ورد وشوك
بين الأرض والسماء، واو عطف من الباسط والرافع، ترسم أعظم مشهد فيه العجب العجاب متمثلاً بالحياة.
الأرض دار للسعي وحُسن البلاء، وفي السماء عين الله ترعى خلقه برحمة واقتدار.
هكذا الحال، أخذ وعطاء إلى أن طغى في الأرض الاستكبار وتمادى الشرّ واستطار، ولم يترك للحبّ والعطف مكاناً. تعدٍّ على الشرائع والكتب ودين الإسلام، وهدر لدم الإنسان.
هل نحن إذاً في نهاية الزمان؟
أرّقني التفكير حتى حلّ المساء ولفّ بلدي الظلام.
انبلج الصبح بعد طول السواد. ما عدت أعرف الورد في حديقتي، يبكي غربة أم قسوة برد الشتاء؟ أم أنّ ما عليه ما هي إلا قطرات الندى تنبئ بأن في كل طلعة فجر تولد من جديد الحياة؟
ظلام ثم انبلاج صبح. هكذا دواليك، يعني أن دوام الحال من المحال، وأن للورد معنى واحداً أن للحياة في كلّ أحوالها جمالاً ما بعده جمال، وأنّ السماء ما زال رافعها يعد الصابرين برفع البلاء.