القاهرة: مشاركتنا في التحالف ستقتصر على الجوانب المعلوماتية والأمنية
القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي
وصل وزير الدفاع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الثلاثاء إلى القاهرة، في زيارة ضمن ما يعرف بمجلس التنسيق السعودي المصري المشترك، حيث التقى الأمير السعودي بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء شريف إسماعيل، حيث تم الإعلان عن قرار سعودي بالإسهام في توفير احتياجات مصر النفطية مدة 5 سنوات، إضافة إلى رفع الاستثمارت السعودية في البلاد إلى 30 مليار ريال 10 مليارات دولار ودعم حركة النقل في قناة السويس بالسفن السعودية.
وذكر بيان لمؤسسة الرئاسة المصرية أن اللقاء تناول: «التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، والذي أعلن بن سلمان إقامته بشكل منفرد، مساء الاثنين الماضي في الرياض، وأكد أنه يضم 34 دولة من بينها مصر، وقطر، وتركيا».
وفيما اكتفت وزارة الخارجية المصرية بإصدار تعليق مقتضب على إعلان السعودية تشكيل التحالف، حيث قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، الثلاثاء، أن مصر: «تدعم كل الجهود لمكافحة الإرهاب خاصة إذا كان هذا الجهد إسلامياً أو عربياً، فهي تدعمه، وتكون جزءاً منه»، فقد ذكرت مصادر مصرية رفيعة المستوى أن مصر لن تشارك بأي قوات عسكرية في التحالف الإسلامي، لمكافحة الإرهاب، الذي أعلن عنه في السعودية.
وأوضحت المصادر أن مصر وافقت على التنسيق في مواجهة الإرهاب من الناحيتين الأمنية و المعلوماتية، وأن الأمر لا يخرج عن كونه «شكلياً جداً»، ولا يعني «بأي طريقة المشاركة بقوات عسكرية على الإطلاق» حيث قال المصدر المصري إن «الرياض لم تحط القاهرة علماً بإعلان إقامة هذا التحالف مسبقاً، وأن المسؤولين المصريين مستاؤون من تجاهلهم».
وأضافت المصادر المصرية، أن «مصر أول دولة واجهت الإرهاب عملياً، الأمر الذي يفرض على أي تحالف يتم تشكيله لمواجهة الإرهاب، الاستعانة بمصر لأنها الدولة التي تحملت عبء مواجهته علناً، ومن دون مواربة» على حد تعبير المصدر المصري.
وحول طريقة التعاون داخل التحالف، خاصة أن هناك دولاً مشاركة فيه، بينها وبين مصر خلافات سياسية، وعلى رأسها تركيا وقطر، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إنه من السابق لأوانه الحديث حول هذه التفاصيل حالياً، مشيراً إلى أن كل تلك الأمور ستتم دراستها.
وفي تصريحات خاصة للبناء تساءل الكاتب الصحافي في جريدة الأهرام المصرية ابراهيم سنجاب عن «الجيوش العربية المتبقية القادرة على المشاركة في هذا التحالف»، مشيراً إلى أنها جيشان أو ثلاثة مشغولة بمكافحة الإرهاب داخل حدودها، واستغرب سنجاب أن تنضم للحلف دول كفلسطين والنيجر والصومال وغيرها وتستبعد دول كسورية والعراق، كما استغرب هوية الحلف الطائفية، مشيراً إلى أن الجيش المصري جيش مبني على أساس الوطنية وليس على أسس طائفية فكيف يمكن أن يشارك في تحالف أعلن عنه من يريد أن «يخوض معارك وهمية تحت شعارات طائفية» على حد تعبيره، وذكر سنجاب بدعوات أوباما السابقة لحلف سني وهذا ما يتناقض حسب سنجاب مع عقيدة الجيوش العربية القادرة عل المواجهة اليوم والتي «تتبنى عقيدة قتالية على أساس مفهوم الدولة الوطنية وليس السنية أو الشيعية ولا حتى الإسلامية أو المسيحية».
وسأل سنجاب: «هل كان الفشل الأميركى / الغربي بعد ثورة 30-6 في مصر وصمود الجيش العربي السوري والمقاومة العربية في العراق وما لحق بذلك من عدم استقرار ليبيا وفشل الحملة العسكرية على اليمن وإنجاز الاتفاق النووي مع إيران هي المبررات لإنشاء تحالف إسلامي تكون قيادته التنسيقية كما قيل في السعودية؟».
من جهته، قال الخبير الاستراتيجي المصري اللواء حسام سويلم إن التحالف قائم بين دول لا يجمعها أي توافق سياسي، حيث يضم دولتين مثل «قطر وتركيا» اللتين تعانيان من علاقات عدائية مع بعض الدول المشاركة الأخرى ومنها مصر.
وشدد على أن «هذا التحالف لا لون له، ولا طعم، ولا رائحة، ولا ينذر بنتائج إيجابية»، مدللاً على قوله هذا بأن «تحالف القوة العربية المشتركة لم يستمر».
وفي السياق ذاته قال اللواء، علاء عز الدين، المدير السابق لمركز المخابرات الاستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية، إن «العالم العربي يطالب السعودية بتوضيح موقفها عن إجراء محادثات لإرسال قوات خاصة إلى سورية بمشاركة دول خليجية، حتى لا يفهم البعض أن السعودية أصبحت مخلب قط بالمنطقة لمصلحة الولايات المتحدة الاميركية».
وأضاف عز الدين: «أن العالم يقدر ويحترم السعودية، ولكن لا بد أن توضح أيضاً الهدف من استبدال القوة العربية المشتركة بتحالف إسلامي عربي، رغم أن الأول لم يصل لنتيجة في الحرب على «داعش» لافتاً إلى أن أميركا تستخدم سيناريوهات عدة حتى تكون الحرب في المنطقة عربية عربية وذلك يحقق مصالحها.
أما الكاتب الصحافي المصري عبدالله السناوي، فقد انتقد إعلان المملكة العربية السعودية، تشكيل تحالف إسلامي عسكري، بقيادتها، وقال: «إن ثلاثة من الجيوش المشاركة في التحالف المعلن، وهي جيوش مصر وباكستان وتركيا، من أكبر 12 جيش على مستوى العالم»، مستنكراً تولي الرياض قيادة الجيوش الثلاثة، ضمن التحالف المشار إليه.
وأضاف السناوي أن تشكيل التحالف يأتي كمحاولة سعودية للقفز على المشكلة اليمنية، التي تشهد مفاوضات يمنية – يمنية بغطاء أممي، وتابع: «لا أحد في العالم سيأخذ قيادة السعودية للتحالف الإسلامي العسكري على محمل الجد».
وأوضح السناوي أن: «هناك خلل فادح مكتوم في العلاقات المصرية السعودية، خاصة إزاء الملف السوري، فمصر أقرب إلى موسكو، والرياض أقرب إلى أنقرة»، ووصف التحالف الجديد بأنه: «يضم مجموعة دول بينها خلاف استراتيجي إزاء أزمات المنطقة».
وقال السناوي إن بعض الدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لم تبلغ بقرار إنشائه إلا قبل ساعات من إعلانه رسمياً، وأن تشكيل التحالف ينفي فكرة القوة العربية المشتركة التي اقترحتها مصر.
كما تمنى السناوي أن يكون هنالك: «تنسيق عربي وإسلامي لضرب الإرهاب في ليبيا، فالمشكلة الحقيقية أن التحالف الإسلامي العسكري بقيادة السعودية يضم دولاً مثل تركيا وقطر، تؤيد جماعات في ليبيا موصوفة بأنها إرهابية، وبالتالي الرهان على هذا التحالف لا يصمد أمام أي اختبار» .