سويسرا: التشنّج يخيّم على مفاوضات اليمنيين
خيمت أجواء التشنج على مقر مفاوضات الأطراف اليمنية في بيين بسويسرا بعد استمرار الخرق العسكري للتحالف السعودي. في الوقت الذي أكد فيه وفد صنعاء استمراره في المفاوضات، مشدداً على أولوية تثبيت وقف إطلاق النار.
وكانت عقدت جلسة ثنائية بين وفد صنعاء والموفد الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وأخرى بين ولد الشيخ ورؤساء الوفدين فقط لتحديد مصير المفاوضات، في حين لم تعقد أي جلسة بين الوفدين اليمنيين.
وكانت أجواء التشنج خيّمت أمس، على مقر المفاوضات بين الأطراف اليمنية في بيين السويسرية، وأشار مصدر مطلع إلى أنه لم تعقد في وقت سابق أي جلسة مشتركة بين الطرفين اليمنيين، وجلسة ثنائية بين وفد صنعاء والموفد الدولي. وأضاف بأن وفد صنعاء أبلغ الموفد الدولي اعتراضه الشديد على عدم تضمين البيان الأممي بندي الإرهاب والأسرى، كما كان متفقاً عليه.
وكان رئيس المجلس السياسي لحركة أنصار الله صالح الصماد حذّر في وقت سابق من استغلال ما وصفه «بالعدوان لمرحلة المفاوضات اليمنية في سويسرا لتحقيق مكاسب ميدانية عجز عنها سابقاً»، وذلك خلال إعلان الأمم المتحدة عن توصل الأطراف اليمنيين المتحاورين إلى اتفاق على إيصال المساعدات الإنسانية الى تعز غرب اليمن.
وحمّل الصمّاد المجتمع الدولي مسؤولية استمرار «العدوان» والردود الحاسمة عليه، مشيراً إلى أن «العدوان» صعد عملياته خلال الـ48 ساعة من بدء المفاوضات، وبخاصة على مناطق في مأرب والجوف وتعز وغاراته تشمل كل المناطق مع تواصل المفاوضات.
ميدانياً، أفادت مصادر يمنية بمقتل وجرح العشرات من أفراد الجيش السعودي، وذلك بعد قصف الجيش واللجان الشعبية تجمعاتهم في منفذ الطوال الحدودي بصاروخين باليستيين من طراز «قاهر واحد».
وزارة الدفاع اليمنية أفادت من جهتها بأن الجيش أطلق صاروخاً باليستياً من نوع توشكا على مَن وصفهم «بالغزاة» في معسكر تداويل بمأرب.
وقالت الوزارة إن «إطلاق الصواريخ الباليستية يأتي رداً على عدم التزام التحالف السعودي بوقف إطلاق النار».
وبالتزامن واصل التحالف السعودي غاراته على المحافظات اليمنية، حيث أفيد عن أكثر من 15 شهيداً سقطوا في قصف للتحالف على منطقة كنى بمديرية كتاف في صعدة.
وأفاد مراقب بأن المواجهات لا تزال مستمرة بين كرّ وفرّ في منطقة الحزم، ومحيط معسكر لبنات في الجوف شرق البلاد، حيث أعلنت القوات الموالية للرئيس هادي تقدّمها في تلك المنطقة. وأضاف بأن التحالف السعودي شنّ غارات جوية وقصفاً مدفعياً على مديريتي حرض وميدي الحدوديتين في محافظة حجة، مشيراً إلى سقوط أكثر من خمسة عشر شهيداً بقصف للتحالف السعودي على مديرية كتاف بصعدة.
أما في صنعاء، وفي رد على محادثات جنيف، فقد نظم أبناء مديرية بني الحارث وقفة احتجاجية على استمرار التحالف في قصف أبناء الشعب اليمني وقتلهم، مؤكدين دعمهم للجيش واللجان الشعبية ورفدهم بالقوافل الغذائية.
وقال رماح هبة من قبائل بني الحارث «إن عادوا إلى موقفهم المعادي لليمن عدنا إلى موقفنا بالدفاع عن أرضنا وشعبنا».
هذه التحركات وإن كانت محدودة إلا أنها جاءت لتمثّل مقدمة مهمة لتحركات شعبية وقبلية واسعة قد تمتدّ إلى أغلب المناطق اليمنية.
قصفت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الثورية بصاروخ من نوع قاهر واحد تجمعاً عسكرياً في منطقة الخباش بنجران السعودية .
وجاء الصاروخ البالستي رداً على خرق دول العدوان ومرتزقتها للهدنة، استهدف موقعاً عسكرياً يضم عسكريين من جنسيات مختلفة استقدمتهم السعودية مؤخرا لحماية حدودها ومناطقها الداخلية.
وأفادت مصادر الجيش واللجان بوقوع خسائر كبيرة في صفوف المرتزقة . كذلك هدد الجيش واللجان بالمزيد من عمليات الرد إذا لم تلتزم السعودية بالهدنة وتوقف عدوانها المستمر.
على الصعيد ذاته قتل أربعة من شركة بلاك ووتر الامنية الاميركية اثناء محاولة التقدم باتجاه المرور وحبيل سلمان في تعز، والقتلى هم أميركي من اصل باكستاني يُدعى جاويد الطاف خان وايطالي يدعى ابيتي كاربوني وجنوب افريقي يدعى مازولو كنياتي ورواندي يدعى صموئيل بريبوتاتانا.
كما اطلق الجيش واللجان الشعبية سراح ثلاثمئة مسلح من مرتزقة السعودية من جماعة هادي في اطار مساع قامت بها لجان قبلية وحقوقية بدأت منذ اشهر وليس لها علاقة بالمفاوضات الجارية في سويسرا .
والاسرى المفرج عنهم هم من ابناء محافظتي لحج وعدن الجنوبيتين وقد تم اسرهم خلال المعارك في الاشهرالاخيرة. بدوره رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي وخلال حفل في صنعاء اعد لاستقبال الاسرى المحررين من الجيش واللجان الشعبية الذين اطلقوا في عملية التبادل، اشاد ببطولاتهم وتضحياتهم ، وشدد على مواصلة النضال من جل النصر ودحر الغزاة.
وحول المفاضات الجارية في سويسرا اكد رئيس المجلس السياسي لحركة انصار الله صالح الصماد ان التفاؤل بخصوص هذه المفاوضات، ما هو الا خداع للشعب وللجيش.
وانتقد الصماد في بيان الموقف الدولي تجاه خروق دول العدوان لهدنة وقف النار، ووصفه بالمتواطئ محذرا من النهج السعودي العدواني وعدم التزامه بالعهود. وقال ان استمرار الغارات لم يدع مجالاً للشك أن العدوان يستغل هذه المحطات لتنفيذ مخططاته لتحقيق مكاسب ميدانية عجز عن تحقيقها سابقا.
وختم الصماد بان السعودية ستكتوي بنار عدوانها وان النصر حليف الشعب اليمني.