الغرب… وحرب «السايبر» مع «داعش»
يبدو أن الحرب ضدّ «داعش» ستتخذ منحى آخر غير الحرب العسكرية الاعتيادية التي تعتمد على الضربات الجوّية أو المعارك البرّية. إذ إنّ التنظيم صار يشكّل خطراً أبعد من كونه تنظيماً إرهابياً يتطلّب القضاء عليه عمليات عسكرية. ثمة تقارير تشير إلى تقدّم التنظيم على مستوى اختراق الحواسيب والشبكات الإلكترونية. وفي هذا الصدد حذّر جون مكافي، الخبير البارز في أمن المعلومات، من أن الحرب العالمية الثالثة ستكون إلكترونية، وقد تخسرها الولايات المتحدة لمصلحة «داعش». ووصف مكافي اعتماد الولايات المتحدة على آلات الحرب والجنود بأنه قد عفا عليه الزمن، إذ يدّعي أن القراصنة الجهاديين قد يستطيعون تحويل هذه المعدّات ضد الولايات المتحدة في سيناريو «يوم القيامة» الكارثي، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «ديلي ميل» البريطانية. ويضيف مكافي: نحن نعرف إن ترسانتنا من الرصاص والقنابل والدبابات والطائرات والقوارب والصواريخ وقدراتنا النووية لا تتوفر مثلها إلا للقليلين جداً، وعلى الأرجح لا يملك أحد في العالم قدرات تجاوزها، لكن الهام هنا أيضاً أن نعرف، أن هذا كله لا يهمّ في الحروب الإلكترونية، لا بل حتى قد يكون هذا ليس في مصلحتنا، حين يتم تحويله للعمل ضد الولايات المتحدة بوساطة السيطرة الإلكترونية.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً حول تنظيم «داعش» الإرهابي وخلفية جذبه شباباً درسوا الطبّ والهندسة. ويشير التقرير إلى أنّ الغالبية العظمى من الخرّيجين الذين انضموا إلى جماعات إرهابية كانوا قد درسوا الهندسة، أو العلوم، أو الطبّ. ونقلت عن مارتن روز، مستشار المجلس الثقافي البريطاني في شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قوله إنّ العلوم تفشل في غرس التفكير النقدي، مقارنة بتأثير المناقشات التي تقوم عليها تخصصات الفنون.
«تايمز»: علاقات سرّية بين «الأخوان المسلمين» والمجلس الإسلامي في بريطانيا
نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً تقول فيه إن تقريراً للحكومة البريطانية يقول إن المؤسسة الإسلامية الأكبر في بريطانيا والجماعة الأكبر للطلبة المسلمين في بريطانيا، لهما صلات غير معلنة بجماعة «الأخوان المسلمين»، التي تصفها الصحيفة بأنها شبكة أصولية حرّضت في بعض الأحيان على العنف والإرهاب.
ووفقاً للتقرير، فإن المجلس الإسلامي في بريطانيا، وهو مؤسسة يندرج تحت مظلتها أكثر من 500 هيئة إسلامية في بريطانيا، يزعم أنه مؤسسة غير طائفية، ولكن يُعتقَد أن مؤيدي «الأخوان المسلمين» لعبوا دوراً هاماً في إقامته وإدارته.
وتقول الصحيفة إن التقرير يصف جماعة «الأخوان المسلمين» تنظيماً ينظر إلى المجتمع الغربي على أنه مفسد ومعاد للمصالح الإسلامية. ويقول التقرير إن لجماعة «الأخوان المسلمين» تأثيراً كبيراً على الرابطة الإسلامية في بريطانيا وأكبر اتحاد للطلبة المسلمين في بريطانيا.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أمر السنة الماضية بإجراء تقرير عن «الأخوان المسلمين»، وأعدّه فريق يقوده جون جينكينز، السفير البريطاني السابق في السعودية.
وخلص التقرير إلى أنه لا علاقة بين «الأخوان المسلمين» والأنشطة الإرهابية في بريطانيا، ولكنه يدعم علناً الهجمات الانتحارية التي تشنّها «حماس» على المدنيين «الإسرائيليين».
ويقول التقرير إن جماعة «الأخوان المسلمين» تنخرط في السياسة عندما يكون ذلك ممكناً، ولكنها تلجأ أحياناً إلى الإرهاب لتنفيذ أهدافها. ويضيف أن الجماعة في الغرب تدعو إلى اللاعنف ولكن الرسائل التي ترسلها إلى مؤيديها باللغة العربية عادة ما تحتوي دعوة متعمدة إلى العنف.
وقال كاميرون إن التقرير يكشف العلاقة الملتبسة الغامضة بين «الأخوان» و«التطرّف العنيف». وأضاف إن الجماعة لن تحظر في بريطانيا، ولكنه قال إن وجود صلات بها سينظر إليه بوصفه مؤشر محتمل على التطرّف.
وتقول الصحيفة إن قرار عدم حظر الجماعة في بريطانيا يسمح بأن يستمر مؤيدوها بجمع التبرّعات لأعمالها في شتى بقاع العالم. وتضيف أن القرار قد يغضب السعودية والإمارات، اللتين تعتبران من أشد معارضي «الأخوان».
«غارديان»: لماذا يصبح دارسو الطبّ والهندسة فريسةً سهلة للجهاديين؟
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً جاء فيه: تقترح دراسة أن أسلوب «الأبيض والأسود» الذي ينظر به الإرهابيون إلى العالم يتطلب «عقلية هندسية».
سيف الدين رزقي، الإرهابي المسؤول عن قتل السياح على شاطئ سوسة في تونس، كان حاصلاً على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية.
أيّ نوع من الأشخاص يصبح جهادياً إرهابياً؟ بشكل أكثر تحديداً، ما نوع تعليم هؤلاء الأشخاص؟ الغالبية العظمى من الخرّيجين الذين انضموا إلى جماعات إرهابية كانوا قد درسوا الهندسة، أو العلوم، أو الطبّ. يشير بحث إلى أنه بالكاد يمكنك أن تجد أحدهم قد درس العلوم الاجتماعية أو الفنون. هذه الرؤية ربما تكون لها نتائج في غاية الأهمية.
تقريباً، نصف عدد الجهاديين 48.5 في المئة المجنّدين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حصلوا على تعليم عالٍ، وفقاً لتحليل لدييغو غامبيتا يعود إلى عام 2007، ذكر في وثيقة «تحصين العقل» Immunising the Mind ، وهي وثيقة جديدة نشرت من قبل المجلس الثقافي البريطاني. 44 في المئة من هؤلاء حصلوا على شهادات في الهندسة، بينما بلغت تلك النسبة 59 في المئة بين الجهاديين المجندين في الغرب.
وأظهرت دراسة للإرهابين في تونس ـ حيث قام مهندس كهرباء بهجوم إرهابي في حزيران الماضي ـ النسب نفسها تقريباً. كما وجدت دراسة لـ18 مسلماً بريطانياً تورطوا في هجمات إرهابية أن ثمانية منهم درسوا الهندسة أو تكنولوجيا المعلومات، وأربعة منهم درسوا العلوم، الصيدلة، والرياضيات، بينما درس واحد فقط العلوم الاجتماعية.
كل هذا ليس من قبيل المصادفة، كما يشير مارتن روز، مستشار المجلس الثقافي البريطاني في شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يجمع تقرير مارتن روز «تحصين العقل» مجموعة واسعة من الآراء دعماً للرأي بأن العلوم تفشل في غرس التفكير النقدي، مقارنة بتأثير المناقشات التي تقوم عليها تخصصات الفنون. وصاغ روز مفهوم «العقلية الهندسية»، وهو ما يجعل طلاب العلوم فريسة سهلة لمجنّدي الإرهابيين.
يستند التقرير إلى مجموعة من الدراسات الأكاديمية وملف للاستخبارات البريطانية الذي يصف المجنّد الجديد المثالي بأنه ذكي وفضولي، ولكنه لا يتساءل في شأن السلطة.
يقول روز إن ثقافة تدريس العلوم دائماً تعتمد على طريقة الصواب والخطأ، أو الحق والباطل، وهذا يدمّر قدرة طلاب العلوم والهندسة على تنمية مهارات الدراسة النقدية. ويوضح روز أيضاً أن هذا لا يقتصر على الطلاب العرب فقط، إذ تبيّن التقارير انجذاب بعض طلاب الطب البريطانيين المسلمين إلى نظرية الخلق.
قد يكون هذا الخلل نتيجة لدعوة زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي في أيلول 2014 القضاة والأطباء والمهندسين وذوي الخبرة العسكرية والإدارية للانضمام إلى ما يسمّيه «الخلافة». بالتأكيد يحتاج «داعش» إلى مهندسين في مجال النفط، وصانعي القنابل، ولكن عدداً من المهندسين الذين انضموا إلى التنظيم كُلّفوا بأدوار غير تقنية.
ربما كان ذلك مجرد انعكاس للحقيقة المنتشرة في العالم العربي، وهي أن كليات الطب والهندسة والعلوم الطبيعية ـ على الترتيب ـ هي كليات النخبة التي تجذب غالبية الطلاب المتفوقين، لأنها على نحو تقليدي تؤدّي إلى الوظائف المرموقة.
ومع ذلك، يقول روز إن ما يقارب 70 في المئة من الطلاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يدرسون العلوم الاجتماعية. على رغم حقيقة أن التدريس جودته أقل في هذه التخصصات الجامعية، إلا أن النهج التربوي الذي تتبعه ـ الذي يتطلب التفسير والمناقشة ـ يخالف طريقة الأبيض والأسود التي تتبعها الجماعات الجهادية. ربما يكون هذا هو السبب في استبعاد تخصصات علوم الآثار والفنون الجميلة والقانون والفلسفة والعلوم السياسية والرياضة والدراما والأدب من الجامعات الموجودة في المناطق التي يسيطر «داعش» عليها.
على أيّ حال، لا يبدو ذلك غريباً. في عام 2003، أشار تقرير الأمم المتحدة لتنمية الإنسان أن مناهج التعليم العربية تشجع التسليم والطاعة والتبعية والامتثال، بدلاً من التفكير النقدي الحرّ.
ولكن إذا كان ذلك صحيحاً، إلى أين سيقودنا؟ يقترح روز أن المجلس الثقافي البريطاني ـ المؤسسة التي تموّل من المملكة المتحدة وتقوم بنشر الثقافة البريطانية في أنحاء العالم ـ يجب أن يشارك في إصلاح التعليم، وفي إضفاء الإنسانية على تدريس التخصصات العلمية والتقنية. هذا التعليم من شأنه أن يشجع جميع الطلاب على التفكير والتساؤل سواء كانت هذه التساؤلات في خصوص السلطة، أو العلم، أو السياسية، أو الدين.
ولكنهم سيكونون بحاجة إلى شيء لا يمكنهم الحصول عليه من الخبراء الثقافيين الغربيين. ما يغفل التقرير ذكره أن الطلاب سيكونون بحاجة إلى أن ينفتحوا على التعاليم الإسلامية الغزيرة التي كوّنت الدين قبل ظهور السلفية الأصولية الغنية بالنفط.
«ديلي ميل»: الحرب العالمية الثالثة إلكترونية وقد يخسرها الغرب ضدّ «داعش»
حذّر جون مكافي، الخبير البارز في أمن المعلومات، من أن الحرب العالمية الثالثة ستكون إلكترونية، وقد تخسرها الولايات المتحدة لمصلحة «داعش».
ووصف مكافي اعتماد الولايات المتحدة على آلات الحرب والجنود بأنه قد عفا عليه الزمن، إذ يدّعي أن القراصنة الجهاديين قد يستطيعون تحويل هذه المعدّات ضد الولايات المتحدة في سيناريو «يوم القيامة» الكارثي، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وقالت الصحيفة إن الخبير استحضر صوراً للحروب المستقبلية بين الإنسان والآلات، التي تم تصويرها في أفلام «المدمر Terminator»، والتي صوّرت الولايات المتحدة تقريباً بلا قوات دفاعية مؤثرة في هذه الحروب.
ويعدّ جون مكافي أحد الرائدين في العالم في مجال أمن المعلومات وبرامج Anti-Virus، وأنشأ برنامج «مكافي» الشهير لمكافحة الفيروسات الإلكترونية أواخر ثمانينات القرن الماضي، قبل بيعه لشركة «إنتل».
وفي عموده الذي كتبه في موقع «International Business Times»، قال مكافي إن «داعش» كان يعمل بنشاط عالٍ جداً في الفترة السابقة لتجنيد القراصنة ومحترفي الهاكرز من جميع أنحاء العالم، في الوقت نفسه ومن ناحية أخرى اهتمت دول مثل الصين وكوريا الشمالية أيضاً ببرامج الحوسبة المكرسة لصنع الاسلحة، بحسب الصحيفة.
ويضيف مكافي في عموده: نحن نعرف إن ترسانتنا من الرصاص والقنابل والدبابات والطائرات والقوارب والصواريخ وقدراتنا النووية لا تتوفر مثلها إلا للقليلين جداً، وعلى الأرجح لا يملك أحد في العالم قدرات تجاوزها، لكن الهام هنا أيضاً أن نعرف، أن هذا كله لا يهمّ في الحروب الإلكترونية، لا بل حتى قد يكون هذا ليس في مصلحتنا، حين يتم تحويله للعمل ضد الولايات المتحدة بوساطة السيطرة الإلكترونية.
وحذّر مكافي إنه طالما ظلت الولايات المتحدة غير قادرة بالشكل الكافي على حماية شبكات الإنترنت والبنية التحتية المتصلة بها، مثل شبكات الكهرباء ومحطات توليد الطاقة النووية والطائرات والسيارات والمؤسسات المالية، ستبقى البلاد عرضة لخطر القرصنة المدمر، وستكون هذه أسلحة الحرب الإلكترونية، التي يمكن أن تتحول ضد البلاد لتنحرف عن الغرض المقصود منها.
وقد ظهرت القدرات الهجومية الإلكترونية لـ«داعش» الشهر الماضي عندما نجحت الذراع الرقمية للتنظيم في اختراق آلاف الحسابات على موقع «تويتر».
ووصف الخبراء هذا الأمر بأنه تصعيد مثير للقلق في الحرب الإلكترونية العالمية، إذ استطاع القراصنة الجهاديون نشر تفاصيل أكثر من 54 ألف حساب على «تويتر»، بما في ذلك كلمات المرور، ونشرت جميعها على الإنترنت.
ونشر المتطرّفون أيضاً تفاصيل شخصية للأشخاص، بما في ذلك أرقام الهواتف النقالة، وكان من بينهم رؤساء وكالة الاستخبارات المركزية «CIA» ومكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI» ووكالة الأمن القومي الأميركي.
وحثّت الجماعة التي تدعى «سايبر الخلافة»، التي شكّلها جنيد حسين من برمنغهام، أتباعها على السيطرة على الحسابات المقرصنة لنشر الدعاية حول «داعش»، وتعريف العالم بأنشطة التنظيم.