صحافة عبرية
أبدت «إسرائيل» سعادتها بخبر اغتيال سمير القنطار، من دون أن تقدّم إشارات حول دورها في عملية الاغتيال، بُعيد اتهام حزب الله لها، بتنفيذ ضربة جوية استهدفت مكان تواجد القنطار في مبنى في مدينة جرمانا السورية.
ولم يخفِ وزير الإسكان الإسرائيلي، يؤاف جلانت، سعادته باغتيال الأسير المحرّر القنطار، لكنه لم يصل إلى حدّ تأكيد أنّ «إسرائيل» هي التي شنّت هذا الهجوم.
وقال جلانت لـ«الإذاعة العامة الإسرائيلية»: «من الأمور الطيبة أن أشخاصاً مثل سمير القنطار لن يكونوا جزءاً من عالمنا». وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت «إسرائيل» شنّت الهجوم قرب دمشق قال: «لا أؤكد أو أنفي أيّ أمر له صلة بهذا الموضوع».
هذا وامتنع مسؤولون «إسرائيليون» آخرون من بينهم المتحدّث بِاسم الجيش «الإسرائيلي» عن التعليق على الحادث في ظلّ صمت مريب يضرب «إسرائيل»، لكن هذا الصمت لا ينعكس في الميدان، إذ نشط الجنود «الإسرائيليون» على كامل الحدود الشمالية مع لبنان، في تنفيذ تأهب وصل إلى الدرجات القصوى خشية انتقام حزب الله.
الإعلام العبري عكس الصورة التي تعمل «إسرائيل» على إخفائها. صحيفة «يديعوت أحرونوت» كتبت على موقعها الإلكتروني: «أغلق حسابٌ عمره 36 سنة، بدأ عند مشاركة القنطار بهجوم نهاريا، الذي استهدف عائلة هاران».
وأضافت الصحيفة: «يعتبر القنطار عاملاً رئيساً في المنظومة الدفاعية التي يديرها حزب الله في هضبة الجولان على الحدود مع إسرائيل، دعماً للرئيس السوري بشار الأسد».
وتابعت «يديعوت أحرونوت»: «عام 1979، في حين كان القنطار في 16 من عمره، انتقل مع ثلاثة أشخاصٍ آخرين في زورقٍ مطاطيّ من لبنان، إلى شاطئ نهاريا، وعند وصولهم اشتبكوا مع دورية من الشرطة الإسرائيلية ما أدّى إلى مقتل الرقيب إلياهو شاهار».
وأضافت الصحيفة متحدّثةً عن توجّه المجموعة إلى منزل عالم الذرّة «الإسرائيلي» داني هاران، مدّعيةً اختطافه وطفلته ثمّ قتلهما، وهو الأمر الذي نفاه مسؤول استخبارات سابق في السجون «الإسرائيلية»، الضابط تسفيكا سيلع عام 2009، الذي أكد أنّ «إسرائيل» حاكت للقنطار تهماً بقتل طفلة خلال عملية نهاريا، وأنّ هناك دلائل على أن داني وطفلته قتلا برصاص القوات «الإسرائيلية».
إلى ذلك، قال المحلل العسكري في الصحيفة إن اغتيال سمير القنطار ليس لماضيه السابق واعتقاله حين كان عمره 16 سنة، بل أن عملية اغتياله جاءت لمنع عملية ضخمة ضدّ «إسرائيل».
وقال: منذ عام 2013، بحث خبراء في قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني وكذلك في قيادة حزب الله لتنفيذ عملية لردع «إسرائيل» كي تتوقف عن قصفها قوافل الأسلحة التي تمر من سورية إلى حزب الله في لبنان. إن خطة إيران وحزب الله كانت عبر تنفيذ عمليات كبيرة ضدّ «إسرائيل» تجعل الـ«كابنيت الإسرائيلي» يفكر مرّتين قبل استهدافه قوافل الأسلحة من سورية إلى حزب الله. لذلك تم وضع سمير القنطار مسؤولاً عن تنفيذ تلك العمليات في هضبة الجولان وفتح جبهة أخرى ضدّ «إسرائيل»، من دون أن تؤدي تلك العمليات إلى توتر عسكريّ مع سورية. فقد أرسل القنطار من لبنان إلى سورية ليقود خلية مسلحة لحزب الله أوكلت لها المهام العسكرية في الجولان.
ووفقاً لبن يشاي، فإن القنطار بادر خلال السنوات الماضية لتنفيذ خمس عمليات على الجدار الفاصل، عبر إطلاق نار وصواريخ نحو كيبوتسات هضبة الجولان، وكان إطلاق الصواريخ ردّاً على قصف «إسرائيل» قوافل الشاحنات التي تحمل أسلحة من سورية إلى حزب الله. ومن جرّاء تلك العمليات أصيب جنديان من لواء المظليين.
وأضاف المحلّل رون بن يشاي قائلاً: الآن بقي أن نرى كيف سيتم الردّ على «إسرائيل». فالمرجح أن يكتفي حزب الله وإيران بردّ رمزيّ، ربما إطلاق صواريخ نحو «إسرائيل». صواريخ لا تحقّق أضراراً كبيرة. وربما أيضاً لن يتم أي ردّ كي لا يؤدّي الأمر إلى تصعيد مع «إسرائيل».
من ناحيتها، اكتفت صحيفة «هاآرتس» العبرية بنقل رواية حزب الله عن عملية الاغتيال. وقالت عبر موقعها الإلكتروني إنّ حزب الله يتّهم «إسرائيل» باغتيال سمير القنطار من خلال ضربة جوّية استهدفته قرب دمشق.
ونقلت الصحيفة عن وزير الطاقة «الإسرائيلي» يوفال شتاينتس، رفضه تأكيد أو نفي فرضية وقوف «إسرائيل» خلف العملية، لكنه قال أمام اجتماع لمجلس الوزراء.: كان القنطار رجلاً شريراً. لكن ما يثير الاستغراب في تعليقه على الحادث قوله: «من الممكن أن تكون الاستخبارات الفنلندية خلف العمل، لقد كان عملاً جيداً»! ما يدل على تهرّب «إسرائيل» من الاعتراف بما قامت به خوفاً من انتقام حزب الله، لكن توجيه الاتهام إلى استخبارات دولة أخرى، يظهر الغباء الذي ارتابها غداة العملية الاجرامية.
لكن الصحيفة وفي معرض حديثها عن القنطار، لمّحت أكثر من مرة إلى دوره في إنشاء مقاومة عسكرية سورية من أبناء الطائفة الدرزية، على حدّ قولها، مهمة هؤلاء مقاتلة «إسرائيل» في هضبة الجولان، برعاية من حزب الله ودعمه وتدريبه، الذي عمل عبر القنطار على تأسيس جناح له في المنطقة بغاية مقارعة «إسرائيل».
وتظهر هذه الفقرة، أنّ «إسرائيل» كانت تراقب نشاط القنطار عن كثب في منطقة الجولان، وهذا يؤكّد فرضية استفادتها من عملية الاغتيال لا بل وقوفها خلفها.
شالوم متّهم بالتحرّش الجنسيّ
يعقد المستشار القضائي للحكومة «الإسرائيلية» يهودا فاينشطاين، اجتماعاً خاصاً يوم الأحد المقبل يجري خلاله التداول في شبهات بارتكاب وزير الداخلية «الإسرائيلي» سيلفان شالوم، مخالفات جنسية بحق نساء عملن تحت إمرته. وتشير التوقعات إلى أنه في ختام الاجتماع ستصدر تعليمات للشرطة بفتح تحقيق ضدّ الوزير.
وذكرت تقارير إعلامية «إسرائيلية» أن ضباط شرطة كباراً ومسؤولين في وزارة القضاء سيشاركون في الاجتماع، وسيتم خلاله تحديد وحدة الشرطة التي ستجري التحقيق، ويتوقع تكليف وحدة «لاهف 433» المتخصصة بمحاربة الفساد والجريمة المنظمة.
ويشار إلى أن قائد هذه الوحدة موجود في إجازة بسبب وجود شبهات ضده هو الآخر بالتحرّش الجنسي بحق ضابطة. وقالت عضو «الكنيست» زهافا غلئون إن لديها شهادات نساء تعرض صورة خطيرة لمخالفات جنسية، وأن القضية لا تتوقف عند التحرّش الجنسي، إنما تصل إلى القيام بأعمال مشينة بالقوّة.