لقاء في مطرانية بعلبك للكاثوليك يؤكّد وحدة المدينة في وجه الإرهاب
عُقد أمس لقاء في مطرانية بعلبك للروم الكاثوليك، ضمّ راعي الأبرشية المطران الياس رحال، المفتي الجعفري الشيخ خليل شقير، مفتي بعلبك ـ الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، رئيس بلدية بعلبك الدكتور حمد حسن وأعضاء المجلس البلدي والمختارين. وتدارس المجتمعون خلال اللقاء ما صدر من تهديدات للكنائس في منطقة البقاع، ضمن بيان لما يسمى بـ«لواء أحرار السنّة ـ بعلبك».
وأكد المجتمعون وحدة أبناء مدينة بعلبك بكل طوائفهم وأطيافهم ومكوّناتهم، مجمعين على رفض هذا البيان لأنه لا يمثل لا السنّة ولا غير السنّة في بعلبك.
وتحدّث المطران رحال، فأكّد أنّ كل أهالي منطقة البقاع وبعلبك ـ الهرمل، يعيشون مع بعضهم متحابين في ما بينهم، يجتمعون ويتشاركون في كل المناسبات. وهذا هو شعار منطقة بعلبك الهرمل مسلمين ومسحيين، ولن نتخلى عن هذا الشعار وعن العيش الواحد. مشدداً على الانفتاح والمحبة والتواصل، وقال: «هذه الحياة التي نعيشها وسنبقى نعيشها في الافراح والاتراح، وهذا شعارنا ولن نتخلى عنه وعن العيش الواحد والانفتاح، ونطمئن أهلنا أنّنا لسنا خائفين ممن يسعون إلى التفرقة وسنبقى نعيش التواصل والانفتاح والمحبة في ما بيننا».
وأضاف: «لم نطلب من القوى الامنية حماية دور العبادة، لأنها تعرف واجبها وهذا من مسؤولياتها».
ولفت المفتي الرفاعي إلى أنّ هذا اللقاء، لتأكيد علاقة الاخوّة وأيضاً على الوجود المسيحي ودوره في الشرق، وهو سبق الوجود الاسلامي. وعندما جاء الاسلام وانتشر خارج الجزيرة العربية في العراق وفي الشام، بقيت الكنائس موجودة، وكانت هناك وصية دائمة للمحافظة على الكنائس وعدم هدمها. فمن يريد تصوير خلاف إسلاميّ ـ مسيحيّ، فهو على خطأ وواهم.
وألقى الدكتور حمد حسن كلمة بِاسم المجلس البلدي، رفض فيها ادّعاءات ما يسمى بـ«لواء أحرار أهل السنّة»، فأهل السنّة أحرار وروّاد تثبيت دعائم العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين. داعياً القوى الأمنية إلى التحرّي عن هؤلاء، منتحلي صفة أهل السنّة، ومحاسبتهم على تبنّي الأعمال الإرهابية ومحاولة بثّ الفتنة والتفرقة بين المواطنين.
درويش: نحن مدعوّون إلى التلاقي
أصدر رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش أمس بياناً علّق فيه على ما تناولته وسائل الإعلام حول بيان لما يسمى «لواء أحرار السنّة ـ بعلبك»، يهدّد فيه المسيحيين في البقاع ولبنان، وقال: «أتوجّه إلى أخوتي في البقاع ولبنان لأطمئنهم إلى عدم جدّية التصريح الصادر عمّا يسمّى لواء أحرار السنّة ـ بعلبك، وأعتبره في سياق المخطّط لخلق بلبلة أمنية في منطقة البقاع، وأنا على قناعة تامة، أنه في قراءة للتاريخ منذ بداية بشارة الإسلام في هذا الشرق، كان السنّة المحامين عن المسيحيين المحافظين على وحقوقهم انطلاقاً مما جاء في القرآن الكريم لا إكراه في الدين ، وأعتبر انه في هذه الظروف الدقيقة يقع على المسلمين بشكل عام والسنّة بنوع خاص مسؤولية الحفاظ على المسيحيين في البقاع ولبنان والشرق».
وأضاف: «على رغم رسالة الطمأنة هذه، نحن مدعوون اليوم إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، ولدينا الإيمان والقناعة وملء الثقة بالجيش اللبناني والقوى الأمنية جميعها التي هي صمام أمان لجميع اللبنانيين في البقاع وفي باقي المناطق، والخطة الأمنية التي بدأت منذ فترة ستساهم من دون شك في إحلال السلام والأمن والطمأنينة».
وختم: «في هذه الفترة العصيبة التي تمر فيها منطقتنا نحن مدعوون إلى التلاقي مع كل الطوائف لدرء الأخطار التي تتهدد الجميع، ونرفع الصلاة لكي يمن علينا الرب بنعمة السلام والتآخي والتلاقي».