
وكانت المفاوضات بين الأطراف اليمنية في جولتها الثانية قد انطلقت رسمياً أمس الثلاثاء تحت رعاية أممية بمشاركة وفد من حكومة هادي، ووفد آخر يمثل أنصار الله وحليفها الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وبحسب المحلل السياسي أحمد المؤيد فإن الجولة الأولى من المفاوضات بدأت أمس، وهناك استياء بسبب خروق وقف إطلاق النار، ولا أعتقد أن المفاوضات ستستمر بحسب ما صرح الوفد اليمني أنصارالله والمؤتمر الشعبي العام إذا كان هناك خرق لوقف إطلاق النار، لأن هذا يثبت عدم الجدية لدى الطرف الآخر، وأيضاً يقلل من مستوى الثقة لدى الأمم المتحدة، لأن وقف إطلاق النار هو ما نصّت عليه الأمم المتحدة كشرط أساسي لبدء هذه المفاوضات.
وأضاف المؤيد: كما أن هناك بعض النقاط التي سجلت أمس تثبت أن الفريق الآخر، وفد الرياض، لا يمتلك القرار… وهذه مشكلة كبيرة ربما تؤدي الى انهيار المفاوضات بشكل كامل.
وفي ما يخص إطلاق سراح المعتقلين لدى الطرفين، قال المؤيد: إن الصليب الأحمر بصفته المعني برعاية هذا الموضوع نفى اتفاق الطرفين على إطلاق سراح المعتقلين.
وأوضح أن أفراد الوفد اليمني الآتي من صنعاء، أنصارالله والمؤتمر الشعبي العام، يمتلكون القرار، وأي أمر يوقعون عليه في المؤتمر سيتم تنفيذه فعلاً، بينما الطرف الآخر سيضطر الى الرجوع الى الرياض لأخذ موافقتها، وهذا أمر سلبي.
وأشار المؤيد الى وجود رغبة دولية واضحة جداً لإنهاء العدوان على اليمن، وأن هناك ضغوطاً من المنظمات الدولية والأمم المتحدة كانت تمارس على السعودية لإنهاء هذا الحرب لأنها أصبحت بلا جدوى، إضافة الى الضغوط على السعودية من الواقع العسكري والميداني والخسائر الكبيرة التي نالتها.
وقال: «إن السعودية الآن بين نارين، تريد إيقاف الحرب هذه لكي توقف نزيف الاقتصاد والخسائر في كل الاتجاهات، وفي نفس الوقت لا تريد أن يتمكن انصارالله بالذات من ان يكونوا جزءاً أساسياً من منظومة الحكم في اليمن المقبل.
وكانت محادثات اليوم الأول ركزت بين الأطراف اليمنية في سويسرا على القرارات الدولية، وبحث تثبيت وقف إطلاق النار إضافة إلى فتح ممرات آمنة.
ونقلت مصادر إعلامية عن مصدر في وفد جنيف 2 أن المحادثات ركزت على تنفيذ القرارات الأممية وخصوصاً القرار الأممي 2216، لتثبيت وقف إطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات وفك الحصار عن المدن وخاصة على تعز.
كما تطرقت المحادثات إلى وضعية المعتقلين في السجون وضرورة الإفراج عن العديد منهم كبادرة حسن نية من الجهتين، إضافة إلى اتخاذ خطوات جدية محو تحسين الاقتصاد وإيصال المساعدات للمتضررين.
من جهة أخرى، كشف سفير اليمن في واشنطن أحمد عوض بن مبارك، عن بعض كواليس اليوم الأول للمشاورات التي بدأت الثلاثاء 15 كانون الأول، في مدينة بيل السويسرية وذلك بالتزامن مع بدء سريان وقف لإطلاق النار يستمر 7 أيام.
وأوضح بن مبارك أن فريقي المشاورات عقدا، بإدارة المبعوث الأممي جلسة استماع لكلمات الأمم المتحدة والوفود وجلسة لمناقشة جدول الأعمال.
وأكد جدية الحكومة في الوصول إلى سلام حقيقي والتزام إجراءات الثقة التي طلبتها الأمم المتحدة منها، وذلك باقرار هدنة وإبداء مرونة في الموافقة على تمديدها في حال تم الالتزام من الطرف الآخر.
ويتمسك وفد أنصار الله بـ «إنهاء الحرب» من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، كشرط للتفاوض حول آلية تنفيذ القرار الأممي.