خربشات قلم
ربّما هي كلمات أو صورة أو لحن من الحياة. تجعلك ترى أن للحياة لحناً آخر غير الذي يبعث الضيق في نفسك مرة. فلربما هناك مكان لبسمة.
وكم بها من مشاعر تضاربت وتاهت ربما! بل لا. هي ليست تائهة. هي باحثة كعيون طفل صغير باحثٍ عن كل جديد وعن المسلك والطريق. آملة أنه بخطواته سيجد المسلك وينجح في اجتياز خربشات ذلك الطريق. وتبعث الأمان بعيونٍ خائفةٍ عن قلوبهم ربما تزيل الوجل. تبعث الفرحة بقلب هو قلب إنسان ربما لمن يمدّه بالثقة والرضى كان ظمآن.
اشتقت لكتابتها لقلبي، ولم أجد مكاناً على الورق. ولا همس به أحاكي نفسي علناً فلا رغبة لقلبي بالكتمان… والصمت.
وكم من الزمان يمضي. ليتك يا زمان بطيئاً أكثر مما كنت عليه منذ يوم بدأت حمل كل جديد لقلب، كأسطر أولى لصفحاتٍ من دفتر الذكريات. كم من الأحلام خطّطت لها بمدادك؟ وكم من الخربشات محوتها بممحاتك؟ فهي لم تترك من الذكرى إلا آثار خربشات. وكم من الخربشات لوّنتها بريشتك التي فيها من الألوان شتى ولا تزيد الا جمالاً وبهاء. عندما رسمتك بريشتك تلك التي اخترتها عند بحثي في صفحاتي التي طوت وصفحات بها من الخطوط الكثير لتتسع لكل حلم بقلبك ساكن.
عندما لا يمكن للحياة أن تستمر بلا وقفة الحزن تلك. على القلب الرضوخ والاستسلام لها، فكتم حزن يهزّ جبالاً. وقفة الحزن تلك وغسل القلب من حزنه بعبرات من المقل تنساب إنما هي وقفة نعيد بها ترتيب أوراقنا في لعبة الحياة ببطولة قلوبنا نحن. إنما هي حاجة لا استسلام. فعلى الحياة أن تستمر. كخربشات قلمي.
فاديا مطر