المنار

أكثر من أربع وثلاثين ساعة على إعلان محمد بن سلمان عن حلفه لمحاربة الإرهاب، والدول الأربع والثلاثون المدرجة على لائحة الآمال، تبحث عن حقيقة الخطوة السعودية.

جلّ المؤكّد إلى الآن أن الأمير السعودي نصّب نفسه قائداً للحلف الضائع بين الرغبة السعودية وصعوبة الحالة العملية.

أمّا التشريح المنطقي للعملية، فيُفضي إلى جملة تساؤلات هي أشبه بإجابات عن توقيت الإعلان السعودي.

فهل هو على غرار ما أُعلن ذات يوم عن قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب؟ وأي إرهاب أولى بالمواجهة من الإرهاب الصهيوني؟

هل ستخلص الأمور كما في الحلف على اليمن إلى تعداد لاسماء الدول على الإعلام، والبحث عن شركات أمنية كبلاك ووتر لتنفّذ الرغبة السعودية في الميدان؟ وأي ميدان سيكون لهؤلاء؟

وزير خارجية بن سلمان عادل الجبير، وصل إلى حدّ الحديث عن قوات بريّة للحلف غير الموجود إلى الآن قد تتوجه إلى سورية؟ فإلى جانب من ستقاتل؟ إلى جانب القوات السورية وحلفائها، أم «داعش» وحلفائه؟

إنّ أعظم بلاء الأمة أنْ حكمها مترفوها، والأمل بأن تستفيق لواقعها قبل أن يحقّ عليها القول.

تلفزيون لبنان

متى سيتوقّف تعداد جلسات الانتخاب الذي لم يتمّ، ولا نقول لن يتمّ؟

الثالثة والثلاثون مثل سابقاتها من الجلسات لم يكتمل نصابها، والجلسة الرابعة والثلاثون في السابع من مطلع السنة الجديدة.

إلى هنا لا يوجد خبر، والخبر منتظَر ربما في البرنامج الرئاسي الذي سيعلنه النائب سليمان فرنجية الذي اجتمع اليوم أمس بمدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ومستشاره هاني حمود.

وفي جو سياسي آخر كلام مهمّ للرئيس نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي من شأنه أن يفرمل الانزلاق نحو خلاف جديد في البلد، هذه المرة حول التحالف العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب. فقد أكد الرئيس بري على التشاور والتفاهم في موضوع انضمام لبنان إلى التحالف مؤكداً على ان المقاومة شيء والارهاب شيء آخر.

موضوع آخر يستحق الإشارة إليه هذا المساء أمس وهو أنّ وزير العدل أشرف ريفي ردّ طلب تسليم هنيبعل القذافي إلى السلطات السورية.

موضوع آخر أيضاً قد يكون بشرى للبنانيين، وهو التفاؤل باجتماع السرايا والبتّ بترحيل النفايات إلى الخارج ووزير الداخلية نهاد المشنوق نفى ما يتردّد من أرقام تتعلّق بالطن الواحد.

إذن الانتخاب الرئاسي تأجّل إلى الجلسة الرابعة والثلاثين في السابع من الشهر الجديد في السنة الجديدة.

«ال بي سي»

مرّ السادس عشر من كانون الأول، ومرّت جلسة ملء الفراغ الرئاسي، وما بعدها سيكون كما قبلها.

فزخم المبادرة التي أطلقها الرئيس الحريري خفت حتى جاء لافتاً اليوم أمس إعلان الرئيس السنيورة أنّ ما طُرح لا يعدو كونه أفكاراً لم تبلغ بعد حدّ المبادرة.

تزامناً، يبدو سليمان فرنجيه المعلق ترشيحه حتى إشعار آخر واثقاً من الآتي في العام 2016، معتمداً في ذلك على لعبة الوقت التي ستبدّد حظوظ المرشّح المعلن ميشال عون وتشبّث حزب الله بترشيحه.

وفيما لبنان معلّق بحبال التسوية والسلّة الشاملة التي يشكل قانون الانتخاب أحد عناصرها، فيما الثقل المركزي مرتبط بموازين القوى الفعلية على الأرض وحجم تمثيلها في الكتلتين الوزارية والنيابية، يبدو العالم معلّقاً بحبال التسويات الكبرى لا سيّما الأميركية – الروسية التي تبدأ بسورية ولا تنتهي باليمن، حيث وقْف النار في هذين البلدين هو التحدي الأكبر.

وسط هذه الأجواء، يتركّز العمل على لملمة جثّة الدولة المهترئة عبر التوصل إلى حل يرفع النفايات الجاثمة في شوارعنا منذ ستة أشهر.

حلّ، إن نجح لفتح كوّة في حائط شلل العمل الحكومي الذي لم يكن ينقصه سوى إقحام لبنان في تحالف دولي ضدّ الإرهاب بمفهومه اللا محدّد.

«ام تي في»

الاستحقاق الرئاسي إلى العام المقبل. المسعى لملء الشغور في قصر بعبدا بالنائب سليمان فرنجيه إلى التبريد العميق، الرئيس برّي نزع فتيل متفجرة التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، معتبراً أنّ ردّ الرئيس سلام هو فكرة أوّلية، وليست معاهدة.

بقيت قنبلة ترحيل النفايات التي لم تجد خبيراً يعطلها بعد، اعتراض التيار الوطني الحر على مشروع الوزير أكرم شهيّب، وتريّث وزير المال في الموافقة عليه من أجل إيجاد مصادر لتمويله، وتوازياً ردّ وزير العدل أشرف ريفي طلب النظام السوري استرداد هنيبعل القذافي.

توازياً، شهدت جبهة الرابع عشر من آذار انتعاشاً كبيراً بزيارة نادر الحريري وهاني حمود، معراب موفدين من الرئيس سعد الحريري، حيث جرى التأكيد مع الدكتور سمير جعجع على وحدة هذه الحركة لأنّ ثورة الأرز أكبر من التكتيكات العابرة.

وكان سبق اللقاء مشهدية وحدوية لقيادات الرابع عشر في البرلمان، إضافة إلى تحميل حزب الله مسؤولية التعطيل الرئاسي، إضافة إلى التأكيد أن سمير جعجع هو المرشّح الرئاسي لهذا الفريق.

«او تي في»

الجلسة الثالثة والثلاثون لانتخاب رئيس انتهت بحضور 44 نائباً فقط. لترحل الرئاسة إلى السنة المقبلة. فيما الجهد الحكومي منصبّ على ترحيل النفايات هذه السنة. لكن في الرئاسة كما في النفايات، صار المشهد واضحاً، لا بل مفضوحاً: مطلوب رئيس فوراً، يقبل بفضيحة ضمّ لبنان غصباً، إلى تحالف عسكري لا علم له به، ولا جدوى له منه، ولا مصلحة له فيه، وحتى لا ناقة ولا جمل… لمجرد أنّ جملاً وناقة قرّرا عنّا. مطلوب رئيس، يبصم على قرار خارجي بضرب نصف شعبه، وإذكاء فتنة مذهبية في قلب وطنه، والوقوف عسكري طق، عند من «طق لديه شلش الحياء» منذ زمن، فكيف به في زمن عواصف الهزائم. ثم مطلوب فوراً رئيس، يقبل بكل فضائح الترحيل… من الكفاءات إلى النفايات… مقابل حفنة من دولارات، يحوّلها الراحلون من أبنائنا، لندفعها للمرحّل من نفاياتنا. مطلوب رئيس يغطّي مسخرة الزبالة. فبعد خمسة أشهر على معركة سوكلين، التي اندلعت أساساً لأنّ الصندوق الأسود لتلك المافيا لم يعد يكفي لزعيمين الزرقاوين. جاء الحل بأن يُقسم الصندوق الأسود إلى صندوقين: واحد لجمع الزبالة، وتذهب مزاريبه إلى هذا الزعيم الأزرق، وآخر للشحن، وتذهب سرقته إلى الزعيم الأزرق الآخر… كل هذا باسم الحلول البيئية، التي تبحث عن رئيس فوراً، يتكيّف مع بيئة فاسدة حتى الخنق والاختناق. وللتغطية، فقط للتغطية، يحاولون «لخم» الناس بكلام عن أميركا وروسيا ومجلس الأمن، فيما لعبتهم صغيرة قذرة، أصغر من كيس نفايات، وأقذر منه. فلنبدأ نشرتنا بروائح النفايات العضوية، ثمّ ننتقل إلى روائح أعضاء طبقتنا السياسية.

«أن بي أن»

ويستمر شلل المؤسسات الدستورية في جمود التسوية السياسية كما ترجمت جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، الستارة أُسدلت اليوم على عام لبناني يعيش آخر أيامه من دون رئيس ليفتح العام المقبل جلساته الانتخابية في السابع من كانون الثاني.

مشهد النفايات ينتظر أمواج الترحيل لدفع عمل الحكومة، بعد إضافة عنوان خلافي جديد لا يبتّه إلّا قرار مجلس الوزراء.

الرئيس نبيه برّي ضبط سجالاً سياسياً حول إدخال لبنان إلى تحالف إسلامي ضدّ الإرهاب سبق أن طرحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فأكّد الرئيس برّي أنّ هذه المواضيع تُناقش داخل مجلس الوزراء لاتّخاذ موقف مناسب، ولا حاجة لإثارة أي جدل خارج هذا الإطار.

العالم يبحث عن سبُل محاربة الإرهاب بعدما باتت مخاطره عابرة للحدود، لكن رئيس المجلس النيابي قال بوضوح، اليوم أمس لا يمكن وصف المقاومة ضدّ «إسرائيل» في لبنان أو غير لبنان بالإرهاب على الإطلاق، وليس وارداً على الإطلاق تصنيفها في هذه الخانة.

في الخارج حراك مكثّف من موسكو إلى العراق، وتقدّم الجهود الدبلوماسية من دون الوصول إلى نقاط اتّفاق بعد، لكن مؤشّرات الحراك الدولي توحي بالتفاوض خلف الكواليس لمواكبة طاولات الحوار حول سورية واليمن وما بينهما من ملفات مأزومة.

«المستقبل»

على الرغم من محاولات التقليل من وهج المبادرة الرئاسية فإنّها لا تزال تتصدّر التحرّكات واللقاءات في ضوء الآفاق المسدودة للانتخابات على امتداد العام الحالي ليقفل على جلسة نيابية هي الثالثة والثلاثون، على أن يكون السابع من كانون الثاني من العام المقبل موعداً لجلسة جديدة.

وفي غمرة الكلام عن انعكاسات الفراغ الرئاسي على عمل المؤسسات الدستورية، فإنّ عدم انعقاد مجلس الوزراء أدّى إلى لغط لا يزال يتردّد في الأوساط السياسية في ضوء انضمام لبنان إلى التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة الإرهاب.

وفيما وصف الرئيس فؤاد السنيورة موقف رئيس الحكومة من إنشاء الحلف بـ«المبدئي»، لافتاً إلى أنّ أي قرارات أخرى ستعود لمجلس الوزراء، اعتبر رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي خلال لقاء الأربعاء، أنّه لو كان مجلس الوزراء يجتمع لما كنّا وصلنا إلى لغط في شأن التحالف الإسلامي في وجه الإرهاب.

ومتابعة للمبادرة الرئاسية، وبعد التشاور الهاتفي بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع زيارة أوفد الرئيس الحريري اليوم إلى معراب مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره الإعلامي هاني حمود.

في قضية هنيبعل القذافي، أصدر وزير العدل أشرف ريفي قراراً ردّ فيه طلب النيابة العامة السورية تسليم هنيبعل باعتباره لاجئاً سياسياً.

«الجديد»

كان يوماً من عمر الحريري له وضع مبادرة ظنّ أنها ستعيده رئيساً بخاتم سليمان، لكن في هذا النهار السادس عشر من كانون طارت المبادرة إلى جلسة السابع من كانون الثاني التي بدورها قد تُرجأ إلى كانون الثالث ولعدم توافره بين الأشهر فإنّ المبادرة مُلغاة وهي كذلك ما دامت غير مقرونة لا بالحبر ولا بالورق. امتناع الحريري عن إعلان ترشيح فرنجية كان «خير وبركة» لزعيم المردة الذي سيتحرّر من أي التزام يقيّد كلامه غداً اليوم . وقد جاءت تصريحات بعض صقور المستقبل زيتاً على زيتون في خفض التصنيف الائتماني للمبادرة، إذ حجّمها الرئيس فؤاد السنيورة وأعطاها درجة لا تتعدّى الأفكار. تسطير العلامات الزرق على صفْقة الحريري اندلع أيضاً من النائبين جمال الجراح الذي نفى وجودها، وأحمد فتفت الذي ذكّرنا بأنّ المرشح الوحيد للمستقبل هو الدكتور سمير جعجع، ولو لم يفعل لنسينا فعلاً أنّ جعجع مرّ على ثلاث وثلاثين جلسة انتخاب كانت على قارعة التصويت. تخلّي المستقبل التدريجي، وفقدان المناعة الجنبلاطية يسبقهما قرار رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي بإعلانه أنّه سيتوقف عن المشاركة بنوّاب كتلته النيابية في جلسات انتخاب الرئيس كما كان يفعل ما لم يكن نوّاب حزب الله إلى جانبهم داخل القاعة، وبذلك يكون برّي قد عطّل أي إمكانية كانت متاحة لانتخاب فرنجية بغير رضى عون وحزب الله. رحلت جلسة الانتخاب إلى العام المقبل، وتقدّمت الجلسة الحكومية المرجّح عقدها يوم الجمعة المقبل لإقرار المبالغ غير المتفق عليها بعد في شأن ترحيل النفايات إلى الخارج بتكلفة يبدو أنها تتخطّى طن سوكلين، وفي السرايا عقد اجتماع خلية النفايات الوزارية هذا المساء لتدوير الحل الذي سعى الوزير نهاد المشنوق للتخفيف من وطأة أسعاره، معلناً أنّ تكلفة التصدير أقل ممّا يُشاع، وربطاً بالترحيل، لكن البشري، فإنّ وزارة العدل اللبنانية رفضت طلب القضاء السوري تسليمه هنيبعل معمر القذافي الذي يخضع للتحقيق في قضية كتم معلومات تتعلّق بإخفاء الإمام موسى الصدر على الأراضي الليبية. وزارة العدل السورية تقدّمت اليوم بكتاب إلى الخارجية اللبنانية وإلى المدّعي العام التمييزي، تطلب فيه استرداد القذافي لكونه مشمولاً بحماية الدولة السورية التي مُنح فيها حق اللجوء السياسي.

وبموجب القانون الدولي بمبادئه العامة، فإنّ سورية يحق لها استرداد هنيبعل القذافي المشمول بحمايتها ما دام غير مطلوب لدى الدولة اللبنانية، وإنّ الادعاء عليه جرى بعد اختطافه من دمشق إلى البقاع. هذا في القانون أمّا المنطق السياسي فله قوانينه العابرة للدول.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى