القسّام: المعركة مع الاحتلال مفتوحة وقدراتنا ستفاجئ العدو
تشي الأوضاع في فلسطين المحتلة بمزيد من التصعيد إثر تفاعل قضية تصفية الشهيد الفتى محمد حسين أبو خضير على أيدي مستوطنين بدم بارد، فأصيب عشرات الفلسطينيين جراء الاشتباكات المتواصلة منذ الصباح مع شرطة الإحتلال في بلدة شعفاط شمال القدس المحتلة، مسقط رأس أبو خضير، في وقت حذّرت كتائب «عز الدين القسام» من مواصلة الكيان المحتل سياسته العدوانية على أبناء الشعب الفلسطيني مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي اعتداءات من هذا النوع، مشددة على أن معركتها مع المحتل باتت مفتوحة لا يحدّها زمان ولا مكان.
وبحسب مصادر، انتشر العشرات من عناصر شرطة الإحتلال على عدد من المحاور في البلدة وقابلهم العشرات من الشبان الفلسطينيين، وتفصل بينهم أكوام من الحجارة وحاويات المهملات الكبيرة وإطارات السيارات المشتعلة.
وأطلقت شرطة الإحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والقنابل الصوتية، والقنابل المسيلة للدموع، باتجاه الشبان الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم باختناقات، وبعضهم بالرصاص المطاطي، بحسب المصدر.
كما شوهدت النيران وهي تندلع في إحدى محطات القطار الصهيونية، الذي يربط القسم الغربي من القدس المحتلة مع مستوطنات صهيونية في القسم الشرقي منها، مثل «بسغات زئيف» و»النبي يعقوب». وكان شبان غاضبون دمروا وأحرقوا محطة قطارات أخرى ظهر أول من أمس.
وواصلت طائرة مروحية تابعة لشرطة الإحتلال التحليق في أجواء شعفاط لمتابعة تحركات الناشطين الفلسطينيين. وقال شهود عيان إن «اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الإحتلال اندلعت أيضاً في أحياء سلوان وبيت حنينا وعناتا شرق القدس المحتلة».
وأغلقت قوات الاحتلال حاجز زعترة جنوب نابلس، في جميع الاتجاهات وتسببت في أزمة مرورية خانقة.
وأفاد شهود عيان، أن عشرات المركبات في جميع الاتجاهات اصطفت بانتظار السماح لها بالمرور، عبر الحاجز الذي يقام على شارع حيوي يربط شمال الضفة بوسطها وجنوبها. وأقدمت جرافات الاحتلال «الإسرائيلي» على هدم عدة منازل في قرية العقبة شرق طوباس.
وقال سامي صادق رئيس المجلس القروي، «إن جرافات الاحتلال التي رافقتها نحو 20 آليه عسكرية هدمت 8 منشآت مستخدمة للسكن والاعمال المنزلية الاخرى». وأشار الى ان بعض هذه المساكن مبنية من الواح الزينكو والخيش بنيت قبل نحو 20 عاماً، ولم يسبق ان هددت قوات الاحتلال بهدمها.
كتائب القسّام: ردنا سيكون قاسياً
في غضون ذلك، قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة «حماس» إن «العهد الذي تخطط فيه قيادة العدو متى وأين وكيف تبدأ المعركة وتنتهي، قد مضى» وأوضحت الكتائب أن «المعادلة تغيرت والزمن لا يرجع إلى الوراء، فقد يملك العدو قرار البدء، لكنه قطعاً لن يستطيع تقدير حجم ومسار ومجريات ومآلات المعركة».
وقالت الكتائب في بيانها العسكري إن «لديها من الخطط ما يمكنها من إدارة المعركة بالطريقة التي لا يرغبها العدو ولا يتمناها، وإذا قدر لنا أن نكشف عما لدينا فسيتفاجأ العدو والصديق».
وحول ما يجري في القدس المحتلة والضفة من عدوان همجي وحشي من جيش العدو وقطعان المغتصبين ضد أهلنا وشعبنا أكدت كتائب القسام «أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث، ولن تسمح للعدو بأن يستفرد بشعبنا في الضفة والقدس، ففلسطين واحدة وشعبها واحد ومقاومتها واحدة، وإنّ شعبنا في الضفة والقدس يعرف جيداً كيف يجبي ثمناً باهظاً من العدو المتغطرس، والمقاومة تعرف واجبها جيداً».
وأضافت الكتائب خلال مؤتمرها الصحافي: «إننا نشتم رائحة الغدر وتصعيد العدوان على شعبنا من هذا المحتل الجبان، وهذا يتطلب من مجاهدينا ورجال المقاومة وجميع أبناء شعبنا الحذر والاستعداد، ونحن بدورنا جاهزون لكل الاحتمالات».
وأكدت انّ التهديدات التي يطلقها العدو والتلويحَ بالحرب ضد غزة هي تهديدات لا تعني في قاموسنا سوى اقتراب ساعة الانتقام من العدو وتلقينه دروساً قاسية، وهي تهديدات لا تخيفنا ولا تربكنا ولن تدفعنا سوى لتحضير بنك أهدافنا استعداداً للحظة الصفر، وعلى العدو أن يدرك بأن المعارك السابقة له في غزة ستكون نزهة بالنسبة الى ما أعددناه له للمعركة المقبلة».
وتابعت قائلة: «لن نسمح ولن نقبل من أحدٍ أن يطالبنا بضبط النفس وضبط قطاع غزة، فنحن لا نعمل عند أحد، وليس لنا دورٌ سوى حماية شعبنا ومقاومة المحتل والدفاع عن أرضنا ومقدساتنا، وإذا كان العدو يبحث عن التنسيق الأمني فليبحث عنه عند غيرنا، فليس له عندنا سوى ما يعرف».
دوافع الجريمة العنصرية
وفي شأن ذي صلة، أعلنت عائلة الشهيد الفتى المقدسي محمد حسين أبو خضير 17 سنة عن أنها لن تستلم جثمان ابنها من دون إقرار الحكومة الصهيونية بأن قتله كان على خلفية قومية وليس جنائية وإدانة المستوى السياسي لها.
وحمّلت العائلة في مؤتمر صحافي عقدته عصر أمس أمام منزل الشهيد في قرية شعفاط الإعلام الصهيوني مسؤولية تضليل الرأي العام ودس روايات مشبوهة لا أساس لها من الصحة. كما حملت أجهزة الأمن الصهيونية مسؤولية تداعيات ونتائج تأخير تسليم الجثمان، مؤكدة أنها لن تقيم جنازته في ساعات الليل لضمان ترتيب جنازة مهيبة تليق به، وأشارت إلى أنها حتى ساعات العصر لم تتلق أية معلومات حول موعد تسليم الجثمان الذي من المفترض أن يتم بعد انتهاء تشريح الجثمان في معهد أبو كبير في يافا.
من جانبه، حمّل المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين حكومة الاحتلال مسؤولية جريمة خطف الفتى أبو خضير وإحراق جثته والتنكيل بها، مؤكداً بأنها «نتاج العنصرية والحقد في أوساط المستوطنين تجاه أبناء الشعب الفلسطيني».
وبدوره، حمّل رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون حكومة نتانياهو مسؤولية الجرائم العنصرية التي تقوم بها عصابات المستوطنين، والتي كان آخرها اختطاف وقتل وحرق الطفل محمد أبو خضير وما تبعها حتى اللحظة من عمليات دهم واعتقال في مدينة القدس المحتلة التي انتفضت انتصاراً للكرامة الفلسطينية، إلى جانب استمرار الغارات الجوية الإرهابية «الإسرائيلية» على أهلنا في قطاع غزة.
إدانات دولية لتصفية أبو خضير
من جهته، دان مجلس الأمن الدولي «بأشد العبارات حادث اختطاف واغتيال فتى فلسطيني» في القدس المحتلة، مؤكداً ضرورة تقديم مرتكبي هذا العمل الذي يبعث على الأسى للعدالة.
وفي بيان، تقدّم مجلس الأمن «بمواساته وتعاطفه إلى أسرة ضحية هذا العمل الشائن وإلى الشعب الفلسطيني»، وأكد ضرورة تقديم مرتكبي هذا العمل الذي يبعث على الأسى للعدالة»، داعياً الجميع «الى إلتزام الهدوء فوراً».
ودانت الولايات المتحدة الحادث، ووصفته بالجريمة البشعة، كما حذرت من أنّ الأعمال الانتقامية قد تزيد من تدهور الأوضاع. فيما وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجريمة بالمشينة والارهابية، داعياً الى محاسبة المتورطين.
كما دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجريمة ووصفها بالشنيعة. ودان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ما حدث، مجدداً دعوته الى الهدوء.
سقوط صاروخ جنوب «إسرائيل»
يأتي هذا في وقت سقط صاروخ أطلق من قطاع غزة على بناء استيطاني جنوب فلسطين المحتلة من دون وقوع إصابات. وكان ناشطون في غزة قد أطلقوا أكثر من 10 صواريخ على المستوطنات الليلة الماضية، بحسب ما أعلنه الجيش الصهيوني.