الثمانية الكبار في معادلة الرعب المونديالي

حسن الخنسا

اختتمت بالأمس القريب مباريات الدور الثاني من كأس العالم 2014 في بلاد السحرة، وتفتتح اليوم مباريات الدور ربع النهائي بقائين يجمع الأول بين ألمانيا وفرنسا، ويلتقي في الثاني صاحب الأرض مع المنتخب الكولومبي، وتستكمل مباريات هذا الدور يوم غدٍ السبت بلقائين أيضاً يجمعا بين الأرجنتين وسويسرا من جهة وبين هولندا وكوستاريكا من الجهة الأخرى. واستعرض محللو الساحرة المستديرة نقاط قوة وضعف المنتخبات الثمانية التي ستتنافس على أغلى لقب في العالم.

واعتبرت صحيفة «بيلد» الألمانية أن الفرصة ما زالت سانحة للمنتخبات الأوروبية لإضافة اللقب الحادي عشر وإبقاء التفوق أوروبياً بتأهل 4 منتخبات، على حساب منتخبات أميركا الجنوبية التي وصل منها 3 فقط، بسبب اصطدامها ببعضها البعض، ومنتخب وحيد من أميركا الوسطى.

السيليساو

يعتبر نجم السيليساو ومهاجمه الشاب نيمار دا سيلفا الأمل الوحيد للمنتخب البرازيلي، إذا ما أراد راقصو السامبا العبور نحو النهائي الحلم وتحقيق اللقب السادسة في تاريخ السحرة.

المنتخب البرازيلي مطالب بتقديم أفضل ما لديه في هذه المرحلة، بعد انتصارات غير مقنعة في مرحلة المجموعات، وأمام تشيلي بركلات الجزاء الترجيحية، ويبقى نيمار مقياس الأداء الحقيقي للسامبا، فأي انخفاض في مستواه يعني إصابة البرازيل في مقتل وتوديعها للعرس العالمي.

الفهد الكولومبي

قدم المنتخب الكولومبي أداءً مقنعاً أمام الأوروغواي في القاء الذي جمعهما ضمن مباريات الدور الثاني، كما أن الانتصارات الكبيرة التي حققها في مرحلة المجموعات وضعته ضمن المرشحين على اللقب بقوة، باعتباره صاحب الأداء الأفضل بين المنتخبات الثمانية.

وتمتلك كولومبيا نجماً ساطعاً على غرار نيمار، هو جيمس رودريغيز 5 أهداف و3 تمريرات حاسمة ، وهو ما يبرر الأخبار التي تحدثت عن رغبة ريال مدريد في ضم رودريغيز مقابل «50 مليون يورو».

على عكس البرازيل يمتلك منتخب «صنّاع القهوة» عدة لاعبين مميزين قادرين على قلب معطيات اللقاء مثل كوادرادو ومارتينيز وحارس صلب هو دافيد أوسبينا.

الطواحين الهولندية

يمتلك المنتخب البرتقالي ثلاثية مرعبة بخبرتها وتكتيكها ولياقتها البدنية وتتمثل هذه الثلاثية بـ«فان بيرسي وروبن وشنايدر»، وأثار أداء الطواحين إعجاب المتابعين والناقدين، إذ افتتح مبارياته بمعنويات عالية بعد سحقه للماتادور الإسباني بخماسية، وما يميز البرتقاليين قلبهم للنتيجة في 3 مباريات من 4 خاضوها خلال المونديال.

ويبقى فان بيرسي 4 أهداف وروبن أهم سلاحين للطواحين، لكن فان غال ربما له رأي آخر إذ صرّح بالأمس أن بيرسي عليه تقديم أفضل ما لديه لضمان العودة للتشكيلة الأساسية.

كوستاريكا

وقع المنتخب الأقل حظاً في مجموعة الموت التي ضمت إيطاليا وإسبانيا وإنكلترا، إذ إن أبرز المتفائلين بكوستاريكا لم يتوقع هذه النتيجة التي حققها المنتخب المغمور. وكانت مفاجأة المونديال الحقيقية، بتفوقها على 3 أبطال كأس عالم سابقين واعتلائها صدارة المجموعة.

ويضم المنتخب الكوستاريكي تشكيلة مميزة من اللاعبين بداية من الحارس نافاس، والقائد الصامت كريستيان بولانوس، والنجم براين رويز.

ومع وصول كوستاريكا لهذه المرحلة، تبدو الآن الأقل حظاً لتحقيق اللقب.

المانشافت

تمتلك الماكينات الألمانية مزيج بين لاعبي الخبرة والشباب ويعتبر مولر وكلوزه وشورله الثلاثي الأبرز في المنتخب الألماني، إضافةً إلى الحارس العملاق نوير الذي يعتبر من أفضل حراس العالم.

وحققت الماكينات الألمانية انتصاراً كبيراً على البرتغال لتعود بعدها وتتعادل بشق الأنفس مع غانا، فيما حققت فوزاً غير مقنعاً في مواجهة أميركا، وعانت طيلة 90 دقيقة أمام محاربي الصحراء الذين أجبروهم على خوض 120 دقيقة، ما أدى إلى تعليق المحللين على أن المانشافت يقدم أداءً متذبذباً دقّ ناقوس الخطر لدى المشجعين.

الماكينات تحمل الآن لواء المنتخبات الأوروبية باعتبارها الأعرق، وتسعى لكسر العقدة التاريخية في أميركا الجنوبية، واستغلال توديع المنتخبات الكبرى للمونديال «إسبانيا إيطاليا إنكلترا البرتغال» ومقارعة البرازيل والأرجنتين على اللقب الغائب عن خزائنهم منذ عام 1990.

الديوك الفرنسية

عانى المنتخب الفرنسي من غياب نجمه فرانك ريبيري عن المونديال، لكنه دخل إلى العرس العالمي دون ضغوطٍ كبيرة على لاعبيه، مما انعكس إيجاباً بشكلٍ مضاعف، بانتصارات كبيرة على الهندوراس وسويسرا.

ولن يغير ديشامب في تكتيك الديوك أمام المنتخب الألماني بل سيلعب بالتشكيلة التي خاضت اللقاء أمام المنتخب النيجيري ولكن في آخر نصف ساعة، عندما استطاعوا فك الشيفرة الدفاعية وتحقيق الفوز بهدفين ويدين الفرنسيون بالفوز لغريزمان وبنزيما وبوغبا.

التانغو الأرجنتينية

يلخص أداء المنتخب الأرجنتيني الذي يعد المرشح الأبرز إلى جانب البرازيل بحكم إقامة المونديال في قارتهما، واعتيادهما على الأجواء الحارة والرطبة، بلاعبين اثنين هما قائد التانغو ليونيل ميسي ودي ماريا.

لكن مشجعو الأرجنتين ما زالو متخوفين من تذبذب الأداء وضعف الدفاع، وأمام سويسرا قلت الحلول الهجومية إلى أن نجح ميسي في تقديم كرة على طبق من ذهب لدي ماريا، ليحقق راقصو التانغو فوزهم الرابع على التوالي، لكنه بفارق هدف وحيد كباقي الانتصارات، مما يقلق جماهيرهم.

بلجيكا

المنتخب البلجيكي كان مرشحاً للذهاب بعيداً قبيل العرس العالمي، ويقدم لاعبوه أداء متصاعداً من مباراة إلى أخرى، وأبرز ما يميزهم الأداء الهجومي بـ81 تسديدة على مرمى المنافس خلال 4 مباريات، سجل خلالها 6 أهداف فقط.

وأمام المنتخب الأميركي وصل عدد التسديدات لـ36 تسديدة، كما احتاج البلجيكيون لوقت إضافي للتغلب على صلابة المنتخب الأميركي .

وبعيداً عن كوكبة اللاعبين المميزة، يعتبر الحارس ثيبوت كورتوا تميمة الحظ، إذ لم يخسر في 21 مباراة متتالية حمى بها عرين الشياطين الحمر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى